رأي ومقالات

المهدي والطريق الثالث


لو افترضنا (جدلا) ان حديث البعض ان الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامة قد كبر في السن ولم يعد يصلح للعمل الساسي والتنفيذي في السودان (صحيحا) رغم تحفظي علي هذا النوع من محاولة اغتيال الشخصية الذي يجيده البعض فالمهدي ليس اسن من الرئيس الحالي للولايات المتحدة ترامب ولا اكبر من مرشحي الحزب الديمقراطي الامريكي للرئاسة ومنهم جو بايدن (نائب الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية أوباما ) ولكن لو افترضنا جدلا ان هذا القول صحيح فهل لرجل في مقام الامام وتجربته الطويلة في ا لعمل السياسي ان يظل يتفرج علي حزبه ووطنه من غير ان يحسب لحاضر ومستقبل البلاد والعباد والعمل السياسي حسابه ؟ . وهل عندما قام الامام (حفظه الله) بدعم الثورة واحداث التغيير كان شابا في الثلاثين من عمره ام انه ذات الرجل الذي ظل يقدم خبرته وتجربته ونصحه خدمة لوطنه وبلاده وقد تمثل ذلك الجهد في تاييده لحكومة الفترة الانتقالية برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك( من خلال وجودحزب الامة ضمن قوي اعلان الحرية والتغيير) الي ان اتخذت الامانة العامة لحزب الامة قرار تجميد عضوية الحزب في مركزية قوي اعلان الحرية والتغيير مؤخرا . والسبب في قرار تجميد العضوية وعدم العدول عنه ان المهدي شعر بانه ظل يعطي حلفاءه في الحرية والتغيير شيكا علي بياض (طول الوقت) ويترك لهم الحبل علي الغارب من غير ان يدركوا ابسط ابحديات التعامل السياسي والتسامح الذي تقتضيه ممارسة حقه تجاه جماهيره من خلال منصتة السياسية ( حز الامة القومي ) فان تحدث عن ضرورة احترام المكون العسكري في الحكومة الانتقالية اتهموه بموالاة العسكر والسعي للتغيير عبر الهبوط الناعم وليس عبر الثورة الراديكالية الجارفة التي يريدونها ان تفعل الافاعيل بخصومهم السياسيين. والامام اكثر الماما بالتغيير وقيام اللجنة الامنية الَمناط بها حماية البشير بالتصدي لراس النظام واعتقاله دعما للثورة . واذا تحدث الامام عن إمكانية اجراء انتخابات مبكرة لتحقيق الاستقرار السياسي استنكر حلفاءه في الحرية والتغيير ذلك دون ان يقدموا البديل الوطني والديمقراطي المناسب. وفي غياب التشاور والتحاور والتفاهم اختار حزب الامة بقيادة الامام الصادق المهدي طريقا ثالثا في هذه المرحلة التاريخية والَمفصلية من تاريخ السودان و هذا الطريق من الممكن ان يوحد حزب الامة من جديد وما الغزل السياسي بين الامام وابن عمه مبارك الفاضل رئيس حزب الامة الا ثمرة من ثمار هذا الطريق و قد يتاثر الحزب الاتحادي الديمقراطي ايجابا بحالة حزب الامة وتعود تياراته لبعضها البعض كما هو مطروح من قبل الدكتور صديق الهندي القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي .
ثانيا : موقف حزب الامة يمكن ان يؤدي لتصحيح مسارالفترة الانتقالية وتحقيق التحول الديمقراطي المنشود عبر انتخابات حرة ونزيهة بعد او صار طرح الانتخابات كخيار ديمقراطي ممكنا في ظل موقف الامام وحزبه بشئ من تعاطي الامر مع مكونات الفترة الانتقالية الاخري ورسالة الفريق اول البرهان القائد العام للقوات المسلحة بانه لا يتطلع لاي منصب فقط يريد ان يسلم الراية لمن يجعله يطمئن على مستقبل السودان خير دليل علي ما ذهبنا اليه .
ثالثا : من ثمار موقف حزب الامة الاخير ان اطروحته الواضحة حول البعثة الاممية والقائمة علي الترحيب بدعم الامم المتحدة للسودان في مجال السلام والنازحين والاجئيين وسلام جوبا والترحيب بدور الامم المتحدة في ابيي مع رفض حزب الامة لاي دور للامم المتحدة في وضع دستور للسودان او إجراء تعداد سكاني او اجراء انتخابات في السودان وهي أطروحة مغايرة للطلب الذي تقدم به الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء بان تكون للبعثة الاممية ولاية علي كامل التراب السوداني وتحت الفصل السادس. وهذا الموقف يتسق مع تصريحات الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي بان البعثة الامية القادمة للسودان لا تضم عسكريين وان اليونميد عليها ان تكمل اجراءات خروجها من دارفور وتترك مهمة تأمين الإقليم للحكومة السودانية وذلك حسب الرسالة الثانية للسيد رئيس الوزراء للامين العام للمتحدة والتي يبدو انها قد اتت اكلها .
وهذا الموقف يعد نزعا لفتيل الأزمة التي يمكن ان تحدث داخل السودان اذا وصلت قوات اممية للسودان تحت الفصل السادس وبقاء اليونميد في دارفور في ظل حالة الرفض الشعبي الواسع للبعثة الاممية والذي كان يمكن ان ينفجر لولا الحظر الصحي والجائحة الوبائية. ولحزب الامة ان يرسم مستقبله السياسي وتحلفاته ولكنه بهذه المواقف قد ثبت اركان الدولة السودانية من الانزلاق ومنع فايروس التشفي وانتهاك القانون المتمثل في لجنة ازالة التمكين من التمدد بذات برتكول مكافحة كورونا وهو تباعد الامة عن قحت وعدم التواصل مع المؤتمر الوطني في هذه المرحلة. وعلي سفينة الطريق الثالث التي درج الامام الابحار بها وفي راي انه سوف يبلغ الشاطي وينزل علي البر هذه المرة بسلام للسودان.

د. حسن محمد صالح