حوارات ولقاءاتمدارات

مني أركو مناوي: لن نحارب أطفال (قحت)


في إحدى غرف فندق (كراون) بالعاصمة جوبا جلس رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي من أجل الإجابة على أسئلة اليوم التالي (أركو) المشغول الآن بموقفه الرافض لما يسميها محاصصات الحكام الجدد في الخرطوم لا يتوانى في وصف ما جرى في أعقاب إسقاط البشير بأنه محض إبدال تمكين بتمكين أسوأ.

يوجه الرجل أسلحته كلها نحو (قحت) وبشكل أكثر دقة نحو من قاموا باختطافها لتحقيق أهدافهم وغاياتهم الخاصة وإن كان ذلك على حساب الوطن والسلام الذي تتواصل مداولاته في منبر جوبا في الوقت الذي يؤكد فيه على ضرورة إيجاد منبر يكون قادراً على دفع فواتير السلام واستحقاقاته.

ما جرى لم يكن ثورة بالمعنى المتعارف عليه وإنما انتفاضة لم تكن لتكتمل لولا نضالات حركات الكفاح المسلح التي فتحت الطريق نحو الخلاص بحسب تأكيداته بالنسبة لحليف النظام الساقط سابقاً فإن العودة للخرطوم لم يحين أوانها بعد مثلها وإمكانية التحالف مع (حميدتي).

هذه القضايا وقضايا أخرى تطالعونها في إفادات مني أركو مناوي في حواره مع (اليوم التالي) وتلك هي تفاصيله

