الكشف عن نتائج الأدوية المجربة في علاج كورونا
منذ ظهور وباء كورونا الفيروسي المستجد في ديسمبر الماضي وانتشاره لاحقا في مناطق واسعة من العالم، شرع الأطباء في عدة دول بدءا بالصين ثم الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا، في اختبار أدوية يتم استخدامها لأغراض أخرى وتتسم بالأمان إلى حد ما.
بعض تلك الأدوية تمت المصادقة على اختبارها عبر إجراءات استثنائية بالنظر إلى أضرار الوباء الكبيرة على البشرية.
الآن وبعد ثلاثة أشهر فقط من انتشار الوباء، بدأت النتائج الأولية لتلك الأدوية في الظهور وقد تم رصد ثلاثة منها تتسم جميعها بخصائص مضادة للفيروسات.
الكلوروكين أو هيدروكسي كلوروكوين
عمره 90 عاما ويستخدم لعلاج الملاريا. في مطلع مارس استخدم أطباء فرنسيون في مارسيليا هذا الدواء لعلاج 26 شخصا مصابين بكورونا من خلال إعطائهم ثلاث جرعات في اليوم، تبلغ كل منها 200 ملغ لعشرة أيام. البعض أخذ الجرعات مع مضاد حيوي يسمى زيثروماكس “Zithromax”.
بعد ستة أيام من تناول الدواء، اتضح أن كمية الفيروس في جسم المرضى كانت أقل مقارنة بمن لم يأخذوه.
نتائج الدراسة لا تعتبر قوية بالنظر لقلة عدد المرضى المشمولين فيها، رغم شيوع أنباء عن تجارب ناجحة للكلوروكوين في الصين.
لا يوجد دليل كاف
وذكر أنتوني فوتشي رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة أن العلماء يقولون إنه ” لا يوجد دليل كاف” على فعالية الدواء، في غياب تجارب سريرية خاضعة للسيطرة.
لكن في ظل غياب خيارات أخرى، قررت ولاية نيويورك التي أصبحت بؤرة عالمية للوباء، الحصول على 70 ألف جرعة من هيدروكسي كلوروكوين و 750 ألف جرعة من الكلوروكين، بالإضافة إلى أزيثروميسين (يسمى أيضا زيثروماكس).
وقال حاكم نيويورك إن ولايته “ستبدأ التجارب يوم الثلاثاء (..) هناك أساس جيد للاعتقاد أن الدواء يعمل. لقد أمر الرئيس هيئة الغذاء والدواء بالتحرك، فتحركت”.
ولا ينبغي لأحد أن يأخذ الكلوروكين دون وصفة طبية، لأنه قد يؤثر على ضربات القلب.
فافيبيرافير “Favipiravir”
زعمت التقارير الإخبارية الأسبوع الماضي أن المسؤولين الصينيين وصفوا هذا الدواء المضاد للفيروسات المصنوع في اليابان، بأنه “فعال بشكل واضح”.
جربه أطباء في مقاطعة خوبي الصينية بؤرة المرض في مجموعة من 120 مصابا بكورونا. مجموعة أخرى مماثلة منحوها يوميفينوفير “umifenovir” (الاسم التجاري أربيدول) وهو مضاد حيوي يستخدم في روسيا.
لاحظ الأطباء أن الحمى والسعال اختفيا أسرع في المجموعة التي تناولت فافيبيرافير، لكن عددا مماثلا من المجموعتين اضطر إلى الخضوع لعمليات تنفس صناعي جراء معاناتهم من التهاب رئوي.
الأطباء فضلوا فافيبيرافير على أربيدول
يمنع فافيبيرافير، المعروف تجاريا في اليابان باسم “Avigan”، الفيروسات من نسخ مادتها الوراثية وقد تم اكتشافه أثناء البحث عن أدوية لعلاج الأنفلونزا.
لوبينافير “Lopinavir” وريتونافير “Ritonavir”
اضطر الأطباء إلى استخدام هذين الدواءين المخصصين لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة “الإيدز”، أملا في تحقيق نجاح سريع للقضاء على كورونا.
شملت الدراسة التي أجريت عشوائيا في يناير بالصين 199 شخصا، أعطي بعضهم لوبينافير والبعض الآخر ريتونافير، مرتين في اليوم لمدة أسبوعين، فيما تلقت مجموعة أخرى (مجموعة القياس) رعاية طبية عادية.
للأسف النتائج لم تكن ذات فائدة، بعد وفاة 20 في المئة من المرضى.
أثبت فعالية في علاج متلازمة الشرق الأوسط التنفسية
رغم ذلك يحاول باحثون في الولايات المتحدة معرفة ما إذا كان مزيج بين الدوائين المعروف باسم “كاليترا”، يحقق نتائج، خصوصا للمرضى الذين يعانون من أعراض أقل حدة.
الدواء الرئيسي هنا هو لوبينافير، وقد أثبت فعالية في علاج متلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس” التي ظهرت في السعودية عام 2012، من خلال تعطيل عمل إنزيم مهم للفيروس يسمى بروتييز.
ويعمل عقار ريتونافير على زيادة انتشار الدواء الأول في الجسم.
صحيفة المرصد