تحقيقات وتقارير

الجيش (الأبيض) لليوم (الأسود)


لا أحد يزايد على دور الأطباء في بلادي ، ولا ينكر تضحياتهم العظيمة إلا جاهل لذلك من الطبيعي أن تتفاعل جميع قطاعات المجتمعي ببعدها الرسمي والشعبي مع كل العاملين في الحقل الطبي وتقف سندا لهم حتى يتمكنوا من أداء واجبهم الإنساني بالشكل الأمثل والذي يعني إنقاذ حياة الملايين من جميع المخاطر الصحية.

لقد ظل الأطباء في السودان ورفاقهم في الحقل الطبي يعملون في ظروف بالغة السوء ولا يكفي راتب بعضهم لمواجهة وجبة الإفطار والمواصلات بالإضافة إلى افتقاد بعض المرافق الصحية لأبسط المقومات التي يحتاجها الطبيب للقيام بواجبه وهنا نشير إلى أن الطبيب غير مسؤول عن توفير تلك الاحتياجات لأن مهمة فنية بينما هناك جهات إدارية مطالبة بأن تقوم بذلك ولا نعني أن تلك الجهات لا تلتزم بهذا الواجب لأننا ندرك أن المهمة تقع على عاتق الدولة ممثلة في وزارة الصحة ..

المطلوب مساعدة الأطباء
المطلوب في مثل هذه الظروف العصيبة التي تواجه كل العالم أن نتحد جميعا لمساعدة الأطباء وذلك بأن نلتزم بالإرشادات الصحية كما يجب أن يكون المواطن واعيا بخطورة جائحة كورونا وعليه فإن الشخص الذي يذهب إلى أي مستشفى بغرض العلاج من أي مرض فإنه أخلاقيا مطالب بعدم إخفاء أي معلومة خاصة إذا كان يشعر بأي أعراض ربما تشير لإصابته بفيروس كورونا لأن إخفاء معلومة مثل مخالطته لشخص قادم من دولة موبوئة بالمرض يعني تسببه في إصابة كل الأطباء والمرضى بذلك المستشفى واذا لم يسن قانون يحاسب هؤلاء فإن ضمائرهم يجب أن تكون محاكم عادلة ،كما أن المولى عز وجل يغضبه أن يهدد أي شخص (جاهل أو متجاهل) لعباده من الناس.
وعلى كل شخص يخفي معلومات من تلك الشاكله أن يعلم بأن ذلك السلوك المتخلف وغير الإنساني ربما يكون سببا في وفاة عدد كبير من الأبرياء وعلى رأسهم هؤلاء الأطباء الذين اجتهدوا وسهروا الليالي حتى يتفوقوا ويدرسوا الطب من أجل أن يكون ملائكة رحمة سخرهم المولى عز وجل لكي يهتموا بصحتنا وسلامتنا وعافيتنا.

تنقطع اليد التي تمتد لضرب طبيب
الدولة مطالبة اليوم قبل الغد بإصدار قوانين رادعة تضع حدا لأي تطاول على ملائكة الرحمة لأن الأمم المتحضرة لا تعتدي على الأطباء ولا أي موظف عام …

الاعتداء بالضرب أو التجريح اللفظي سلوك مرفوض تماما ويجب أن يقابل بكل حسم وهنا يجب الإشادة بما جاء في خطاب السيد الفريق أول حميدتي النائب لمجلس السيادة الانتقالي والذي أشاد فيه بالأطباء مؤكدا دعمهم والوقوف خلفهم لأنهم يعملون في ظروف بالغة التعقيد ونحن إذ نشيد بحديث السيد حميدتي فإننا نطالب الدولة بأن تكون حاسمة جدا في التعامل مع كل من تسول له نفسه التعرض للأطباء بالضرب أو أي تصرف يؤثر عليهم نفسيا ومعنويا وهم يخاطر ون بحياتهم من أجل إنقاذ حياتنا ….

تقرير : الزبير سعيد
صحيفة السوداني