كِسرة حميدتي !!
بعض التصريحات هي مؤشرات واضحة سهلة القراءة والفهم لمايدور في مكامن وأغوار أهل السلطة والقرار، وقد تكون هي فاتحة لكتاب الحلول التي تتخذها هذه الجهات، لمُلاقاة الازمات والمشاكل التي تواجهها على أرض الواقع.. وفي انتباهتك لما تراه او تسمعه تجد أن غفلتك أحياناً عن بعض الامور كانت أرحم لك بكثير، وقد تتعدى بعض التصريحات كونها فكرة تساهم في حلحلة القضايا الشائكة او المستعصية بقدر ما انها ظهور على الخط يجعلك أقرب من الأحداث، لاسيما ان كنت بعيداً عن (الهم العام)، لشهور عديدة عندها يبقى التصريح اقتراحاً ومشاركة وعودة الى منصة الحدث.
ودخل نائب المجلس السيادي محمد حمدان دقلو أخيراً الى دائرة هموم المواطن وحلبة قضايا الخبز التي التهب فيها الصراع بين اصحاب المخابز ووزارة الصناعة والتجارة، ووصل الى نتيجة واحدة هي ان يظل الموطن يدفع فواتير باهظة ومستمرة وان يكون الضحية لكل الاخطاء المقصودة وغير المتعمدة من الحكومة، ودقلو كأنه كان في وادي ليس (ذي خبز)، وشعر بحاجته الملحة للطعام ليجد نفسه أمام قضية خطيرة تهدد مجلسه السيادي، وانه لابد ان يصل الى حل عاجل عبر فكرة ربما يراها هي الحل الناجع والجرعة (المنقذة ) ليخرج علينا بأنه ينوي تبني مشاريع لانتاج الكسرة وتعهد حميدتي بدفع مبلغ (35) الف دولار لتنفيذ المشروع على ارض الواقع، وكشف صاحب فكرة انشاء مصانع للكسرة حمد النيل، عن قيام مشاريع لانتاج الكسرة بطريقة حديثة بتمويل من حميدتي بمبلغ (35) الف دولار ويستهدف 10 الف شاب بولاية الخرطوم، وتابع ان الطاقة الانتاجية للمصنع الف طرقة في الساعة بسعر مجزي بواقع الطرقة بجنيه (75 ) سنتمترا، ويعمل بالغاز والكهرباء ويستهلك (6) كيلوواط كهرباء اي مايعادل 6 جنيهات).
وبالمقابل يتحدث وزير الصناعة والتجارة عن حل مشكلة المخابز فلماذا لا يتم تحويل المبلغ الى المخابز التي لاتحتاج الى انشاء او شراء آليات جديدة، أم ان تصريحات حميدتي تعني انه يبحث عن حلول للازمة بعيداً عن طاولة مدني عباس مدني، والغريب ان كِسرة حميدتي بواقع (الطرقة بجنيه) لاتخدم القضية والمواطن، فالمواطن عندما يجد (طرقة كسرة ) ويجد (رغيفة ) والسعر واحد اي الخيارين سيختار، خاصة ان سعر الجنيه حدد لنوع معين من الطرقات (75 ) سنتمترا وهذا يعني ان حدث تلاعب (لاقدر الله) في طول أو قصر (الطرقة) يعني انها سيصبح لها سعر مختلف، اذن مازالت المشكلة هي ذاتها التي نعاني منها في الخبز، وفات على صاحب الفكرة انه لم يضع حلولاً في دراسته ان تعرضت الكسرة للتهريب او دخل الوكلاء وفلول النظام في تجارة الكسرة،
وحلول حميدتي تكشف عن اننا نعيش في لجة أزمة ربما يطول المشي عبر انفاقها المظلمة طويلاً، وتؤكد عن عجز كبير في كيفية الوصول الى الطرق المؤدية للخروج، الا تذكرون تصريحات وزير المالية في عهد النظام المخلوع علي محمود الذي عندما ضاقت بنا سبل العيش خرج علينا وأوصانا بالكسرة خيرا !!.
طيف أخير:
وماذا لو جاء الصباح مبشراً وتوارى ليلك بالرحيل
صباح محمد الحسن
الجريدة

في زمن ٍ ماضٍ إقترح أحد الوزراء بدلاً عن أكل العيش ولتعرض الدقيق لأزمات وندرة أن يعود الناس إلى أكل الكسرة كما كان يفعل آباؤهم وأجدادهم ..
فاشتعلت الوسائط بالتهكم عليه وأسمعوه بذاءة وسفهاً شديداً، فسكت عن إقتراحه وهو يقول ( تأبوها مملحة تأكلوها بكرة ناشفة ).
اليوم .. وقد جفت تماماً حتى (قحطت) يطل عليكم، ليس وزيراً، بل نائب رأس الدولة ليبشر بالكسرة ذاتها !!
ولكنها ناشفة هذه المرة لأن الحالة المزرية للبلاد والعباد تجعلهم لا يجدون ملحاً ولا ملاحاً يبل يبسها ويباسها.
عليكم بالقروض – والقرض إن وجد – أقعوا فيه قرشاً..
فالقادم أشد (قحطاً) وبؤساً ونكالاً !!
طه الشيخ
——