سهير عبد الرحيم تكتب: السوداني والكنيباليزم (٢ ــ٢)
عقب أن كثرت الضغوطات على صحيفة (السوداني) لم يجد ضياء بدءاً من الاتصال بي وأخباري بأنهم سيضرون الى ايقافي عن الكتابة رضوخاً لحرب الاعلانات على الصحيفة .
بعدها زارني في بيتي كل من الاستاذ جمال الوالي وضياء الدين بلال والصديقة العزيزة لينا يعقوب، الزيارة كانت بغرض تقديم العزاء في وفاة الوالد، وبالتأكيد تطرقنا الى ايقافي عن الكتابة.
احفظ وقتها لضياء حين طلب مني جمال اغلاق الموضوع وعدم التطرق له، فأجبته من حقك حماية صحيفتك من شري بإيقافي ولكن من حقي إطلاع الرأي العام على ما حدث، هنا صاح ضياء اكتبي ما تشاءين يا سهير، كل ما ترغبين في كتابته اكتبيه لن نقف ضدك، بل اذا اردتِ شتيمتي أنا، اشتميني والله لن أزعل ولن أغضب منك.
وفعلاً بعدها بيومين كتبت مقالاً بعنوان (بيان حول إيقافي من الكتابة بصحيفة (السوداني) 2017م)، قامت على إثره الدنيا ولم تقعد، وأرغى وأزبد مجدداً مساعد رئيس الجمهورية الذي سارع بالنفي وان لا علاقة له بالأمر.
ما أردت قوله ليس دعماً لموقف أن (السوداني) ليست ابنة المؤتمر الوطني او انها ابنة عاقة او انها حتى ابنة سفاح أو انها ابنة جمال وبارة بأبيها، لا اريد قول شيء من هذا، فهذا نزاع يطول في ساحات المحاكم التي من شأنها تأكيد او نفي الأمر.
انما أردت القول ان (السوداني) تعرضت لحرب ضروس من قبل قيادات المؤتمر الوطني في الاعلان والضرائب وكنت شاهدة عليها، حرب لم تبق ولم تذر.
الآن صحيفة (السوداني) تضم نخبة من أميز الثوار، أقول الثوار وليس الصحافيين، فخلف هذه الصحيفة يقف أميز الصحافيين الذين لم يتخلفوا عن موكب ولم يتوانوا عن المشاركة في اية تظاهرة، تعرضوا للاعتقال والضرب والتشريد والارهاب.
والأمثلة كثيرة جداً الزميل ياسر عبد الله، الزميلة محاسن، الشاب الثوري عطاف محمد مختار، الفتى المناضل محمد عبد العزيز، وغيرهم الكثير. زملاء سيطولهم أذى التصفيات الذي لا حول ولا قوة لهم فيه.
إن قرار حجز (السوداني) قرار لم يستبن الرؤية بوضوح، لاحظوا انني لم اتحدث عن قناتي الشروق وطيبة وصحيفة الرأي العام، ذلك ان تلك المؤسسات تكاد تقول هنا صوت المؤتمر الوطني، وأرى بوجوب مصادرتها لصالح خزانة الدولة مع الابقاء على العاملين فيها دون أن يتضرروا.
خارج السور:
إن ما يحدث لـ (السوداني) هو أقرب لظاهرة الكنيباليزم، وهي ظاهرة طيور الفينيك التي حين تجوع تأكل أبناءها، إن الثورة الآن تأكل بنيها من الصحافيين والعاملين في صحيفة (السوداني) والذين كانوا لسان الثورة في كل كتاباتهم.
صحيفة الأنتباهة
دعمك لقحط القحط سيرتد عليك قريباً .. وسيسحقكم الشعب السوداني في الشارع لأان الجوع كافر والاوضاع مزرية للغاية في السودان في كافة الاصعدة مع غياب كامل لجكومة حمدوك ومن خلفه قحط التي تورد السودان اكبر مهلكة في تاريخه .. وصحيح ان البعض كالثعابين تبدل جلودها بحسب الوضع ..