أسمع جعجعة!!
قابلت أحد الشباب من شهود فض الاعتصام، وكنت أعلم أنه من الذين كانوا يبيتون يومياً في القيادة وفي كل المرات التي كنت أذهب فيها الى القيادة كنت أقابله يوزع الفرح هناك وينشر السعادة في الأرجاء .
يعتبر القيادة بيته ومأواه ، يتكئ على حقيبته ويضع فرشاة الأسنان والمعجون على غصن إحدى الأشجار، يهرول في فرح طفولي حين يراك قادماً فيجذب أحد (بنابر) ستات الشاي ويسألك بحماس شاي ولا قهوة .
ليس هذا فحسب، بل إنه من الشباب الذين كانوا أكثر مبيتاً في القيادة لحظة فض الاعتصام وتعرض لإصابة مباشرة بطلق ناري أثناء فض الاعتصام وظل مفقوداً لما يربو على الأسبوعين .
سألته هل ذهبت للأدلاء بشهادتك عند لجنة التحقيق في فض الاعتصام..؟، أجاب لا لم أذهب ..!!، قلت له لماذا لم تذهب..؟ قال لم أجد الوقت..
شاب آخر هو شقيق أحد الشهداء ظل يؤجل الشهادة يوماً بعد الآخر ولم يتحمس للذهاب إلا بعد مشاهدته حلقة الأستاذ نبيل أديب في قناة النيل الأزرق والتي استضافه فيها الأستاذ ضياء الدين بلال .
ما يحدث الآن أن الكثير من الشهود لم يذهبوا للإدلاء بشهاداتهم، ومازالت هنالك الكثير من الصور والفيديوهات لم تصل حتى الآن الى لجنة التحقيق .
لذلك فإن الذين يملأون الهواء الإسفيري بدم الشهيد ما راح لابسنو نحنا وشاح، عليهم أن يذهبوا الى مباني اللجنة للإدلاء بشهاداتهم عوضاً عن الردحي في الفيس وتسيير المواكب والتشدق بدماء الشهداء .
اذهبوا الى مباني اللجنة الوطنية بشارع البلدية الخرطوم والتي ينتظركم فيها أكثر من خمسة وكلاء نيابة للاستماع الى إفاداتكم، فكل ما تقولونه مهماً مهما كان صغيراً او تعتقدون أنه غير ذي قيمة فإنه يفيد في جمع الأدلة ودرء الشبهات .
خارج السور
غداً أحدثكم عن اي الجهات تشير أصابع الاتهام من شهادات شهود فض الاعتصام وأية الجهات تبرأ، ومن الذي كان يطلق الرصاص ومن كان يحمل الأسواط ومن سأل عن الفتيات ومن رافقهن، ومن تساءل من القوات الأمنية قائلاً صحي في ناس ماتوا..!؟
صحيفة الأنتباهة
بس اوعى تلفى..؟