حوار: الزين عثمان

*مثل نجاح الثورة فرصة ذهبية للعودة للخرطوم ؟
– دعني أخبركم أن ما حدث لم يكن ثورة وإنما انتفاضة شعبية، وفيما يتعلق بعودتنا إلى الخرطوم فإن السؤال الرئيسي هل تغيرت الخرطوم وصارت مركزاً غير الذي عرفناه وتبدلت تفاصيل التعاطي مع القضايا ؟ للأسف الإجابة على هذا السؤال تأتي بالنفي لم يتبدل شيء وظل ذات المركز المتحكم هو نفسه تغيرت فقط الشخوص .
*لكن البشير سقط ؟
– ومن قال إن البشير كان هو العدو كشخص نحن كنا نحارب المنظومة بتفكيرها القاصر ولم تكن معركة شخصية مع البشير أو غيره.
*أيعني هذا أنه لم يكن هناك تغيير ؟
– يا عزيزي كل الذي جرى هو أن الإنقاذ تركت مكانها وصعدت بدلاً عنها (الرأسمالية الحزبية) وهو أمر يبدو واضحاً للعيان، وأكثر وضوحاً ، في الوقائع التي جاءت في أعقاب السقوط لدرجة أن (التمكين) الإنقاذي ارتدى قميص (قحت) الذين يفتكرون بأن الثورة لهم وأن الشعب هو أيضاً ملك لهم وبالتالي كانت تلك هي النتيجة .
*لكن علي أي حال بعد سقوط البشير سقطت الحرب ؟
– نعم توقفت الحرب يعني نحنا نحارب أطفال (قحت) مثلا نعم توقفت الحرب وليتنا نستطيع أن ننجز تسوية تجعلنا ننتهي منها وللأبد.
*لكن قوى إعلان الحرية والتغيير هي التي أنجزت الثورة ؟
– ده (استهبال) طبعاً الثورة التي أسقطت البشير ونظامه كانت فعلاً جماعياً تراكمياً لكل السودانيين ولا يمكن جعلها ملكاً لمجموعة بعينها.
*لكن ما فعلته (السلمية) عجزت عنه حركات الكفاح المسلح ؟
– ليس صحيحاً ما حدث في الخرطوم وفي اعتصام القيادة كان مجرد الصدى للصرخة الحقيقية للثورة التي انطلقت في (الهامش) الهامش هو الذي أشعل الثورة وهو الذي دفع فواتيرها كاملة فعل ذلك في الوقت الذي كان فيه البعض يمارس الفرجى.. الثورة انطلقت من زمان باكر وما جرى في الخرطوم كان الحصاد لثمرة هذه النضالات الممتدة. نحن من أنجز الثورة.
*لكنكم بسلوككم الراهن ستضيعونها ؟
– هذا التفسير غير موضوعي ولا يسنده منطق السؤال هو لماذا خرج السودانيون في ثورة ؟ الإجابة من أجل إعادة بناء بلادهم على أسس جديدة بعيداً عن الإقصاء وتحقيقاً لقيم المساواة، للأسف كل ما حدث في أعقاب إسقاط نظام الإنقاذ كان مختلفاً .
*بصراحة من أين تأتي المخاطر على الثورة ؟
-المخاطر تأتي من أولئك الذين يظنون أنهم فوق الجميع من بعض النخب في المركز وتحديداً بعض مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير .
* لكنهم حلفاؤكم وبينكم عهود ومواثيق ؟
– إن كنت تقصد إعلان الحرية والتغيير فهو أمر استدعته ظروف (النفير) في وقته وحالياً هو جسم بلا هيكلة وإنها صارت الآن مختطفة من قبل مجموعة معينة ولا يوجد فيها مركز عمل هم نفر من الناس اجتمعوا فقط .
*من الذي اختطفها ؟
– شلة القهاوي والرأسمالية قالوا إنهم من الخرطوم ولكن أعرف أحدهم، وهو ينحدر من مناطقنا.
*أكدت قوى الحرية أنها ستعين الولاة والمجلس التشريعي ؟
– هذا الأمر غير مستغرب، فالمسيطرون الجدد يقومون بتجاوزات أكبر من تلك التي كان يقوم بها النظام البائد وخروقاتها الآن في تزايد مستمر وهو أمر ستترتب عليه مخاطر علي مستقبل البلاد ومستقبل السلام فيها.
*في حال أصرت قوى التغيير على تعيين الولاة وتشكيل التشريعي، ماهي ردود أفعالكم ؟
– نحن سودانيون موجودون في السودان وبالطبع ستكون لنا مواقفنا فيما يتعلق بردة الأفعال على الأحداث المؤثرة.
*يعني هذا أنكم ستعودون للحرب ؟
– لا توجد حرب الآن ولسنا على استعداد للعودة لها كما أخبرتك لن نحارب أطفال (قحت) ؟
*بغياب البشير انتفت كل أسباب رفع البندقية ؟
– نعم الآن لا توجد بنادق وتبادل نيران لكل الذي يرفع البندقية في الأول والآخر هو القضايا التي يقاتل أصحابها من أجل تحقيقها وطالما أن قضايا الحرب ما تزال لم تحسم بعد فإن الحديث عن انتقال تام يظل ناقصاً لن نصل إلى سلام ما لم نعالج أسباب ودواعي الحروب.
*على ذكر السلام ما تزال تصر على نقل المنبر من جوبا ؟
– نعم هذا صحيح وهو أمر يرتبط بالقدرة على تحقيق السلام ترتبط في المقابل بالقدرة على توفير تمويل للمشاريع الخاصة بعملية السلام نفسها يظل توفير التمويل لمعالجة قضايا الحرب وإعادة النازحين أحد أهم المطلوبات لتحقيق السلام واستدامته .
*يعني هذا أن منبر جوبا لن يأتي بسلام ؟
– بالنسبة لي أنا متفائل بإمكانية إحداث اختراق في العملية برمتها وفي الوقت نفسه فنحن في حركة تحرير السودان أكملنا استعداداتنا وجهزنا كل أورقنا التفاوضية من أجل تحقيق السلام في البلاد إن صدقت النوايا يمكن الوصول إلى تحقيق الغايات والأهداف.
*لكن مناوي يبدو الآن أقرب للتحالف مع حميدتي ؟
-لا هذا ليس صحيحاً وعلى المستوى التاريخي فإن المواجهات العنيفة التي خضناها كانت الأكبر وكذلك الدموع التي ذرفناها حيث لم ينصب أحد العزاء لأجلنا.
*ليست هناك تفاهمات فيما بينكما ؟
– التفاهمات التي يمكن أن تقوم هي التفاهمات المرتبطة بالقضايا، والواقع الجديد يقول بأن حميدتي يبدو مهموماً بتحقيق السلام، فمرحباً به في هذا المضمار.
*اتفقتم على تمديد التفاوض حتى فبراير ما دواعي ذلك؟
– ثمة مشكلات إدارية تحيط بالمنبر، وهي التي أدت لاتخاذ قرار التمديد باعتباره مطلوباً الآن والقرار ليس خاطئاً ويجب التوافق على التمديد طالما أن النوايا جميعها تمضي في اتجاه تحقيق الهدف الأسمى وهو السلام.
*لكن ثمة من ينظر إليكم بأنكم تعوقون عملية السلام ؟
-هذا الأمر غير صحيح نحن الذين ندفع فاتورة الحرب وليس أحد غيرنا لذلك نحن الأحرص على وضع نهاية لها المعوق الذي يواجهنا الآن تعقيدات إدارية يمكن التغلب عليها.
* ولكنكم تزيدون التعقيدات بتعدد المسارات ؟
– إن كنت تقصد تعدد مسارات الجبهة الثورية فالأمر إيجابي وهو تأكيد على أن الجبهة تمثل كل السودان وتعدد مساراتها تعبير عن تعدد القضايا والمشكلات نحن في السودان مشاكلنا ليس واحدة هناك من مشكلته الحرب وهناك من تتمثل مشكلته في قضايا الأرض وهناك من تتمثل مشكلته في السرطان وهكذا..
*لكن ثمة من يرد ذلك بأنه مجرد تأكيد على الرغبة في (المحاصصات)؟
– المحاصصات ليست لدى المفاوضين ومساراتهم المحاصصات بدأت ظاهرة في عملية تقاسم المكاسب والمناصب في الخرطوم وليس هنا ..من بدأ المحاصصات هو الذي يحاول أن يتهمنا بها الآن.
*لكن رغم إعلانكم رفض مشاركة (قحت) في التفاوض شاركت ؟
-الأزمة لا تبدو هنا كما أنها لا تبدو فيمن يشارك بقدر ما تبدو في نتائج المشاركة ما حدث في أديس أبابا وتجاوزه هو الذي أكد على عدم جدية هذه المجموعة في دفع فواتير السلام والانتقال وهو ما يجعلنا الآن أكثر تمسكاً برؤيتنا في تحقيق السلام وفقاً لما يحقق مصالح الضحايا الحقيقيين .
*لكن ما تزالون جزءاً من الحرية والتغيير ؟
– نحن جزء من المجموعة الكبيرة والحرية والتغيير مختطفة من مجموعة بعينها ؟
*ماهي هذه المجموعة ؟
-انت عارفا
*ليتك تقولها بوضوح ؟
– مختطفة من الرأسمالية المرتبطة بالنظام الساقط والتي تحاول أن تواصل في ذات الطريق وهم مجموعة من الذين يجلسون في القهاوي ويظنون أنهم يمتلكون هذا الوطن وشعبه .
*كيف تقرأ واقع سودان ما بعد البشير ؟
– للأسف ما تزال ذات المشكلات في مكانها العقوبات لم يتم رفعها بعد وما تزال في مكانها ومشروع التطبيع مع الولايات المتحدة تحيطه مجموعة من المشاكل ولم يحدث فيه أيضاً اختراق إيجابي.
*لكن حكومة حمدوك تحاول ؟
– يا عزيزي حمدوك شخص لا يملك عصا موسى وليس بإمكانه وحده أن يعالج ما أفسده الدهر ما يقوم به يجد الدعم ولكنه ليس كافياً تماماً ويمكن النظر إليه بأنه يعمل من أجل عبور السلطة التي أتت به وليس من أجل عبور السودان.
*وكيف تقيم أداء الحكومة في الشهور الفائتة ؟
– ما زلت مصراً علي أن الأزمة ليست في الحكومة ومؤسساتها الأزمة في من يقفون من خلفها وهم يصرون على تبني نهج المحاصصات أنا لا أرى أداء الحكومة ولكني أُعايش أداء من يقفون من خلفها ممن بدأوا في إزالة التمكين بتمكين أسوأ وهي ما تزال عاجزة عن توفير احتياجات مواطنيها من سكر وخبز وجازولين .
حوار: الزين عثمان
اليوم التالي


