مقالات متنوعة

فضيلة التأييد الأعمى .. !


ا تكتظُ به ساحات النشر في الوسائط الإلكترونية من شائعات لا يمكل إجمالهُ فقط في الحملة التي تديرها الواجهات السابقة للنظام البائد وفلول المُعادين للثورة ، فهناك أيضاً (المُنفعلون) من مؤيِّدي وناشطي ثورة ديسمبر المجيدة والذين بلا قصدِ ولا وعي ينفِّذون أجندة المتربصين بالحكومة الإنتقالية ، وذلك إما عن طريق نقل ونسخ وترديد الشائعات التي لا بداية لها ولا نهاية ، وإما عن طريق التحليل الخاطيء والمُتعجِّل لبعض الأحداث والتصريحات خصوصاً إذا كان تحليلها وإتخاذ موقف بشأنها يحتاج إلى إستشارة المختصين وتأكيد مصادر الخبر ، وفي كلا الحالات تظل منشورات الناشطين (الأبرياء) من أيي أغراض مُستترة مثل عرقلة مسيرة خروج هذه البلاد وشعبها من لُجة الظلام ، سبباً رئيسياً في تشويش رؤى الناس حول مستويات أداء الحكومة الإنتقالية في كافة المسارات التي أُدرجت في برنامجها الواضح والمُعلن ، يفوت على أولئك وهؤلاء أن كثيراً من الحكومات وإن كانت إنتقالية ومؤقتة ، تواجهها في أحيانٍ كثيرة تحديات الواقع الميداني ومستجدات لم تكن في الحسبان خصوصاً في أواننا هذا المُتسم بالحراك السياسي والثوري النشط على مستوى الظاهر وخلف الستار ، وهي بذلك أيي الحكومة تملك وحاضنتها السياسية كافة أوجُه اللجوء إلى التعديل والتراجع في رؤاها وبرامجها وأولوياتها بما يتناسب مع الواقع المُتغيِّر والمستجدات التي تترى في كل ساعة بلا توقف.

– هيثم الفضل

رغم الإشكال المبدئي والأخلاقي الذي يمثُل في فكرة التأييد الأعمى للنظم السياسية والحكومات ، لكن واقع البلاد ومشكلاتها الإستراتيجية خصوصاً تلك المتعلقة بتغلغُل وجود الدولة العميقة وهيمنتها بنسبة عالية على مفاصل التأثير على العمل الرسمي ، لكن أجد نفسي مضطراً أن أقول أن ما يحدث الآن من تغيير في السودان ورغم ما فيه من أخطاء وزلات وعيوب يحتاج إلى تأييد (أعمى) لا يقبل المساومة أو التردُّد في الإختيار ما بين وضعنا الحالي وسيناريوهات أخرى كالإنتخابات المُبكِّرة أو تمثيل من شاركوا في الإنقاذ بأي صورةٍ كانت في المرحلة الحالية بالقدر الذي يجعلنا نخطو خطوات للخلف ونسير في في نفس الدرب الذي عانيناهُ ثلاثون عاماً من حكم الإنقاذ البغيض ، نعم وجب على كل الحادبين نقد ومعارضة الحكومة الإنتقالية إذا ما حادت عن شعارات وبرامج الثورة المُعلنة ، لكن الإستعجال غير العادل في إحصاء وجني الثمار فضلاً عن النشر والتحليل في الوسائط دون موثوقية ولا لجوء إلى تخصصية ، من شأنه عاجلاً أو عاجلاً أن ينعكس سلباً على أمنياتنا وآمالنا التي رسمناها لسودانٍ جديد ، أقل ما يمكن ذكره من هذه السلبيات شأناً وتأثيراً يتمثَّل في تكبيل حكومتنا الإنتقالية بأسوارِ من اليأس والإحباط وشعور القائمين عليها بعدم الإنصاف عبر تركيز المنتقدون لما يرون من نشاطاتها على الجزء الفارغ من الكوب ، إنظروا إلى ما نحن فيه اليوم من مكاسب قيِّمية وأخلاقية وقانونية وإنتظروا ما وُعدتم به من إنفراج سياسي وإقتصادي آتٍ لا مُحالة طالما كانت أدواتنا في صُنعة النزاهة والأخلاق والعدل والقانون.

صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. الزول ده طاشم ولا شنو ولا لافيها
    اين انتم من ده

    وإنتظروا ما وُعدتم به من إنفراج سياسي وإقتصادي آتٍ لا مُحالة طالما كانت أدواتنا في صُنعة النزاهة والأخلاق والعدل والقانون.