رأي ومقالات

عبد الماجد عبد الحميد: حمدوك السوداني.. بول بريمر الأمريكي

هل تذكرون بول بريمر ؟ .. للأجيال الجديدة في عهد الثورة المصنوعة في السودان نقول إنه الرجل الذي ابتعثه الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن ليكون ممثله الشخصي ومشرفاً علي حكم دولة العراق بعد الاحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين..
أول ما فعله بريمر بعد حضوره لبغداد حله للجيش العراقي العظيم وأجهز على كل المؤسسات الأمنية العريقة التي كانت تقف صخرة منيعة أمام كل محاولات الاختراق الاستخباري الأمريكي.. قام بريمر بتسريح كل التشكيلات العسكرية العراقية وأنهي خدمة كل قياداتها وجنودها التي تلقت تدريباً عالياً وضعها في مصاف أقوي الجيوش في العالم..
أصدر بريمر قرارات متتالية تم بموجبها حل حزب البعث العربي ومصادرة ممتلكاته ووضع كل قياداته المؤثرة في السجون وملاحقة الآخرين بقانون تفكيك نظام البعث!!
لم يتوقف بريمر عن رحلة تهوره في العراق عند حد حل الجيش وتفكيك حزب البعث.. مضي أبعد من ذلك وقرر الدخول في معركة مفتوحة مع الشعب العراقي وذلك بتبني مشاريع قوانين تصادم ما تعارف عليه المجتمع العراقي بأغلبيته السنية المحافظة..
عندما يقرأ جيل الثورة المصنوعة قائمة أسماء وزارة رئيس وزراء حكومة الحرية والتغيير الدكتور عبد الله حمدوك.. عندما يقرأ جيلنا أسماء وزراء العهد الجديد عليه أن يتذكر وزراء حكومة بول بريمر.. تم ابتعاثهم من وراء البحار.. من المنظمات الدولية التي كانت تقوم بمهام التخابر ضد العراق.. وزراء وقيادات عليا لم يسمع بهم أحد من قبل.. ومع هذا تم فرضهم على الشعب العراقي.. وبذات الطريقة تم فرض وزراء ومسؤولين كبار علي واقع السودان اليوم.. وزراء لا يعرف أحد كيف تمت صناعتهم ولا كيف تم تحضيرهم لمهمتهم الجديدة بالسودان !!
قبل أن تكمل حكومة بريمر عامها الأول فوجئ الشعب العراقي بظهور جماعات متطرفة ذات ولاءات متعددة.. تم السماح لكل أجهزة المخابرات بدخول ميدان السياسة والمجتمع العراقي.. تم فتح كل حدود بغداد الجميلة.. دخلها شياطين الإنس والجن من كل باب..
النتيجة لأيام حكم بريمر في العراق هي ما يعانيه الشعب العراقي اليوم.. بلاد منقسمة.. خيراتها منهوبة وإرادتها مسلوبة وتتقاسمها ولاءات طائفية تتناسل كل يوم..
غادر بريمر العراق بعد أن حلّ الجيش العراقي وفكك منظومة الأمن القومي وأعدم أشجع قائد عربي في التاريخ الحديث لأنه قال لا لأمريكا وصويحباتها وأذاق الكيان الصهيوني طعم الرعب الصاروخي العراقي..
لم يكن بول بريمر مهموماً بمعاش العراقيين ولا تحسين أحوالهم الاقتصادية.. كان مهموماً بتنفيذ المهمة التي كلفه بها جورج بوش الابن.. غزو العراق وتدميره حتى لا يكون قوةً عربية ضاربة ومؤثرة من المحيط إلي الخليج..
إذ أردت أن تعرف أوجه الشبه بين عهد بول بريمر في العراق.. وعبد الله حمدوك في السودان عليك بإعادة قراءة هذه السطور من أولها وحتى الختام.. ستدرك أننا نسير في ذات اتجاه العراق مع نقطة خلاف شكلية وهي أن كثيرين لا يعرفون حتى اللحظة الجهة التي كلفت حمدوك بقبول مهمته الحالية.. مهمة يمضي الرجل في تنفيذها بصمت ولأنه يعرف المطلوب منه فليس من اهتماماته التركيز على قضايا مثل الوقود.. والخبز.. والانتقال إلي مرحلة انتخابات حرة تمكن الشعب السوداني من اختيار حكومة جديدة بعد اسقاط حكم وعهد (الكيزان )!!

عبد الماجد عبد الحميد

‫2 تعليقات

  1. عيب يا عمبلوووك.السودان ليس كالعراق يا حمدوك. مدام طلب من الامم المتحدة وضع السودان تحت الوصايا وتحت البند السادس انت بقيت نكرة وفي مرمي نيران.

  2. أول ما فعله بريمر بعد حضوره لبغداد حله للجيش العراقي العظيم وأجهز على كل المؤسسات الأمنية العريقة @ الاستاذ عبد الماجد كاتب شجاع ومستنير وذكي..ومقاله صورة وشخصيه طبق الأصل ونعني بريمر=حمدوك..الحمد للله كثيرا أن السودان ما زال بخيره وبرجاله المؤمنين و الأقوياء والاذكياء..الاذكياء عرفوها قبل التغيير بشهور وبعد التغيير…عرفوا أن القادم بريمر بشحمه ودمه..ولم يفرحوا بثورة مسروقه ومصنوعه..لماذا لانهم عرفوا أن الخراب قادم ..والشعب أتخم..وحذرنا من اول ايام التغيير أن هؤلاء عملاء وعندهم اجنده…وعندهم عقود عماله بزمن محدد..وكانوا ق عجاله من أمرهم ومازالوا ..كانت المخطط ضرب الجيش والحرب الاهليه ايام الاعتصام…وفشلت تب…وحاولوا مرة أخري الفوضي الخلاقه باستفزاز مشاعر اغلب اهل البلاد..بمحاربه صارمه للدين …وفشلوا..وقلناها قبل أن يصرح وزير خارجيه العدو الصهيوني بن زايد بأن 2020 عام الحسم النهائي ف السودان.. قلنا أن موعد العشاء الاخير قد حان وان اخر رصاصات الأعداء والاستعمار ف اخر محاوله لقتل البلاد اقتربت جدا..وها قد فعلها بول بريمر.. اقصد حمدوك المواطن الكندي..فماذا أنتم فاعلون.. قال تعالى جل جلاله { ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون ( 50 ) فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ( 51 )} النمل

    صدق الله العظيم