مقالات متنوعة

الليلة.. الوقفة

زمان كانت هناك قصيدة حلمنتيشية (كلمة حلمنتيش دي طوالي تصنفك مع كبار السن) أعني قصيدة مرحة يطلب فيها الشاعر ان يحدث تبادل مواقع بيننا كسودانيين وبين الجنس الآري الألماني ..ويقول بصريح العبارة على ما أذكر (نحن نبقى ألمان ..والالمان يبقو برقو مان) ..والحقيقة رغم غرابة و طرافة الفكرة الا انها قابلة للتطبيق ..لو عرضنا الفكرة عليهم …يدونا ألمانيا بعرباتها وشركاتها وعماراتها ..ونديهم السودان (الفوق ضهروا الخبوب والطين ) ..هل تعتقدون انهم سيرفضون ؟ لا أعتقد ..لأن خيرات السودان وموارده تجعله محط أنظار الجميع ..وربما حيدفعوا لينا فرق فوق البيعة ..الا أنا شخصياً ما بنصحكم ..الغربة حارة ..ما بنقدر عليها.
المدخل أعلاه ..بمناسبة زيارة الرئيس الألماني للسودان ..ومعه أهله وأحبابه ..و(الشمار جانا ) قيل ان ناس الحلة كلهم جايين ..ما يقارب ال70 شخصاً من وزير لى وكيل لي مستشارين ..الماااان ..ماركة مرسيدس بنز في طريقهم الى السودان يوم الخميس القدامنا دا ..ولو مكدبنا وما مصدقنا ..شاهد الاستعدادات في كل مكان ..ونظافة الشوارع ..ياخ حتى الجو ..اتصلح وبقى بارد رفقاً بالوفد الزائر وخوفا عليهم من الاغماء الحراري …
سعدية النكدية التي عملت (يوتيرن) ..وانضمت الى مركز تدريب للقوى البشرية لم تتركني في حالي ..وهمست لي قائلة (الوصية بالمهلة ..جماعتكم هسه شغالين بالضيافة والبارد يجيبوا منو والزول البقعد قصاد ناس العريس منو عشان ما يرجعوا يشيلو حالنا يقولوا ما اتعشوا يقوموا ينسوا العقد ذاتو) ..لذلك وددت ان أدلي بدلوي كخبير علاقات ألمانية سوادنية ..وزي ما قالوا (الأعوج رأي ..والعديل رأي).
يا من بيدهم الريموت في بلادنا الحبيبة ..الالمان ناس شغل وعمليين جدا ..ولا تجذبهم البهرجة والعزايم ..انما يسعدهم ان تكونوا على دراية بالمشاكل التي تعترض مسيرة التنمية عندكم ..وان تكون لديكم خطط واستراتيجية للخروج من الأزمة ..والشئ المهم ان تكون هناك طلبات واضحة دون مواربة بما تحتاجون فيه للمساعدة .. أنا وسعدية نعتقد ان أهم حاجة هي طلب مساعدتهم في توطين الطاقة البديلة ..الطاقة الشمسية ..وطاقة الرياح …والشركات الألمانية صاحبة الريادة في هذا الشأن ..ياخي المانيا دي الشمس فيها (زي لمبة التلاجة ) رغم ذلك هناك مشاريع ضخمة تدار فقط بالطاقة الشمسية .. غير تلك التي ترتفع المراوح فيها لتحول طاقة الرياح الى طاقة كهربائية و ميكانيكية ..اطلبوا التعاون في هذا المجال ..وستجدون الفرق عاجلاً وبعدين تقولوا النكدية قالت .
ثانياً مجال التعليم العالي ..والذي تتفرد فيه المانيا بدعمها التعليم التقني ..والتعليم الوسيط الذي يخرج الى العالم تقنيين وحرفيين مهرة ..في ألمانيا لكي تمارس اي مهنة تحتاج الى شهادة من معهد او كلية ..حتى الحلاق …او الكوافير …ما ان تدلف داخل محله ستجد شهادة تخرجه على الحائط بجانب اذن العمل ..اذ ان هناك معاهد تدرس كيف تعتني بالشعر وتزينه ..يعني ما في حاجة اسمها (جربندية) ساكت ..اما التقنيين المؤهلين فهم الأعلى أجراً في ألمانيا ..وان لم تخني الذاكرة فان التقني في المعهد الذي درست به كان يتحصل على راتب شهري ما يقارب 6000 يورو ..بينما لا يتجاوز راتب الباحث حامل درجة الماجستير ال3000 الف يورو ..فتأمل .
لو خرجتم باتفاقيات تعاون في هذين المجالين فقط ..فقد فزتم ورب الكعبة ..اما نحن رواد المساطب الشعبية فقد القينا في الجب جملة أحلامنا …و (قلوبنا ترجو مرور القافلة).

ناهد قرناص
الجريدة

تعليق واحد

  1. يسلم قلمك يا أستاذة
    هو دا الكلام المفيد مش الهطرقة بناعت أم نضارات العايزانا نملص السفنجات و نتمسح بالكريمات