منوعات

علي جمعة: تهنئة غير المسلمين بأعيادهم وتبادل الهدايا معهم من أعمال البر والإحسان

أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الوصل، والإهداء، والعيادة، والتهنئة لغير المسلم من باب الإحسان، وقد أمرنا الله عز وجل أن نقول الحسنى لكل الناس دون تفريق قال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، وأمرنا الله بالإحسان دائمًا قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ }.

وقال جمعة إن الله تعالى لم ينهَنا عن بر غير المسلمين، ووصلهم، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر بهم، مستشهدا بقول الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.

وأضاف فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، أن النبي ﷺ قد طبق هذا الفهم القرآني في سنته الشريفة فكان ﷺ قرآنًا يمشي على الأرض، وكان دائمًا القرآن هو خلقه ﷺ ، فكان ﷺ يقبل الهدايا من غير المسلمين.

واستدل عضو هيئة كبار العلماء بما ثبت في صحيح السنة بما يفيد التواتر أن النبي ﷺ قبل هدية غير المسلمين، ومن هذا : «أن رسول الله ﷺ بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية ـ يعني بكتابه معه إليه ـ فقبل كتابه، وأكرم حاطبًا، وأحسن نزله، ثم سرحه إلى رسول الله ﷺ ، وأهدى له مع حاطب كسوة، وبغلة بسرجها، وجاريتين إحداهما أم إبراهيم، وأما الأخرى فوهبها لجهم بن قيس العبدري» (ذكره الحافظ في الإصابة، وابن عبد البر في الاستيعاب).

وأورد فضيلة المفتي السابق قصة إسلام سلمان الفارسي رضى الله عنه، وفيها : «جاء سلمان إلى رسول الله ﷺ حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب فوضعها بين يدي رسول الله ﷺ. فقال رسول الله ﷺ : ما هذا يا سلمان ؟ قال : صدقة عليك وعلى أصحابك. قال : ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة، فرفعها وجاء من الغد بمثله فوضعه بين يديه. فقال : ما هذا يا سلمان ؟ قال : صدقة عليك وعلى أصحابك. قال : ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة، فجاء من الغد بمثله فوضعه بين يديه يحمله. فقال : ما هذا يا سلمان، فقال هدية لك، فقال : رسول الله ﷺ : انشطوا »( أخرجه أحمد ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد).

وعن جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، استشهد جمعة كذلك بما ذكر المرداوي الحنبلي في حكم تهنئة غير المسلمين، وتعزيتهم، وعيادتهم، فقال: «قوله (وفي تهنئتهم وتعزيتهم وعيادتهم : روايتان) وأطلقهما في الهداية … وأن قول العلماء : يعاد، ويعرض عليه الإسلام. قلت : هذا هو الصواب»( الإنصاف).

وجاء في الفتاوى الهندية : «ولا بأس بالذهاب إلى ضيافة أهل الذمة، هكذا ذكر محمد رحمه الله تعالى … ثم قال : ولا بأس بضيافة الذمي، وإن لم يكن بينهما إلا معرفة، كذا في الملتقط … ثم قال : ولا بأس بأن يصل الرجل المسلم والمشرك قريبًا كان أو بعيدًا محاربًا كان أو ذميًا»( الفتاوى الهندية).

وتابع فضيلة المفتي السابق: سئل الشيخ عليش في تهنئة غير المسلمين هل تعد من قبيل الردة فقال : «لا يرتد الرجل بقوله لنصراني أحياك الله لكل عام حيث لم يقصد به تعظيم الكفر ولا رضي به» ( فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك).

وختم جمعة مؤكدا أنه مما ذكر من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، وآراء علماء الإسلام نرى أنه من الإحسان أن يصل المسلم غير المسلم على كل حال من عيادة، وتعزية، وتهنئة، وإهداء، وقبول الهداية، وضيافة، وما إلى ذلك، وأن هذا الشأن أحد أشكال الدعوة إلى دين الله بحسن الأخلاق، وبمكارم الخصال، والله تعالى أعلى وأعلم.

مصراوي

‫2 تعليقات

  1. هذا مايوافق العقل والسنة لكن من يقنع عبد الحي ومزمل حميري وزمرتهما

  2. يا جماعة واحد يطلع لينا دليل (من الكلام الفوق) على جواز تهنئة النصارى باعيادهم الكفرية

    في فرق لمن تهنئ نصراني بي زواجه او اي مناسبة تانيه وبين انك تداهنو وتبارك ليهم كفرهم

    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (اجتنبوا أعداء الله في عيدهم فإن السخط ينزل عليهم) ‫رواه البخاري في التاريخ (١٨٠٤)‬

    فكيف (يا مسلم يا من توحد الله) تعيد لي ناس الله غضبان عليهم

    وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً(88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً(89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً(90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً(91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً(92)