الكل يطلب معلومات
في وسط العاصفة الأوروبية من الانتقادات للولايات المتحدة بالتجسس على الهواتف والحسابات الخاصة للبريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، كانت رد واشنطون أن الجميع يمارس التنصت بشكل أو الآخر، وبالتالي يصبح عاراً عليك إذا فعلت عظيما بالتوبيخ، بل التفكير الجاد من قبل أوروبا لاستحداث نظام اتصالات لا تمر بالولايات المتحدة، كما أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مؤخرا.
حديث واشنطون على أن الجميع يمارس التجسس أو التصنت أو التتبع لشخصيات بعينها، وطلب معلوماتها الشخصية يسنده تقرير شفافية موقع تويتر نصف السنوي المختص بالطلبات الحكومية من أجل الحصول على معلومات مستخدمي هذا الموقع، حيث نشرت إدارة الموقع تفاصيل عن طلبات الحصول على المعلومات، تقدمت بها حكومات من مختلف أصقاع العالم، تتعلق بتحقيقات جنائية أو أمنية ضد الإرهاب. والتقرير المنشور أعدّ بين يوليو وديسمبر الماضيين يبين عدد الطلبات التي قدمتها الحكومات، ونسبة الطلبات التي تجاوب معها الموقع، كليًا أو جزئيًا. وقد وصل عدد هذه الحكومات التي طلبت المعلومات عن مستخدمي توتير خلال الأشهر الستة الأخيرة إلى 46 حكومة، وأظهر التقرير أن حكومة الولايات المتحدة كانت صاحبة العدد الأكبر من طلبات الحصول على بيانات حسابات المستخدمين، بمجموع 833 طلبًا، أي 59 بالمئة من المجموع الكلي لعدد الطلبات التي تلقاها موقع تويتر بين يوليو وديسمبر من العام 2013، وبلغ عددها 1,410 طلبات. وجاءت اليابان في المرتبة الثانية بـ 213 طلبًا، ثم تلتها فرنسا والمملكة المتحدة في المرتبتين الثالثة والرابعة على التوالي.
الدول العربية لم تكن هى الأخرى استثناء من موجة المراقبة الرقيمة لمواطنيها رغم أنها من خلال وسائلها ومخبريها التقليديين تكاد تحصي كل تحركات وسكنات مواطنيها الذين تتعامل معهم بمبدأ أنت ومالك وحريتك ملك لرأس الدولة، وحكامنا العرب أثابهم الله يوفرون لك مواطنا مخبرا كظلك، ومع ذلك يتتبعون مواطنيهم أسفيريا، ويطلبون معلومات شخصية من توتير فأغلب الدول التي طلبت المعلومات حديثا من توتير هي دول العربية، حيث أشار التقرير إلى أن لبنان تصنف ضمن فئة الدول التي تطلب المعلومات للمرة الأولى، إذ طلبت الحكومة اللبنانية من تويتر الحصول على معلومات عن 10 حسابات، وهي تتعلق بحسابات تابعة لجهات أصولية وإرهابية كجبهة النصرة في لبنان وكتائب عبدالله عزام، اللتين أعلنتا عبر الموقع مسؤوليتهما عن جرائم تفجير انتحارية هزت مناطق لبنانية مختلفة، ولم يستثن التقرير حتى جنوب السودان الدولة الأحدث في العالم.
للمرة الثانية، بحسب تقرير شفافية تويتر، فوردت إلى الموقع 10 طلبات كويتية على الأكثر، إضافة إلى طلبين من الأجهزة الأمنية بضرورة إيقاف حسابين. وبلغت طلبات سلطنة عمان 10 طلبات، علمًا أنها المرة الأولى التي يذكرها التقرير.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي