تحقيقات وتقارير

قطوعات الكهرباء .. عين العاصفة !!


اللجنة التنسيقية لاعلام الشركة القابضة للكهرباء اكتفت بتعميم صحفي مقتضب تقدمت فيه شركة كهرباء السودان القابضة ومركز التحكم القومي بالاعتذار للمواطنين عن قطوعات الامداد الكهربائي، والناتجة عن نقص في التوليد في بعض المحطات الحرارية نتيجة لأعطال خارجة عن الارادة هذا بالاضافة إلى المحطات المتوقفة للصيانات الوقائية الجاري العمل بها ، ومع ذلك بثت تطمينات للمواطنين بأن الموقف سوف يتحسن في الأيام القليلة القادمة.

في كل عام يعبرالسودانيون عن سخطهم بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء في فصل الصيف، إلا أن قطوعات هذا العام بلغت ذروتها منذ الأيام الأولى من الصيف حيث وصلت قطوعات الامداد الكهربائي عن بعض الأحياء السكنية زهاء الثماني ساعات ويزيد، ونتج عن ذلك تضرر قطاعات حيوية الأمر الذي تسبب بخسائر مادية في عدد من القطاعات التجارية والصناعية التي تعد الكهرباء عمودها الفقري.

وتعود أسباب الفجوة في إنتاج الكهرباء بحسب خبراء لاختلالات في عمل “سد مروي” بكفاءته القصوى، فضلاً عن تراجع الربط الأثيوبي، وتفيد مصادر (الجريدة) أن هناك أزمة حقيقية في المحطات الحرارية هذا العام نتيجة لعدم الصيانة الدورية لها، وأن محطة بحري الحرارية غير عاملة ومحطة أم دباكر تعمل فيها (ماكينتين) فقط، هذا بالاضافة إلى خروج البارجة التركية من العمل في بورتسودان بسبب عدم إيفاء الحكومة لمستلزماتها للشركة التركية.

المواطن أحمد الحاج ذكر في حديثه لـ(الجريدة) بأن الكهرباء باتت عنصراً مهماً في حياة الناس، وأضاف: الظروف المعيشية التي نعيشها هذه الأيام جعلتنا نعتمد على حفظ معظم طعامنا في الثلاجة ، كذلك مرضى السكري يحتاجون حفظ (الأنسولين) في درجات حرارة منخفضة، وغيرها من الاحتياجات الأخرى، وزاد: كنا نتوقع أداء أفضل من الحكومة الانتقالية فيما يتعلق بمثل هذه الخدمات الضرورية ، ولكن حتى الآن القطوعات نفسها عشوائية ما يصعب على المواطن وضع تدابير للتعامل معها وبالتالي لا بد من وضع جدولة محددة للقطوعات.

وفي السياق شن وزير الكهرباء المهندس عادل علي إبراهيم هجوماً على شركة البارجة التركية الخاصة بالتوليد الكهربائي وقال في تصريحات صحفية أول أمس إنها أوقفت إمدادات الكهرباء بنحو 150 ميقاواط تكفي لمدينة بورتسودان وتبيع الفائض للشبكة القومية، وذلك بسبب االديون على الحكومة، ووصف موقفها بغير الأخلاقي وأشار الوزير إلى تعطل الحياة بميناء بورتسودان مؤكدا ايفاء الحكومة بالتزاماتها بسداد ديون الشركات وطالبها بمراعاة الأوضاع الحالية.
صاحب مخبز (أولاد المكاشفي) محمد قال لـ(الجريدة): نضطر هذه الأيام للتوقف عن العمل بسبب قطوعات الكهرباء، وهذا ما يفاقم الازمة ويزيد من سخط المواطنين ولجان المقاومة علينا، وأردف: إستفسرنا شركة الكهرباء وأفادتنا بأن هنالك برمجة في القطوعات، وزاد: معظم المخابز بأمدرمان باتت تتوقف عن العمل في الفترات الصباحية و تباشر العمل عقب عودة التيار ما يؤثر على وفرة الخبز رغم وجود الدقيق.

القيادي بقوى الحرية والتغيير والخبير بالكهرباء المهندس محمد وداعة رسم صورة قاتمة للأوضاع بالقطاع ، وقال لـ(الجريدة) : الأزمة ستتفاقم أكثر بعد خروج البارجة التركية عن العمل، والسحب العالي من مياه بحيرة سد مروي من شأنه أن يؤثر على الامداد الكهربائي طوال أشهر الصيف، وسينسحب ذلك على محطات المياه والمخابز والمصانع، وأضاف: في السابق كان بعض المواطنين يلجأوون إلى المولدات الكهربائية ما يخفف الضغط على الشبكة ولكن صيف هذا العام تزامن مع شح في الوقود، وحذر وداعة من استمرار الأوضاع على هذه الوتيرة، عاتباً على الوزارة تجاهلها للبرنامج الاسعافي، واضافة محطات توليدية جديدة كاشفاً عن تعطل (توربينة) بسد مروي، وطالب وداعة السعودية والأمارات سداد ما تبقى من المنحة مبلغ (2.25) مليار دولار ، وشدد على ضرورة حل الازمة مع المقاول بالباطن فيما يتعلق بالمشروع الألماني، وإقترح التوسع في إستخدام بدائل أخرى كالطاقة الشمسية.

وفي السياق ذاته كشف مصدر ذي صلة أن النقص في التوليد في محطة بحري الحرارية بلغ أكثر من 300 ميقاواط وأن المحطة تنتج حالياً حوالي 20 ميقاواط بدلاً عن 350 أو 380 ميقاواط في طاقتها القصوى، أما قري فهي أيضاً تراجع انتاجها من 400 ميقاواط إلى 100 ميقاواط، أما الذي يصل من الربط الشبكي مع أثيوبيا يقدر بحوالي 100 الى 120 ميقاواط، ولأسباب فنية توقف الربط المصري ، كذلك لم ينجح مدير شركة النقل السابق سليم محجوب في ادخال المشروع الالماني الذي تنفذه الشركة التركية بواسطة مستشارين ألمان في الوقت الذي لم تستفد الدولة حتى الآن من قرض صندوق الانماء العربي فيما يتعلق بمحطات (الفولة – نيالا – كاس – زالنجي).

ويبلغ إنتاج السودان السنوي من الكهرباء 3 آلاف ميقاواط، بجانب حصة أخرى تأتي من إثيوبيا ضمن اتفاقية بين البلدين تقضي بتصدير الخرطوم لفائض إنتاجه من (البنزين).

الخرطوم: أشرف عبدالعزيز
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. الله يستر من ((صفوف الكهرباء))
    صفوف الكهرباء عبارة عن مولدات كهرباء لاتجد الوقود لتشغيلها فيضطر صاحب المولد حمل مولده للذهاب به الي المحطة فيجدالناس قد سبقوه وياتي اخر وثاني وثالث فيقترحوا ان ينظموا صفا للمولدات وهكذا الي يصطفوا مثلهم مثل السيارات.
    ونقول بعد صف الكهرباء الله يستر من صف ((الرتاين واللمبات))