مقالات متنوعة

عفوا سعادة الفريق كباشي


قواتنا النظامية عزيزة على أي مواطن سوداني وهذا أمر لا ينكره إلا مكابر، ولكنه افتقدها سنوات طويلة نتيجة ماحدث لها في عهد النظام المخلوع الذي مكن فيها كوادره الفاسدين وغير المؤهلين واقحمها في الشأن السياسي بشكل سافر، وهذا اثر على اداؤها واضعفها واثر على مكانتها وهذا امر لا ينكره إلا انسان غير صادق.

أغلب هذا الشعب يريد من القوات النظامية ترك ما لا يعنيها والاهتمام بما يعنيها، ويريد ان يكون لديه قوات نظامية رفيعة المستوى تحمي الدولة والسلطة المدنية حتى ينعم ببلد سوى وليس مختل كما هو الآن، وليس هناك خلاف على دورها العظيم في الدولة التي لا يمكن ان تكون دولة من غير قوات نظامية ، ولذلك لا مجال للتشطيك في ان هناك سوداني يكره للقوات النظامية أن تكون قوية أو يسعى لاضعافها.

اول امس تداول الناس فديو لعضو المجلس السيادي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، يتحدث عن مخطط يعمل على إضعاف جميع القوات النظامية وعدم احترام منسوبيها، وقال أنهم لن يسمحوا بعد الآن بإهانة اي من أفراد القوات النظامية، لانها شريكة بنص الوثيقة الدستورية في الحكومة الحالية وان الذين يقولون يجب أن ترجع ثكناتها لن يبقوا في الحكم ساعة واحدة أن هي رجعت، و وأن من يريد أن يحكم دون القوات النظامية اليوم او بعد مائة عام فهو كاذب.

حقيقية ما ذهب إليه السيد كباش كذب وافتراء ، فليس هناك أحد يرغب في اضعاف القوات النظامية حتى الذين-(يطاعنهم سيادته بالكلام) ، مع ان عودة القوات النظامية إلى ثكناته هو مطلب كل الشعب وهدف من أهداف الثورة، وفي الحقيقة حديثه هذا تحريض واضح ضد الحكم المدني ، والحق يقال الشعب كله و يحلم بان يكون للسودان قوات نظامية (تهز وترز)مثل جيش الولايات المتحدة أو روسيا، والمطالبة بعودتها إلى ثكناتها هو بداية الطريق الصحيح، لأن ذلك يعني خروجها من مستنقع السياسة الذي ارهقها وشغلها عن واجباتها الأساسية.

السيد كباشي بحديثه هذا يجرم الشعب كله وهو يعلم حقيقية القوات النظامية التي أصبحت(مشلهتة)، بين واجبها وواجب غيرها الذي تتشبث به ، فهي تاريخيا فشلت في ان تلعب دورا سياسيا ناجحا، وفشلت في القيام بواجبها بكفاءة عالية ،فالحكمة تقول (صاحب بالين كضاب وركاب سرحين وقيع) ورغم كل هذا الشعب يعتبرها المؤسسة الأمينة عليه وعلى وطنه ويرتمي في حضنها رغم الجفوة التي تقابله بها ،فهو يراها كبير الوطن وما مرت به يفترض أنها ظروف ويجب أن تمر وتتجاوزها الآن بالعودة إلى ثكناتها.

من يفهم مطالبة الناس بعودة القوات النظامية إلى ثكناتها بأنها محاولة لاضعاففها فهو بلا شك انسان غير صادق، وحقيقة ما قاله السيد كباشي كلام غير مسؤول تماما ولا يمكن تصديقه، فالجميع يدرك ان القوات النظامية ضرورية لأية بلد ولها واجبات لا يمكن لأية جهة القيام به ولا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، ولا اعتقد هناك شخص يمكن ان يفكر في اضعافها مهما بلغ به الجنون أو الغباء والجهل .

عموما نقول للسيد كباشي عفوا حديثك يؤكد عمق المأساة التي تعيشها القوات النظامية، فإذا كان من في قمتها يفكرون بهذه الطريقة، فلابد أن يزداد الشعب اصرار على عودتها إلى ثكناتها حتى تتمكن من اعادة النظر الى نفسها لتكتشف ما لها وعليها، ومكانتها عند الشعب تظل محفوظة.

اسماء محمد جمعة

الراكوبة


تعليق واحد

  1. عفوا لولا القوات المسلحة ما كان حصل التغير.. حقيقة لا ينكرها الا في قلبه نية في اضعاف الجيش والقوات النظامية.

    السودان ليس في حاجة للديمقراطية الزائفة. من الاحزاب العدمية والصفرية.
    انظر ما يحدث الآن هل نحن في ديمقراطية حقا. ولا ديمقراطية ناس وناس لا..
    لا نغش انفسنا..انتهي..