رأي ومقالات

الهندي عزالدين: “عقار” و”عرمان” .. يسلكان الطريق الأسرع


طالعتُ نص الاتفاقية الإطارية التي وقعها يوم (الجمعة) وفد الحكومة الانتقالية مع الحركة الشعبية – شمال ، بقيادة “مالك عقار” .
الاتفاق في مجمله إيجابي ، وأهم ما فيه أنه أكد على وحدة السودان .. أرضاً وشعباً ، دون أية إشارة إلى حق (تقرير المصير) أو المساومة به مقابل إقرار علمانية الدولة ، كما ورد في وثائق الحركة الشعبية – جناح “عبدالعزيز الحلو” .

اتفاق أمس أكد أيضاً على أهمية وجود جيش وطني مهني (واحد) ، وأن يخضع مقاتلو الجيش الشعبي لتحرير السودان – شمال لإجراءات الدمج والتسريح ، وفق برنامج (D.D.R) ، والتجارب السابقة في هذا المجال ، عقب توقيع الاتفاق النهائي.

خاطب الاتفاق قضايا المنطقتين (جبال النوبة والنيل الأزرق) باستفاضة ، وحقق مكاسب عديدة لمواطني المنطقتين ، في ما يتعلق بملكية الأرض ، التنمية والخدمات ، والتمييز الإيجابي في قسمة عائدات الموارد الطبيعية بين المركز وحكومتي الولايتين .

جدية “عقار” و”عرمان” في الوصول لاتفاق سياسي سريع مع الحكومة الانتقالية ، تعود إلى خبرات وتجارب الرجلين الطويلة في العمل السياسي ، خلافاً لتجارب “الحلو” الذي ظل قريباً من الميدان ومهتماً بالعمل العسكري ، متتبعاً خطى الراحل “جون قرنق” ، وأفكاره وإستراتيجيته التفاوضية القديمة ، بما في ذلك المطالبة بحق تقرير المصير ، والتركيز على قضية علاقة الدين بالدولة ، رغم أن جنوب السودان الذي انفصل وصار الآن دولةً مستقلةً ، اندلعت فيه حرب أهلية طاحنة بعد عامين من استقلاله في عام 2011 ، ولم يكن من أسباب اندلاعها علاقة الدين بالدولة في “جوبا” ولا قوانين الشريعة الإسلامية !!

“الحلو” ما يزال يهيم في أزمنة حركات التحرر الأفريقية وشعاراتها البالية ، ورغم أنه يتفوق على “عقار” و”عرمان” بسيطرته على غالب قوات الجيش الشعبي ، خاصةً في جبال النوبة ، إلاّ أنهما يفوقانه من ناحية القدرات السياسية وامتلاك مفاتيح العلاقات الدولية ، ما يجعلهما أقدر على استقطاب كوادر قطاع الشمال (السياسية) التي كانت تنشط في الولايات خلال سنوات انتقال اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) .

انتهى عهد المزايدة بتقرير المصير ، فمصير جنوب السودان غير جاذب ليكون نموذجاً يتوق إليه مواطنو جبال النوبة والنيل الأزرق .

سبت أخضر .
الهندي عزالدين
المجهر


تعليق واحد

  1. الهندي اتعدل يا شباب
    بقى يكتب كويس
    لي كم يوم متابع اعمدته
    الرجوع للحق فضيلة