أيُها الوزير لا تُغَرِّدْ
راجت في الآونة الأخيرة تغريدات غريبة ومثيرة للرأي العام, عبر عدد من الحسابات التابعة لرموز الحكومة
الانتقالية وبعض قيادات الحراك والكفاح المسلح, و أعقبتها بيانات تصحيحية و إعلانات توضيحية من أصحاب الحسابات التويترية والفيسبوكية الأصلية, داحضين تلك التغريدات المغرضة والصادرة من حسابات مزورة ومفبركة على حد وصفهم, هنالك اتهامات من ناشطين داعمين لخط الثورة
الديسمبرية المجيدة, موجهة لما يسمى كتائب الجهاد اللالكتروني الدائنة بالولاء للعهد البائد, ودورها في خلق هذه الجلبة التي جلبتها هذه التغريدات النابعة من الحسابات الغير حقيقية.
أمن المعلومات وبرمجيات الحماية الالكترونية يجب أن تكون من أولى اهتمامات هذه الحكومة, التي جاءت
كنتاج تلقائي لانتخاب ثوري وطبيعي لعصارة مهجة الروح السودانية المشبعة بالتضحيات, ومن ضمن الحملات التفكيكية التي من الأوجب على حكومة الثورة القيام بها, هو التفكيك التمكيني الذي شل حركة ونشاط مؤسسات الاتصالات, من شاكلة زين وسوداني وأريبا وغيرها, فهذه التلاعبات
في حسابات الوزراء و رئيسهم الكبير ما كان لها أن تحدث في عهد و زمان حكومة الدكتاتور البائدة, و لقد شهدنا في ذلك العهد سرعة ضبط وإحضار المغرد الذي ينشر المعلومات الحقيقية والمناوئة للنظام, وجاهزية السلطات لمحاكمته عبر نيابة جرائم المعلوماتية.
عالم اليوم تقوده تقنية الخدمات الألكترونية, وهي تقنية متوفرة كبنية تحتية لدى الدولة السودانية,
ولقد وضع البائدون السودان على قمة دول المنطقة في مجال تكنلوجيا الاتصالات والأقمار الصناعية, هذه حقيقة غير قابلة للابتزاز لأن الدولة ملك للجميع ولا فضل لأحد على آخر في خدمتها, فهل ما زالت كوادرهم العميقة مسيطرة على صناعة العصر هذه؟, إذا كانت الإجابة بنعم فالمصيبة
أكبر, وإن كانت بلا فلدينا سؤال واحد ومشروع : لماذا يكتفي الوزراء بمجرد نفي الخبر الذي جاءت به التغريدات الوهمية؟, لماذا لا يقومون برفع دعاوى لنيابة جرائم المعلوماتية التي بدورها تخاطب رؤساء مؤسسات الاتصالات لتزويدها بالبيانات المطلوبة عن الأجهزة اللوحية أو
الأندرويد الصادرة منها التغريدات؟.
حكومة الانتقال في كل يوم يمر علينا تظهر ضعفاً واضحاً في مقدرتها على صون وحفظ سيادة الحكم الانتقالي
الثوري, الذي جاء كنتيجة طبيعية لثورة كافة الشعوب السودانية ضد نظام البطش والعدوان, لقد شهدنا في هذه الفترة الانتقالية أنواع من السفه و قلة الحياء من بعض الذين كانوا صامتين إبان قبضة الدكتاتور الماكرة على مقدرات البلاد, فسمعناهم اليوم يصفون أحد أعضاء المجلس
السيادي بالجهل و الرعونة عبر منابر المساجد في إحدى صلوات الجمعة المباركة, ثم يرد العضو السيادي بمقال تبريري و تفسيري مدافعاً و منافحاً عن نفسه.
وما زال الرجل الثاني في المجلس السيادي تتعرض حساباته الالكترونية لخروقات أمنية, و تتداول عنه تغريدات تشهيرية ظاهرها حب الوطن وباطنها البغض العرقي والإقصاء الجهوي, فهل كان يجروء واحد من هؤلاء على التعرض لبكري حسن صالح إلكترونياً بعشر معشار ما وصموا به رجل المرحلة؟, السيادة الوطنية يا حكومة الانتقال لا تعني الرضوخ للذل والهوان ومجاراة السابلة, نظفوا مؤسسات الاتصالات من المهندسين التقنيين المؤدلجين, و وظفوا أولئك الخبراء الشرفاء الذين لفظتهم ذات مؤسسة الحكم البائد, وجندوهم ثواراً أحرارً لكي يكملوا المشوار, وليقوموا بأمر الأمن المعلوماتي, وهم كثر, إذا استشرتمونا لأشرنا لكم.
السودان ما بعد رحيل الدكتاتور ما زال يعاني مضاعفات الصعقات الكهربائية الديسمبرية والإبريلية القاسية و الصادمة, التي ساعدت على تنشيط قلب رجل افريقيا المريض وجعلته ينبض وينهض من جديد, وما زال هذا الرجل المريض يتداوى من جراح وآلام الجرعات الكيماوية المؤلمة التي أقتلعت خلايا سرطان الطغيان من بين أوردته وشرايينه الحيّة, فعلى منظومة الانتقال أن تشرف على عملية
استكمال استشفاء هذا المريض الذي ظل ملازماً للفراش الأبيض ثلاثون عاماً حسوما, و لكي يكتمل هذا الشفاء والأستشفاء المرتجى لابد من القيام بعمليات التطهير اليومية للطفيليات التي ما زالت عالقة بجسده النحيل.
إسماعيل عبد الله
الراكوبة
الواحد لو جاهو امساك اقول العهد البائد والدولة العميقة والكيان وشنو ما عارف …ياخي خليك موضوعي وشوفوا معليش الناس والهموم والأمراض التي تنهك في جسد الأمة المنتهية ..نحن نبقي الزمن كلو في المناوشات والكلام الفارغ ..قيل ما طال جدال بين طرفين والا كان الطرفين علي خطأ..ركزوا في يهم البلد والا انكشحوا كيزان علي قحتان شوفوا ليكن شغلة غير الكنكشة الفارغة