مقالات متنوعة

الأدبيات السياسية المفقودة


ضد الانكسار
الاستاذة الفاضلة/امل تبيدي
السلام عليكم ورحمة الله…
أثناء تنقلي اليومي بين المقالات المنشورة بالمواقع الإلكترونية قرأت مقالك اليوم الذي كتبت فيه انك تحلمين بقيم جميلة مثل الأدبيات السياسية الرفيعة والرقابة الذاتية والمحاسبة وتحسرتي علي غيابها.
في رأيي ان كل ذلك مرده الي اننا نفتقد الي خلق مهم هو خلاصة الأخلاق وأعني به (التواضع) فهو عكس (الكِبَر) الذي يمثل اصل كل الشرور والفساد الاخلاقي نفتقده في تعاملنا اليومي نفتقده في ساستنا وكبار المسئولين وغالبية الموظفين ….نحتاج ان نغرس شتلة التواضع من الان ونتعهدها حتي تثمر في اجيال قادمة لأن الكبر قد استشري في انساننا السوداني الحالي….
صحيح اننا نجد الاشادة والمدح من الاخرين وان السوداني صادق وامين وشجاع ومحترم وغير ذلك وهو أمر ظللنا نخادع به انفسنا لكن الحقيقة التي نتغافل عنها هي اننا غالبا مانسقط في امتحان التواضع وهو امتحان في حال السقوط فيه لا مجال غير ان يكون (الكِبر) هو الصفة التي قادتنا الي الفشل وبالتالي تتبعه كثير من الصفات. فالتواضع يحملك علي الصدق واحترام الذات واحترام الآخر وحفظ الحقوق وضبط النفس ومراعاة احاسيس الاخرين حتي اذا وصلت الي ذروة المحك (تعارض حقك الدنيوي مع حق الاخرين )تنازلت عن حقك بطيب خاطر دون ان يرمش لك جفن ولكن يخفق لك قلب بالطمأنينة. وبذات القدر فإن الكبر يدفعك الي غمط حقوق الآخرين والكذب والافتراء بل ويمتد الي التعدي علي الاخرين لفظيا او جسديا وتعمد جرح أحاسيسهم . ان الأخلاق الحقة ليست هي التي تظهر في الاحوال الطبيعية واللحظات الهادئة والوادعة من حياتنا بل تظهر في لحظات الشدة والغضب والاستفزاز و فتنة المادة والمنصب وغيرها ..

والتواضع ينشأ عليه الإنسان في بيته ثم يمارسه في مجتمعاته ولأنه خلق أصيل وجميل يمكنه أن ينتشر لأنه غالبا مايجبر الاخر علي اخذ خط رجعة ومراجعة نفسه…لا أخلاق لمن لا يعرف التواضع …لا نحلم بالمدينة الفاضلة لكن نتمني ان تكون الأخلاق(أعني بها التواضع تحديدا) هي الأغلبية والسمة المنتشرة حقيقة وليس ادعاءاً في سوداننا الحبيب .
دمتي في حفظ الله
ابو مهند
&رسائل القراء لا اتجاهلها كما يتهمني البعض ووعدت أن تكون لهم مساحات وشاكرة للناقد من أجل البناء وأيضا للنقاد من أجل الهدم الأول يجعلني أصلح مساري و الثاني يقوي ارادتي
&معظم الناس يفضلون ان يقتلهم المدح عن ان ينقذهم النقد.
نورمان فنسنت بيل
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
امل أحمد تبيدي

الراكوبة


تعليق واحد

  1. عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يثني على رجل ويطريه في المدحة فقال: «أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل» (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ). (الإطراء): البالغة في المدح. وعن أبي بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فأثنى عليه رجل خيراً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ويحك! قطعت عنق صاحبك..» -يقوله مراراً- «إن كان أحدكم مادحاً لا محالة فليقل: أحسب كذا وكذا إن كان يُرى أنه كذلك، وحسيبه اللَّه ولا يزكى على اللَّه أحد» (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

    ده احسن من نورمان فنسنت بيل

    شكرا