رأي ومقالات

رشان: ينطبق عليه المثل القائل: “تلمهم هبوب وتفرقهم مطرة”

خدمة فخيمة ، قدمتها بعض القوى السياسية لشبح الدولة العميقة الذي طالما هيأته للجماهير ، كمتآمر اساسي ضد الثورة ويسعى لاستعادة حكم زال بفعل الشارع السوداني ،خدمة ستسهل على خصوم الثورة والفترة الإنتقالية المضي قدما لتحقيق أمنياتهم وأشواقهم مرة اخرى، وهي إنقسام تجمع المهنيين الذي اتضح في المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل ساعات.

من البؤس بمكان ، والجهل بحقيقة الاوضاع وحساسية المرحلة، أن نقلت بعض القوى السياسية صراعاتها التاريخية ، والايدولوجية، ومعركة بسط الهيمنة و(تكبير الكوم) ، الى مسرح قيادة الثورة الجماهيرية ، وأيقونتها الحية “تجمع المهنيين السودانيين” ، اعادت تلك الاحداث ذات سيناريو الستينيات المتجسد في خيبة “جبهة الهيئات” ، والخذلان العظيم الذي أعقبه إنقلاب نميري .

منذ توقيع الوثيقة الدستورية ، وعندما بدأت المياه الراكدة تتحرك داخل قيادة التجمع ، تأكد العسكريون انهم امام خصم ضعيف ، متشظي ، ينطبق عليه المثل القائل :”تلمهم هبوب وتفرقهم مطرة” ، لذلك لم يجتهدوا كثيرا في ادارة الصراع ،فخصمهم يتهاوى كل يوم امام ناظريهم.

إن إستمرت القوى السياسية في مراهقتها هذه ، ستستيقظ قريبا على صوت المارشات العسكرية والشارع يهتف “تسقط ثالث”.
تعقلوا.

رشان أوشي