تحقيقات وتقارير

صديق رمضان وجها لوجه مع قوش في القاهرة (1)

*رغم ان عدد مقدر من الاصدقاء والزملاء طالبوني خواتيم العام الماضي تدوين انطباعاتي الشخصية عن اللقاء الذي جمعني بمدير جهاز الامن والمخابرات الاسبق الفريق اول صلاح قوش بالعاصمة المصرية القاهرة،غير انني اعتذرت وكنت ارتكز علي عدد من المبررات منها ان جزء كبير من التفاصيل اوردتها في صحيفة الانتباهة،بالاضافة الي انني نظرت الي الامر من زاوية انه نوع من النرجسية اوالبحث عن الشهرة.

*ولكن ولان مياه كثيرة جرت تحت الجسر خلال الاشهر الماضية تراجعت عن وجهة نظري الاولي،ورأيت ان اكتب للتاريخ تفاصيل وقائع واحداث لقاء كان من الممكن ان يكون عاديا بين مسؤول وصحفي ،بيد انه جاء في ظروف استثنائية اضفت عليه شئيا من الاهمية التي نبعت من واقع شخصية المهندس صلاح عبدالله الذي شئنا ام ابينا ،اتفقنا او اختلفنا يظل من القادة الذين كان لهم تأثير كبير في السودان خلال العقدين الاخيرين،وذات اللقاء اعود الي تفاصيله مجددا لصلته الوثيقة بالواقع الذي نشهده.

*وهنا لابد من التأكيد علي ان اللقاء صنعته الصدفة المحضه وذلك حتي لا ادعي بطولات زائفه بانني خططت لهذا الامر،وقصته تعود الي تواصلي قبل سفري الي مصر مع رئيس حزب الاسود الحرة الدكتور مبروك مبارك سليم الذي تجمعني به علاقة من الود والاحترام والصداقة ومشاطرة هموم الهامش واخبرني بسفره الي شمال الوادي في ذات الشهر.

*بعد وصوله الي القاهرة التي سبقته اليها لظروف خاصة تواصلنا فكانت الصدفة الغريبة انه يقطن في شقة يمتلكها تقع ببرج سكني انيق بشارع اسراء المعلمين بمدينة المهندسين فيما اتخذت شقة بذات المنطقة في شارع الحسيني،فسجلت اليه زيارة في مسكنه وبعد ان تجاذبنا اطراف الحديث حول مواضيع مختلفة ذات صلة بالشأن السياسي في البلاد اخبرني ان صلاح قوش سيسجل اليه زيارة بعد ثلاثة ايام وطالبني بالحضور للتعرف عليه.

*عقب عودتي الي مقر سكني اخبرت زوجتي وهي صحفية بالتفاصيل ،فسألتني وهل ستذهب لمقابلته ،قلت لها علي الصعيد الشخصي تضررت اسرتي كثيرا من نظام الاسلاميين فابن اختي احد شهداء انتفاضية سبتمبر 2013 الشاب “معتصم وارغو ” ،واخي الاكبر كان ابرز ضحايا سئ الذكر الصالح العام ،ومضيت في حديثي معها واشرت الي انني ادرك جيدا ثمن الجلوس مع رجل مثير للجدل مثل قوش فربما يضعني امام سهام الكثيرين وقد يتهمني البعض بالانتماء الي جهاز الامن .

*غير انني أكدت لها ان ممارستي لمهنة الصحافة لخمس عشر عاما اكسبتني الكثير من المهارات ابرزها الفصل بين الخاص والعام وعدم الجمع بين الاراء الشخصية والمهنية وان تظل حبال الوصل ممدة بيني وكافة الاطياف السياسية،واكدت لها ان جلوسي الي رجل مثل قوش ورغم انه في قفص اتهام ارتكاب فظائع انسانية حينما كان مديرا لجهاز الامن الا انه يمكنني من معرفة اتجاهات تفكيره وقراءة رؤيته للاوضاع في البلاد عقب الاطاحة بالبشير بعد ثورة شعبية ازهلت حتي العالم المتحضر بسلميتها واصرار ثوارها علي بلوغ غايتهم وتضحياتهم الجسيمة من اجل رؤية حلمهم يتحول الي واقع .

*في الموعد المحدد وكان منتصف النهار توجهت صوب شقة الدكتور مبروك وعند وصولي وجدت صديقي مصلح نصار وهو من ابرز الناشطين السياسيين بولاية نهر النيل تجاذبنا اطراف الحديث ومنه علمت ان قوش في لقاء مغلق مع مبروك باحدي غرف الشقة ،وبعد مرور نصف ساعة من الاحاديث التي انصبت على الشأن السوداني تم استدعاء الاخ مصلح للالتقاء بقوش وبعد وقت ليس بالطويل عاد نصار الي ذات الغرف التي كنا نجلس فيها مع مجموعة من الشباب.

*وبعد مرور دقائق معدودة طلب مني مبروك الحضور الي الغرفة التي تجمعه بصلاح قوش ،ورغم ان المسافة الفاصلة بين الغرفتين لاتتجاوز العشرة امتار الا ان تفكيري ذهب الي اتجاهات متعددة لجهة انني في طريقي الي الالتقاء برجل مثير للجدل بكل ماتحمل هذه الجملة من معان ،فهو في نظر اخوانه الاسلاميين خائن غدر بهم،فيما يعتقد البعض انه انحاز في توقيت حساس من عمر البلاد الي المنطق والحقيقة،وتيار ثالث ينظر اليه بوصفه مجرما ارتكب جهاز الامن في عهد الكثير من الانتهاكات الانسانية وينفي منسوبي هذا التيار ان تكون له ادوار في الثورة،ورأي رابع يعتقد بان الرجل بوقوفه مع الثوار ابعد السودان من جريان انهر الدماء ووفر هبوطا ناعما للاسلاميين باعد بينهم والغضب الشعبي.

نواااااااصل باذن الله.

الخرطوم: (صحيفة الوطن)

تعليق واحد

  1. من أي جامعة نال مبروك مبارك درجة الدكتوراة وفي أي مدارس سودانية درس المهرب الكبير؟