‫4 تعليقات

  1. اطفال قحت ، دا اسلوبك وهل دا اسلوب سياسيين ام قطاع طرق وتجار حرب
    قلة ادب انت ذاتك متين اتعلمت السياسة ومنو الكان بيعرفك قبل 1989

  2. دا اسلوب العاجز يا كلب لما الناس كانت بتموت في المعتقلات انت كنت بالقصر كبير مساعدي المخلوع والآن بتقول اطفال وانت لو ما الثورة كان حميدتي اطعمك للصقور وطوال الفترة الفاتت كنت لابد الآن جاي تتكلم يخس عليك كلب لا تستحي اطفال في عينك يا حمار

  3. مسكين البشير وزمرته بقو هم الحرامية والقتلة بينما هذا التشادى وقريبو وعرمان والحلو وحقار الذين مارسو الارهاب والتخابر وفبركة القصص والتقارير لعشرات السنين وجلسو فى القصر 7 سنين “رغدا” ووقتها كان برميل النفط بين100-120 $رغم أنهم هم الذين بدؤ الارهاب وفبركة التقارير الله يرحم نميرى كان قطع رسين هؤلاء الاوغاد بقايا طريق الحجاج وعبيد جون قرنق شقيق اركو مناوى ضحية وحسين وأقربائه حدث ولا حرج بنت الذنديق مالك حقار كانت برتبة ملازم أول فى الشرطة سنة 2006 وكانت تقود سيارة همر أمريكى أي نعم همر أمريكى ولم يفتح الدقير أوأبوضفيرة ووزرير عدل المريسة لم يفتحو خشومهم فى نيابة الفساد بتوجيه تهمة لرفقاء “الأرهاب المسلح” الثراء الحرام “عفوا لأستخدام كلمة حرام لأن العلمنجية والقموجية وبقايا البروستريكا لا يؤمنون بالحلال والحرام يؤمنون بالانحلال والأحمرار اللهم كما خلصتنا من تجار الدين فلا تسلط علينا فجار الدين اللهم أهلك ودمر كل من حمل الساح ضد الوطن والمواطن اللهم أحشر كل من أيد أو يؤيد من حمل السلاح وفبركة التقارير ضد وطنه وشعبه اللهم أحشره مع الهلكة قرنق وخليل وأبكر وشارون وبيريز فالمرء مه من يحب