رأي ومقالات

الهندي عزالدين: “حمدوك”.. سلطات وإجماع.. ولا قرار !


أنا على ثقةٍ تامة بأنَّ السيد رئيس الوزراء الدكتور “عبد الله حمدوك”، لو (توكل على الله وقال بسم الله)، وأقالَ كلَّ وزراءِ حكومته، واستبدلهم بآخرين من أصدقائه وأبناء دفعته، وأولاد عمومته صباح غدٍ، دون أن يشاور قوى الحرية والتغيير، فإنَّ المجلس المركزي وتنسيقية (قحت) لن يفعلا أكثر من انتقاد القرار، وأنه لم يخضع للمراجعة والمشاورة .
قوى الحرية ليس لديها بديلٌ للدكتور “حمدوك”، وستحتاج لشهور كي ما تتفق على اسم رئيس وزراء جديد، يتمتع بقليل جداً مما حظي به “حمدوك” من شعبية كاسحة وإجماع لم يتوفر للرئيس “الأزهري” والزعيم “المحجوب” و الشريف “حسين الهندي” !!
(قحت) واقعة تحت رحمة السيد “حمدوك”، ليس (قحت) وحدها، بل إنَّ جميع أعضاء مجلس السيادة بمن فيهم الفريق أول “حميدتي” لا يستطيعون مخالفة تعليمات أو توجيهات يصدرها “حمدوك”، بموجب سلطاته في الوثيقة الدستورية التي تنص على أيلولة صلاحيات رئيس الجمهورية السابق في كل ما سكتت عنه الوثيقة، أو دون حاجة للوثيقة والقوانين.. (ثورية كدا ساكت واعتماداً على ضجيج الأسافير والتهديد بالمليونيات).
لكن “حمدوك” لم يستثمر كل هذه السلطات الهائلة والإجماع الشعبي غير المسبوق في توجيه طاقات الشعب وقيادته نحو مستقبل مختلف ونهضة شاملة، كما فعل “مهاتير” في ماليزيا. لا تقول لي الوقت ما يزال مبكراً، والتركة ثقيلة، فالبدايات تدل على النهايات.
بنك السودان المركزي الذي تحدث “حمدوك” أمس الأول في حواره التلفزيوني مع الزميل “عثمان ميرغني” عن أن وضعه مختل، ويتبع لمجلس السيادة، يتبع لرئيس الوزراء “حمدوك” بموجب القرار رقم (70) الصادر عن “حمدوك” نفسه، تحت عنوان (الجهاز التنفيذي الانتقالي.. أهدافه وسلطاته واختصاصاته) !!
المشكلة ليست في قوى الحرية والتغيير وخلافاتها ومجلسها المركزي وتنسيقيتها، ولا في مجلس السيادة الذي نشهد لرئيسه الفريق أول “عبد الفتاح البرهان” أنه حريص أشد الحرص على عدم التدخل في الشأن التنفيذي الخاص بالحكومة، فلم نقرأ أو نسمع خبراً عن لقاء جمع الرئيس “البرهان” بمحافظ البنك المركزي، كما كان يحدث في عهد الرئيس “البشير” باعتبار أن البنك تابع، من جهة تعيين المحافظ للرئاسة، لكنه يتبع فنياً وإدراياً للحكومة، وهذا أمر معلوم منذ حقب رؤساء الوزراء السابقين “بكري حسن صالح” ،”معتز موسى” و”محمد طاهر إيلا” .
المشكلة في “حمدوك” نفسه، فشخصيته بالغة الأدب والتهذيب، غير متعودة على إصدار القرارات الجراحية القاسية، كما أنه طوال سني عمله في المنظمات الدولية لم يواجه أزمات ومشكلات معقدة كتلك التي تواجهه حالياً، وهو المسؤول حالياً عن حلها وليس الأمم المتحدة ذات الميزانيات الضخمة والأمور المرتبة، “حمدوك” وفاقي .. مسالم.. ولهذا – لو تلاحظون- أنه يعهد بالكثير من قرارات الإقالة لوزير رئاسة مجلس الوزراء السفير “عمر مانيس” تحت مسمى غريب وجديد، ولا أصل له في الوثيقة الدستورية (رئيس الوزراء المفوض)!!
“حمدوك” رجل رقيق ومؤدب، ولسوء حظه.. ألقت به الأقدارُ رئيساً لحكومة ثورة في دولة تحيط بها الأزماتُ من كل جانب، بنكها المركزي بلا احتياطي من النقد الأجنبي، وغالب ثرواتها منهوبة ومهرّبة إلى الخارج.. من الذهب إلى الصمغ العربي.. والدول التي تزعم أنها تساند الثورة، تساندها بالتصريحات.. لا بالدولارات.. حتى أمريكا اللئيمة خذلت “حمدوك” فلم ترفع العقوبات.. فماذا يفعل وماذا يقول .. ولماذا أصلاً وافق على أن يقول.. في هذا الوقت الحرج؟!
لك الله .. يا سودان.

الهندي عزالدين
المجهر


‫5 تعليقات

  1. نتفق معك في ادب الرجل وعدم اتخازه قرارات كبيرة لصالح البلد .ولكنه للاسف مكن اليسار والجمهوريين وجعلهم ينفذون برامجهم الضيقة التي تعادي قيم الاسلام واخلاق المجتمع واظنه قد اخذ فرصته واكتفي بتمكين اليسار وينتظر متفرجا ولا اظن ان وزراؤه الذين ينتظرهم لديهم ما يقدمونه لان اليسار خاالي الوفاض وعليه ان يذكر ان كل قرار اتخذ في عهده قد سجله تاريخ الاحداث وبعد مشاركاته تابين الهالك المرتد محمود محمد طه اظن انه اطلق رصاصة الرحمةوالرضاء علي عهده

  2. هندى عزالدين مقال فيه من الخبث الكثير ماذا تريد ان توقع بين مجلس السيادة وحمدوك ولا بين الحرية والتغيير
    وحمدوك ولا ماذا تريد بهذا المقال الله المستعان كتاب لا يعرفون ان يكتبوا عن الجمال ابدا نقد نقد نقد فقط

  3. الهندى زفت الطين ملك التطبيل طبل للبشير ثلاثون عاما وايام الثورة طبل للصادق المهدى والان بيكسر تلج لحمدوك عليه ان يفهم ان حمدوك ليس البشير وليس الصادق المهدى
    الهندى ارحمنا من هذا الغثاء الذى تكتبه ومن نتانة استفراغك هذا