تحقيقات وتقارير

بعد وصول مواهبنا لمراحل متقدمة .. لماذا تطيح الأغنيات السودانية بالمشاركين في (ذا فويس) ؟

لم يكن خروج المشارك السوداني ماهر سامي من برنامج (ذا فويس) الذي يقدم على قناة (ام بي سي) وعدم تأهله للمرحلة النهائية بمثابة مفاجأة، والسبب في ذلك ان هناك عددا من الأصوات السودانية المتميزة والمبرزة التي شاركت في البرنامج خلال مواسمه التي مرت ووصلت مراحل مختلفة إلا انها في النهاية غادرت بأمر الحكام والمتنافسين أحيانا.

(1)

من أبرز الوجوه السودانية التي شاركت في البرنامج وكانوا ضمن فريق حماقي الفنانة لينا قاسم التي شاركت بأغنية للفنانة ام كلثوم وغادرت دون ان تتأهل، كذلك الفنانة سير عابدين التي رددت أغنية (صدفة) للفنان الراحل محمد وردي ايضا غادرت، كذلك محمد الطيب الذي كان ضمن فريق شيرين عبدالوهاب وأمجد شاكر الذي كان ضمن فريق كاظم الساهر وغنى للفنان شرحبيل احمد (لو تعرف الشوق) ايضا كان نصيبهم المغادرة، بجانب الأغنيات الأجنبية التي رددها الفنان نايل الذي كان ضمن فريق شيرين وحازت على إعجاب الكثيرين وقطع شوطا كبيرا حتى وصل مرحلة العروض المباشرة إلا انه ايضا غادر.

(2)

غادر الفنان ماهر سامي الذي كان ضمن فريق سميرة سعيد البرنامج بعد ان وصل مراحل متقدمة منه وهي مرحلة العروض المباشرة ، إلا ان الفنانة سميرة سعيد استبعدته واختارت المشاركين سندي لطي ورضوان الأسمر للمرحلة قبل النهائية، كان ذلك خلال العرض المباشر الرابع الذي يؤهل المتسابقين الى الحلقة قبل الأخيرة والذي ردد فيها ماهر أغنية (المامبو) السوداني للفنان الراحل سيد خليفة قبل مغادرته للبرنامج نهائيا، إلا انه رغم الخروج وجد الاحتفاء والتقدير من الكثيرين للمجهود الكبير الذي بذله وجعله يصل مراحل متقدمة من البرنامج.

(3)

هناك كثير من التساؤلات التي تطرح نفسها وتحتاج لإجابة من المختصين في مجالي الموسيقى والغناء، وهي لماذا لا تستمر الأصوات السودانية التي شاركت في البرنامج رغم تميز الكثير منها وعدم وصولها لمراحل متقدمة ليتم حسمها قبل النهائيات، ولمعرفة الأسباب الحقيقية ألقت (كوكتيل) بحزمة التساؤلات لبعض المختصين في المجال وجاء ردهم كالآتي:

حيث ابتدر الحديث د.الماحي سليمان لـ(كوكتيل) قائلا: (لقد شاركت في مهرجانات عربية وكنت ممثل السودان لذلك أعلم الثقافة السمعية العربية او الذاكرة الموسيقية، فهي مختلفة تماما عن الذاكرة الموسيقية الخماسية ،العرب لا يستسيغون السلم الخماسي نهائيا ويعتبرونه نشازا وموسيقى متخلفة لأنه ليس لدى المستمع العربي ثقافة موسيقية لان المدرسة المصرية هي التي أثرت عليهم وجردتهم من خصوصيتهم وسيطرت تماما على المزاج العربي لذلك يرون الأغنية المصرية هي الأنموذج حتى اصبحوا يرون أغنياتهم دون المستوى، لذلك نجد حتى السودانيين الذين شاركوا في البرنامج رددوا أغنيات اجنبية والذين غنوا خماسي المجاملة كانت واضحة عند اختيارهم وذلك بان يختارهم حتى لا يكسروا بخاطرهم ويتركوهم يمضون للأمام قليلا ولا أن واحدا منهم سيتفوق ويصل للنهائيات.

(4)

من جانبه قال الفنان د.عبدالقادر سالم : (المشكلة تكمن في الشخص المشارك الذي ينقصه التدريب على نوع غناء معين، ومن في اللجنة يريدون أغنيات جذابة من شخص قد أعد نفسه إعدادا جيدا ومتمكن في معرفة السلالم الموسيقية لأنها تحدد طبقات الصوت، مضيفا (نحن نفتخر بالخماسية والغناء السوداني جميل منتشر في كل انحاء العالم ،لكن لجنة التحكيم أحيانا تكون ظالمة لكثير من الأصوات السودانية التي شاركت ، مختتما هناك مشكلة اخري أن القائمين على أمر البرنامج يعرضون على الفنان المشارك الغناء الذي يريدونه هم لأنهم يرون ان غناءنا الأفريقي يسبب خللاً لبرامجهم).

تقرير: محاسن احمد عبدالله
صحيفة السوداني

تعليق واحد