رأي ومقالات

بكري المدني: (هجم الكوز!)

لم يعد خافيا ان قوى الحرية والتغيير (الحاكمة) تستخدم فزاعة (الكيزان)لأجل تمرير أجندتها وتصفية حساباتها موحية في كل الأوقات ان اتباع السابق على وشك إجهاض الثورة والانقضاض على النظام الجديد وفي هذا المناخ المصنوع بعناية تقوم (قحت) بفصل العشرات من الناس من مواقعهم واحلال عناصرها فى أماكنهم وفي سبيل(التمكين)وصلت حد ان تسلب الثورة روحها بالإعلان عن منع المسيرات الشعبية وكل هذا وغيره يتم في إطار التخويف من عودة (الكيزان)!

تفعل قوى الحرية والتغيير كل هذا وغيره وهي تعلم إنه ومنذ نجاح الثورة في 11 ابريل الماضي لم يقم (الكيزان)كتنظيم سياسي بعمل حقيقي وجاد للانقلاب على حكومة الفترة الانتقالية وما تم الإعلان عنه من محاولة فطيرة للفريق هاشم عبدالمنطلب لم تكن غير مناجاة ضابط لنفسه بأشواق شخصية اما تمرد هيئة العمليات بجهاز المخابرات فلا يعدو ان يكون محاولة للاستشهاد دون الحقوق الخاصة ولم يوجد ما يربطها بالعمل العام من قريب او بعيد

لم يثبت الى ذلك وطوال الأشهر الماضية من عمر حكومة الثورة ان ما صاحب تردى الخدمات وانفلات في الأسواق نتيجة عمل منظم لما يعرف بالدولة العميقة وإنما هو نتيجة واضحة للأخطاء الكبيرة للنظام السابق وفشل النظام الحالي حتى الآن في إيجاد معالجة لها

مع التفسير الواضح لما حدث أعلاه وما قد يحدث مجددا على ذات المستويين لا تزال قوى الحرية والتغيير تصر على التبرير له باعتبار انه محاولات لانصار النظام السابق لأجل الانقلاب على الحكومة واجهاض الثورة بثورة مضادة حتى كاد التصوير ان يستحيل حقيقة!

اليوم ومع التردي الماثل في كافة مناحي الحياة ومع المظالم التى بدأت تتسع عقب كل إجراء جديد ومع السياسات الفطيرة حيال ثوابت الأمة السودانية ومع التذمر الطبيعي للكثير من المواطنين في المدن السودانية المختلفة فإن عمل حقيقي لأنصار النظام السابق على وشك ان يتم

صحيح ان الكثرة التى خرجت في مدن ود مدنى والأبيض والتى قد تخرج في مدن أخرى لا تنتمى تنظيميا للنظام السابق ولا حزبه الذي كان حاكما ولكن اللمسات التنظيمية للإسلاميين كانت واضحة في خروج من خرج وقد تظهر بشكل أوضح مع الأيام فضلا عن ظهور قيادات للحركة الاسلامية هنا او هناك في التجمعات المحتجة

اذا صرخات (هجم الكيزان)والتى كانت تطلقها قوى الحرية والتغيير كاذبة لن تجديها عندما تطلقها صادقة وسوف يكون الهجوم حقيقيا أخيرا ولن تجد استجابة تمنع عنها الهجوم والهزيمة الماحقة سواء بعدم تصديق الناس لها او السكوت على حقيقة الهجوم عليها حتى تلحق بها الهزيمة

صحيح لن يستطيع أنصار النظام إعادة نظامهم القديم وصحيح أيضا ان المطالبة بذهاب هؤلاء لا يعنى عودة أولئك ولكن الصحيح أيضا ان قوى الحرية والتغيير تكون قد تسببت في إهدار الكثير من الوقت والجهد دون ان تحقق اي نوع من الحرية او التغيير والسلام والعدالة

لن تكن الغضبة القادمة ثورة مضادة وإنما موجة ثانية من الثورة
المستمرة تلحق احزاب قوى الحرية والتغيير بأحزاب الحكومة السابقة وتخرجها من الملعب نهائيا لصالح بناء حكومة فترة انتقالية من شخصيات وطنية قوية قادرة على العبور بالبلاد هذه المرحلة الحرجة.

بكري المدني

تعليق واحد

  1. فعلا استاذي الكريمة ان فزاعة هجم الكيزان هجم الكيزان قد تبدلت لحقيقة وكنت منذ اكثر من شهرين كتبت موضوع بهذا المعني وهي محمود الكذاب والنمر ، وكان محمود بمثابة قحت اما غنامه فكنا الشعب السوداني الذي سياكله النمر عما قريب