تحقيقات وتقارير

رواد مواقع التواصل الاجتماعي يطلقون مبادرة (أركب تاكسي أصفر) ورسالة في بريد “حمدوك”


عقب ظهور صورة مؤثرة لسائق تاكسي طاعن في السن يحني رأٍسه على مقود عربته التاكسي ذات الملامح القديمة التي تروي قصص ماض تليد لهذه الحقبة من جيل السيارات العريقة أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي مبادرة تحت مسمى (أركب تاكسي أصفر) مرفقة بتلك الصورة المنتشرة التي صاحبتها تعليقات تروي مدى معاناة هذا الرجل والبعض قال أنه كان يزرف الدموع والله أعلم بما يحمله من هموم إلا أن تحليلات البعض أكدت أن سائقي عربات التاكسي الأصفر يواجهون هذه الأيام معاناة كبيرة في الحصول على مصدر للرزق نتيجة لركود سوقهم وقلة طلب الزبائن عليهم ، السوداني الدولية حملت هاش تاق المبادرة وتوجهت به في جولة بين سائقي التاكسي الأصفر بالسوق العربي (صينية القندول) للوقوف على لسماع حكاياتهم .

معاناة مستمرة
بدأ سائق التاكسي حاج أحمد النور البالغ من العمر 68 عام في التحدث للسوداني الدولية مجيباً على سؤال محررتها عن أسباب ركوض السوق بين شريحة سائقي التاكسي الأصفر على وجه الخصوص ليفاجئها بضحكة لفتت أنظار المارة وُيلحقها بجملة (ترحال نزلنا معاش) مضيفاً أن بعد انتشار وتوسع تطبيقات الترحال ذات الخدمات المميزة والسيارات (الفخمة) والخدمات المريحة والمتوفرة في هواتف الجميع أصبحنا نعاني معاناة شديدة في الحصول على زبائن من (الرُكاب) ولاقت هذه التطبيقات الحديثة إقبالاً من قبل فئات وشرائح مختلفة من المواطنين وخصوصاً في توصيلات السفر أو بعض المناطق البعيدة ، البعض فضلوا سيارات الشركات الخاصة على التاكسي الأصفر غير آبهين بالأسعار المرتفعة .

هوية معلومة
و أضاف السائق أن اغلب أصحاب المصالح والمواطنين يفضلون استخدام تطبيقات الترحال لأسباب مختلفة ، لأنها سيارات حديثة و مريحة ومكيفة وأيضا معلومة الهوية لان الشركة هي المسئولة عن السائق والسيارة في حالة حدوث طارئ ، فهي أكثر موثوقية وراحة بالإضافة إلى خبرة السائق ومعرفته بالوجهة مسبقاً باستخدام شبكة الإنترنت، بعكسنا نحن تماماً فلا زلنا في حالنا القديم نعمل بمبدأ الخبرات القديمة في معرفة شوارع العاصمة التي نكاد أن نكون قد تجولنا بجميعها إلا أن ازدحام المباني و الطرق بقلب العاصمة قد أربكنا قليلاً ونحتاج إلى بعض التوجيه من قِبل الراكب ولا أظنها مشكلة كبيرة إن كان الزبون على علم بوجهته ولا عيب في السؤال .

عائدات ضعيفة
وواصل المتحدث قائلاً أنا مواصلتنا في العمل كسائقي لعربات التاكسي الأصفر يعد مجازفة ومكابرة منا لمواكبة التطور والحداثة ولكن ليس بمقدورنا شئ (فالعين بصيرة واليد قصيرة) واصفاً إياها بالمهنة الشاقة وقال: (يبدأ دوامنا قبل طلوع الشمس، ونستمر إلى منتصف الليل، ورغم ذلك، فإن العائد المادي الذي أجنيه في نهاية اليوم ضعيف جدا)، مضيفاً أن هناك الكثير من المخاطر والعقبات التي تواجهني وغيري من زملاء المهنة، إذ نعاني كثيراً من بعض سائقي سيارات الخاص الذين يقاسموننا لقمة العيش، باجتذاب الزبائن خاصة النساء والفتيات عبر سياراتهم الجميلة .

