سوق أم درمان .. تمرّد على الحداثة في الخرطوم
يشكل سوق أم درمان غرب الخرطوم، معلماً بارزاً من تاريخ التراث السوداني، لاحتوائه على منتجات يدوية من الجلد الطبيعي، والخشب، والخزف، ما جعله وجهة بارزة للمواطنين والسياح الأجانب. ويبدأ السوق من مبنى “البوستة” أو البريد العتيق جنوباً، وينتهي في حي “المسالمة” العريق شمالاً، إضافة إلى شارعي “كرري” شرقاً و”الشنقيطي” غرباً.
ويعود تاريخ السوق إلى نحو قرنين، وهو نموذج مصغر لمدينة أم درمان التاريخية، التي تعد العاصمة القومية للسودان، وتضم الأعراق والديانات المختلفة الإسلامية واليهودية والمسيحية والبوذية.
في هذا السوق الكبير كانت محال التجار الهنود التي تُجاور محلات الأقباط، الذين جاؤوا من صعيد مصر ويتخصصون في المنسوجات والمفروشات. وتنتشر في السوق محلات اليمنيين أو “اليمانية”، الذين يشتهرون في البقالات، وما زال موقع محل “العدني” مشهوراً ودليلاً للسياح الأجانب. وهناك سوق اليهود الذي ما زال يحمل اسمه على الرغم من مغادرة أصحابه.
السوق قديم، وظل يقاوم الحداثة باستمرار، لكنه متجدد في ظل مهارة الحرفيين في داخله. عندما تزوره صباحاً أو مساء، تجد كل ما تحتاجه.
وعلى الرغم من انتشار المحال العصرية، ما زال سوق أم درمان محتفظاً بنكهته التراثية وماضيه القديم في صناعة المنتجات المحلية. إنه السوق المتمرد على الشيخوخة، فكلما زاد عمره ازدادت حيويته ورونقه وبهاؤه. لكنّه تأثر سلباً بعض الشيء بعد ثورة ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، من الناحية الاقتصادية وغلاء الأسعار.
(وكالة الأناضول)
أمدرمان تعرضت للتدمير الممنهج في عهد الإنقاذ بسبب تهافت حكام الخرطوم النازحين البدو على الخرطوم والرياض والطائف وأركويت ويجب أن ينصف أي نظام جديد مدينة أمدرمان ويحدثها.