حوارات ولقاءات

رئيس حركة العدل والمساواة بإسرائيل: استقبلنا لقاء “البرهان” و”نتنياهو” بنوع من الفرح والحذر


استقبلنا لقاء “البرهان” و” نتنياهو” بنوع من الفرح والحذر وإسرائيل تستقبل أكثر من سبعة آلاف سوداني
يمكن للسودان الاستفادة من إسرائيل في مجالات الشركات الناشئة والابتكارات والتقانة الزراعية
حاوره بالهاتف من تل أبيب – سيف جامع
بلغ عدد الجالية السودانية في إسرائيل أكثر من سبعة آلاف نسمة، ومؤخراً بدأ البلدان مباحثات لإقامة علاقات دبلوماسية بلقاء الرئيس الإسرائيلي المنتهية ولايته برئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، الفريق أول ركن “عبد الفتاح البرهان”، فرغم تحفظ البعض إلا أن الخطوة وجدت ترحيباً واسعاً بالسودان، الجالية السودانية بإسرائيل تعتبر أول الفئات التي يمكن أن تحصد ثمار العلاقات المرتقبة بين البلدين، حيث أكد رئيسها القيادي بالجبهة الثورية “زكريا عثمان بنقو” أنهم استقبلوا الخطوة بالفرح والحذر، مشيراً إلى أنهم كانوا يتوقعون التطبيع خاصة وأن السودان خرج من ظلام الإنقاذ إلى نور الحرية والديمقراطية، وأجاب في الحوار الذي أجرته معه (المجهر) على جملة من الأسئلة، فإلى مضابط الحوار:
} كيف تلقيتم خبر لقاء “البرهان ـ نتنياهو”؟
– بداية أشكرك على الاهتمام بهذا الملف والعمل على تسليط الأضواء عليه، أولاً خبر اللقاء بين رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق “البرهان” ورئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” المنتهية ولايته، استقبلناه بنوع من الفرح والحذر.
} لماذا؟
– الفرح في أن يستفيد السودان من الخبرات والقدرات الإسرائيلية في إعادة بناء وتأسيس بعض المجالات الحيوية خاصة وأن إسرائيل دولة متقدمة ومتطورة في العديد من المجالات المهمة، أما الحذر من أن يؤدي هذا التطبيع إلى تمكين العسكر في ظل عدم التوافق بين المجلس السيادي ومجلس الوزراء الذي يرأسه “عبد الله حمدوك”، ويعضد ذلك ما ذهبت إليه الكثير من التصريحات المتضاربة من قبل المسؤولين في المجلسين بُعيد اللقاء، ويعيد السودان إلى مربع الدكتاتورية، وأيضاً الحذر من أن يوظف هذا اللقاء كورقة انتخابية رابحة للطرف الثاني، ولا ننسى أن هناك انتخابات برلمانية في إسرائيل تجرى في مارس المقبل.
} هل كنتم تتوقعون هذه الخطوة المفاجئة والكبيرة في تطور علاقات البلدين؟
– نعم، كنا نتوقع ذلك خاصة أن السودان قد خرج للتو من ظلام الإنقاذ إلى نور الحرية والديمقراطية، كما أن إسرائيل قد اتجهت في العمق الأفريقي منذ زمن ولديها الكثير من العلاقات مع دول الإقليم بما فيها الجارة تشاد.
} خلال وجودكم في دولة إسرائيل، هل شرعتم من قبل في إقامة أي علاقات شعبية مع المواطنين؟
– المجتمع الإسرائيلي من أكثر المجتمعات انفتاحاً، واللاجئون السودانيون يحظون بسمعة جيدة، وهناك قواسم مشتركة بيننا كضحايا إبادات جماعية مثل محرقة الهولوكوست ومحرقة دارفور وجبال النوبة، ومن خلال هذه القواسم كثيراً ما يشاركوننا في المناسبات التي تقام بواسطة المجتمع السوداني هنا، كما نشاركهم في فعالياتهم الشعبية.
} كيف يتحدث المواطنون الإسرائيليون عن السودان.. وماذا يعرفون عنه؟
– نظرة الإسرائيليين تجاه السودان قبل مجيء اللاجئين السودانيين إليها، كانت سالبة إلى حد بعيد، ويرجع ذلك إلى المواقف السياسية للحكومات التي تعاقبت على سدة الحكم، ولكن بعد مجيء السودانيين تغير المفهوم رأساً على عقب، وأصبح اللاجئ السوداني ضرباً للخصال الجميلة.
} كم في تقديرك عدد السودانيين في إسرائيل؟
– على ما اعتقد يفوق الـ(7) آلاف سوداني.
} هل تعتقد أن التطبيع يمكن أن يتحقق حال لم تتوفر إرادة شعبية؟
– التطبيع على المستوى الشعبي أهم من المستوى الدبلوماسي، لأن الحكومات تذهب وتبقى الشعوب، بجانب الحاجة إلى جسور للتواصل، ووجود السودانيين هنا بإسرائيل، هذه واحدة من تلك الجسور المهمة في توطيد العلاقة، فلذلك لا أرى أن يكون هناك معيق يقف سداً أمام قطار التطبيع.
} حدثنا عن أحوالكم في إسرائيل، هل تمارسون حرية مطلقة في العمل والتنقل؟
– أحوال اللاجئين السودانيين هنا جيدة في حال المقارنة مع أوضاع من فارق أرضه مرغماً ومشرداً يبحث عن الأمان فقط لا غير، كما يوجد توفير فرص العمل وهامش من الحريات والتنقل.
} بصفتك رئيس مكتب حركة العدل والمساواة السودانية بدولة إسرائيل، هل لمست أي مشاكل يتعرض لها السودانيون هناك؟
– الغالبية العظمى من السودانيين لم تنظر السلطات الإسرائيلية في فتح ملفات لجوئهم، فلذلك يحملون إقامات مؤقتة بدون أي مزايا حتى حق الحصول على وثائق السفر لا يستطيعون.
} حال تم التطبيع بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، ما المكاسب التي يمكن أن يتحصل عليها السودان بصفة عامة، والجالية السودانية بصفة خاصة؟
– إسرائيل صاحبة امتياز في مجال الـStart-up والابتكارات ويفتخرون بذلك كثيراً، بجانب شهرتها في التقانة الزراعية، وهنا يوجد الكثير من السودانيين أصحاب أعمال تجارية ناشئة يمكن للسودان أن يستفيد من نقل التجربة إليها بواسطة هؤلاء الشباب مما يسهم في النمو الاقتصادي والابتكاري.
} هل هناك معدل أجور عالية في إسرائيل؟
– معدلات الأجور جيدة مع ارتفاع التكاليف المعيشية.
} خلال وجودكم في إسرائيل، ما هي أبرز المجالات المتطورة؟
– كما أسلفت، إسرائيل متقدمة في العديد من المجالات الحيوية، خاصة في التقانة الزراعية، والسودان دولة زراعية تحتاج إلى هذه التقانة، بجانب ريادتها في مجال الشركات الناشئة Start-up.

حاوره بالهاتف من تل أبيب – سيف جامع
المجهر