اتهامات تلاحقنا
وقال المتحدث أن هنالك الكثير من الشائعات و الاتهامات المنتشرة بين الزبائن ظلت تلاحقهم حتى اللحظة وهي ارتفاع تكلفة أسعار رحلاتهم إذ أكد في حديثه أنه إتهام باطل وعلى المواطن أو الزبون التأكد بنفسه دون الحكم على سائقي التاكسي الأصفر عبر التجارب الشخصية لأحدى المواطنين الذين أطلقوا هذه الشائعة التي ظلت تقود بهم إلى رحلة الزوال و الفناء مؤكداً أن منذ دخول التطبيقات الترحال الذكية إلى سوق النقل قد قام الكثير من سائقي التاكسي الأصفر بتقليل تكلفة المشوار إلى 50% من قيمتها الحقيقية .

جمهور خاص
و من جانبه أضاف سائق تاكسي آخر النعيم آدم البالغ من العمر 72 عام أن لديهم جمهورهم الخاص من الركاب والزبائن من كبار السن الذين لا يعرفون كيفية التعامل مع الأجهزة الحديثة من الهواتف وتطبيقاتها التي وصفها بالمعقدة بجانب الأشخاص الذين تفرغ هواتفهم عن الشحن أثناء تواجدهم بالسوق و الزبائن ممن يطلبون المشاوير والرحلات القصيرة بين الشوارع والأحياء .

حقبة تاريخية
و أردف المتحدث ان التاكسي الأصفر يربطهم بذكريات حقبة تاريخية قديمة لها جمالها الخاص متزينةً بتقاليدها وصفاتها الجميلة التي اندثرت في عصر الحداثة الآن وليس لديهم ما يونس وحشتهم غير هذه الذكريات التي تعززها تجاعيد وجوههم منعكسة على مرآة في حامل يكسوه لون الصدأ داخل عربة التاكسي الأصفر ذات رائحة القطن داخل مقاعدها المتهرئة في بعض الأحيان وصوت مذياع قديم يرصدون به مجريات الأحداث في البلاد من ثقافة وسياسة وفن .

حديث ساخر
حملت السوداني الدولية ما جمعته من إفادات وتوجهت بها للمواطن السوداني بذات الشارع مستفسرةً عن أسباب ابتعادهم ونفورهم من سائقي التاكسي الأصفر وجاءت الإجابات ساخرة بعض الشئ خاصة بين شريحة الشباب من الفتيات حيث قالت فتاة فضلت حجب اسمها أن منظر التاكسي الأصفر مقارنة بالسيارات الاخرى (شين وقبيح) مضيفاً أن تخجل الذهاب به للجامعة أو لأي مكان إجتماعي أو ترفيهي لأنها تصبح بعد ذلك حديث الساعة بين أصدقائها بالكلمات الساخرة مثل كلمة (يا حاجة) رغم صغر سنها و أضافت أن سياراتهم متسخة تكسوها الأتربة والغبار بجانب أسعارهم (الفلكية) .

هدية من حكومة الشباب
وفي السياق ذاته أضاف أحد المواطنين المارة قائلاً “نناشد السيد رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك بإدخالهم في خطة إسعافية لصيانة عرباتهم وإخضاعها لعملية تجديد كاملة كهدية من حكومة الشباب فهم أناس بسطاء يحملون على أكتافهم مسؤوليات كبيرة لم تكترث لها حكومة الإنقاذ .
كتبت : نشوة أحمد الطيب
السوداني الدولية


تعليق واحد

  1. الطريقة الوحيدة لمساعدة هؤلاء هي دعمهم لتحديث سياراتهم لأن بعضها يجب الا يرخص له بالسير في الشوارع لانتهاء صلاحيتهاو حالتها المتهالكة.
    الحل لا يأتي بهاشتاق