أطلقها قبل نحو 20 عاما .. تنبؤات أغنى رجل بالعالم أضحت حقيقة
قال جيف بيزوس الرئيس التنفيذي لشركة أمازون “نريد محاولة إنشاء مكان حيث يمكن للأشخاص إيجاد واكتشاف أي شيء قد يرغبون في شرائه عبر الإنترنت”.
وفي تقرير نشره موقع “بيزنس إنسايدر” الأميركي، قال الكاتب بيج ليسكين إن رؤية بيزوس -التي شارك بها خلال ظهور له عام 1999، في برنامج تشارلي روز الحواري- أضحت حقيقة واقعة.
وكشف استطلاعات رأي متخصصة عام 2018 أنه من المرجح أن يبدأ المتسوقون عبر الإنترنت في البحث على موقع أمازون، حتى قبل الدخول إلى محرك بحث مثل غوغل.
مراكز التسوق من الماضي
ذكر الكاتب أنه وقع إغلاق آلاف المحلات التجارية بمراكز التسوق في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وهو ما يمثل نهاية عالم تجارة التجزئة.
وحسب تقرير لبنك كريدي سويس عام 2017، ستغلق ما بين 20%و25% من مراكز التسوق خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يشير إلى أن بيزوس كان محقا بخصوص ما صرح به لمجلة وايرد الأميركية.
الترفيه والراحة الفورية
توقع بيزوس أن المحلات التجارية لن تظل موجودة إلا إذا كان بإمكانها توفير ميزة واحدة على الأقل من بين ميزتين أساسيتين: قيمة الترفيه أو الراحة الفورية.
وخلال حوار أجراه مع مجلة وايرد، قال بيزوس إن قيمة الترفيه سوف تسهم في المحافظة على استمرارية أماكن مثل دور السينما، وأضاف أنه سيتم خوض هذه التجربة عندما تذهب إلى دور السينما، على الرغم من أنه يمكنك استئجار الأفلام دائما.
وأشار الكاتب إلى أن العديد من مراكز التسوق وتجار التجزئة يتبعون هذين المسارين ليتمكنوا من الحفاظ على أهميتهم، حيث يُقدم البعض خبرات عالية التقنية لاستقطاب العملاء إلى مواقعهم.
في المقابل، أراد بيزوس تأمين الراحة الفورية للمستهلكين من خلال إنشاء موقع أمازون.
الأجهزة الذكية
“أنا من أشد المؤمنين بمفهوم هذا النوع من الأجهزة، وبأنه سيكون هناك الكثير من الأشياء الصغيرة المتصلة بالإنترنت، ستكون هناك مجموعة كاملة من الأشياء المتصلة بالشبكة”. يضيف بيزوس كما لو أنه توقع “أتمتة” المنزل خلال المقابلة التي أجراها مع تشارلي روز عام 1999.
في الوقت الراهن، توفر أمازون العديد من الأجهزة المنزلية الذكية التي يتحكم فيها مساعدها الافتراضي أليكسا، مثل مكبرات الصوت إيكو والمقابس والساعات وأجهزة الميكروويف وأنظمة أمن المنزل.
الكتب الإلكترونية
عام 1999، كان يُنظر إلى أمازون وبارنز أند نوبل على أنهما منافسان مباشران للشركات التي تعمل في مجال بيع الكتب، وقال بيزوس في حديثه مع وايرد “أراهن على أنه بعد عام من الآن، لن يعتبرونا منافسين مباشرين، ومن الواضح أن هذا ما يقومون به اليوم، لكننا نسير في طرق مختلفة، فبينما نحن نحاول صياغة مستقبل التجارة الإلكترونية، يدافعون من جانبهم عن قطاعهم فحسب”.
وأوضح الكاتب أنه في الوقت الذي ظلت فيه سلسلة المكتبات بارنز أند نوبل، إلى حد كبير، محلا مخصصا لبيع الكتب، تعتبر شركة أمازون الكتب أحد منتجاتها الموجودة في سوقها المتنامية.
ومن المحتمل أنه خلال الأيام الأولى لإصدار أجهزة القراءة الإلكترونية، اعتبرت العلامتان التجاريتان منافستين مباشرتين، لكن نظام أمازون كيندل قد تفوق على منافسه نوك.
إعلانات الإنترنت
وقال بيزوس “يعد الإعلان أيضا نموذجا صالحا على شبكة الإنترنت، حيث سيكون بمقدورهم جعل الإعلانات أكثر وضوحا للعملاء من خلال توجيهها بشكل أفضل، وهو أمر يصعب القيام به خلال البث”.
هنا قال الكاتب إن الإعلانات المخصصة -التي تستخدم بيانات المستخدمين بالرجوع إلى تاريخ البحث والتسوق- أضحت شائعة اليوم.
وفي ظل استمرار انخفاض الإقبال على البث التلفزيوني المباشر، أصبحت الأموال تُستثمر بشكل متزايد في الإعلانات الرقمية، ومنذ أواخر عام 2018، كانت أمازون تسير على النهج الصحيح لتصبح بالتالي ثالث أكبر شركة إعلانات رقمية بالولايات المتحدة بعد غوغل وفيسبوك.
التشغيل الفوري للأجهزة
ويقول الكاتب إن بيزوس اشتكى -في عدة مقابلات أجريت معه عام 1999- من طول فترة انتظار اشتغال حاسوبه. وفي مقابلة جمعته مع شارلي روز، قال بيزوس إن أجهزة الحاسوب ستكون مزودة قريبا بخاصية “التشغيل الفوري”.
أما في الوقت الحالي، وفي ظل وجود الهواتف الذكية التي توفر الإجابات بشكل سريع وأجهزة الحاسوب المحمولة التي لا تحتاج إلى إيقاف تشغيلها بعد كل استخدام، يبدو أن بيزوس كان محقا في ذلك، رغم أن التكنولوجيا لم تكن أبدا سهلة المنال.
التسوق الإلكتروني
قدمت مجلة وايرد عام 1999 لمحة عن رؤية الرئيس التنفيذي لشركة أمازون لعام 2020 “في المستقبل، سيقع طلب الجزء الأكبر من البضائع التي تم شراؤها من المتاجر، على غرار المواد الغذائية الأساسية، والمنتجات الورقية، ولوازم التنظيف، وما شابه ذلك، باستخدام الوسائل الإلكترونية”.
هنا أورد الكاتب أن التسوق على شبكة الإنترنت سجل ارتفاعا كبيرا ليصبح توجها سائدا عام 2020، وأصبحت أمازون وجهة مفضلة لاقتناء الحاجيات اليومية والمنتجات المنزلية، لا سيما في ظل العروض المصممة لتبسيط طلب هذه المنتجات، مثل الاشتراكات والتسوق عن طريق استخدام البرامج الصوتية، على غرار أليكسا وبرايم بانتري.
ومع ذلك، لم تكن جميع توقعات بيزوس صحيحة، فقد تطرق إلى استخدام أمازون لبيانات العملاء في برنامج “60 دقيقة” على شبكة سي بي إس، وقال المراسل بوب سيمون إن بيزوس رفض استبعاد احتمال بيع المعلومات القيمة لصالح شركات أخرى في المستقبل، لكنه لا يعتقد أن هذا الأمر سيشكل مصدر إزعاج للعملاء.
الجزيرة نت