سياسية

موعد جديد تضربه سكرتارية تجمع المهنيين المنتخبة..فما مستقبل الجسم الذي لعب دوراً كبيراً في سقوط النظام


في العملية المختلف حولها للحديث حول مآلات الوضع ومستقبل الجسم الذي لعب دوراً كبيراً في سقوط النظام فبأي لغة سيكون الحديث؟ اعلن تجمع المهنيين السودانيين عن مؤتمر صحفي يوم الجمعة بمقره بالخرطوم في وقت طرح فيه البعض تساؤلا يحتوي على درجة من السخرية (التجمع جناح منو؟) وهو السؤال الذي يكتسب موضوعيته مما حدث الاسبوع الفائت حين عقدت مجموعة من مكونات التجمع مؤتمراً صحفياً شارك فيه كل من طه عثمان ومولانا إسماعيل التاج ومحمد ناجي الاصم اتهموا من خلاله مجموعة السكرتارية الجديدة بتنفيذ مشروع هدفه اختطاف التجمع لصالح منظومة حزبية معلنين مقاومتهم لهذه الخطوة بينما وصفت مجموعة السكرتارية خطوتهم بالانتحارية والتي ستكون من نتائجها أن يتخلص التجمع من الثقل الذي يجذبه إلى الوراء ويساهم في تحقيق أهداف الثورة وأعلنت في بيانها دعما منقطع النظير للحكومة الانتقالية. 1 حسناً.. وباستثناء البيان المنشور في الصفحة الرسمية للتجمع رفضت السكرتارية المنتخبة وأعضاؤها الحديث للإعلام في وقت انخرطت فيه في اجتماعات متوالية وبررت الرفض بحسب الناطق باسم التجمع حسن فاروق بأن الموقف سيعلن من خلال مؤتمر صحفي أو من خلال المنصات الرسمية للتجمع وعلى رأسها صفحته علي الفيسبوك. المفارقة أن جدلاً دار حول الصفحة نفسها وتساؤلات حول من الذي يملك رقم الدخول إليها باعتبارات النشاط الدؤوب لممثلي لجنة الاطباء أحد الاجسام التي أعلنت رفضها لنتيجة الانتخابات الأخيرة وما يمكن ان يترتب عليها في وقت طرحت فيه المجموعة خيار أن يتم تكوين مجلس تنسيقي للتجمع يعبر به من المنطقة الحرجة التي يعيشها الآن بسبب ما يعتبره كثيرون مدخلاً لانشقاق في بنية الجسم الذي ساهم بشكل كبير في إنجاز الثورة. 2 في وقت سابق أعلن رئيس حزب المؤتمر السوداني عن تقدمهم بمبادرة تستهدف بشكل أساسي الحفاظ علي تماسكه بما لا يؤثر على الأداء العام لحكومة الثورة ومكوناتها وهو اتجاه يتواءم واتجاهات أخرى في ذات سبيل قطع الطريق على الانقسام مقروناً ذلك ببيانات لجان المقاومة المنتقدة للخطوة والتي اعتبرتها تجاوزا حتى لقيم الثورة وتجعل من الجسم مجرد متهافت على الظفر بمقاعد تحقق مصالح افراد علي حساب مسؤوليته التاريخية في الحفاظ على مكتسباتها وبالطبع استجابة مكوناته لعملية الاستقطاب السياسي الحزبي مما يقلل من تأثيره على المشهد وفقده لدرجة الاحترام علي مستوى الشارع الذي يمكن بسهولة أن يتجاوزه وهو ما يتطلب منه إعادة النظر في سلوكه. 3 مستخدماً عبارته الأشهر من خلال صفحته بالفيسبوك يكتب عضو سكرتارية التجمع المنتخب ممثل شبكة الصحفيين والناطق الرسمي باسمه (الثورة لسة نية لم تسقط بعد الحل في البل وتسقط تالت) يقول حسن فاروق ورط الأصم مجموعته وحزبه وجسمه ( لجنة الأطباء المركزية) في انتخابات تجمع المهنيين السودانيين أثناء محاولته القفز من مركب المحاسبة على التجاوزات التي ارتكبها أو التي كان شريكا فيها ومدافعا عنها، والتي أبعدت التجمع من الشارع ومطالب الثورة ورماه مع المجموعة في أحضان الحرية والتغيير. وتحول التجمع من قائد إلى تابع ينفذ أجندة الهبوط الناعم في الحرية والتغيير. وبحسب صحيفة اليوم التالي، ورط الأصم المجموعة التي خاضت الانتخابات مثلما ورط الحزب واللجنة عندما تقدم باستقالته من السكرتارية، نشر وقتها الاستقالة في القروب متحججا بالبطء في إجازة الهيكلة والرؤية، وأن السكرتارية غائبة، مع العلم أنه حتى لحظة تقديم الاستقالة لم يكن هناك تفكير للدخول في العملية الانتخابية بسبب الوضع الصحي في البلاد، وكانت هناك أصوات عديدة داخل مجلس التجمع تطالب بتعطيل الاجتماعات الدورية لحين اتضاح الرؤية حول الوضع الصحي. وفي كل الأحوال لم تكن الانتخابات خيارا مطروحا، لتظهر الاستقالة وتغير المشهد بالكامل داخل التجمع، الاستقالة نفسها لا تساوي الحبر الذي كتبت به لأنه تقدم بها بعد أن انتهت الفترة المحددة للسكرتارية، وهنا يجب التوقف عند توقيت اختيار إعلانها لأنها تسربت وتم تداولها قبل أن ينظر فيها مجلس التجمع، أراد أن يقدم نفسه قائدا للتغيير ومنتقدا لما أسماه البطء في معالجة الأخطاء رغم أنه من ارتكبها وشارك فيها ودعمها ودافع عنها في اجتماعات المجلس وقاتل مع المجموعة حتى لايخضع مع آخرين للمحاسبة على التجاوزات القديمة والجديدة. 4 يبدو النزاع بين مكونات التجمع حول عملية الانتخابات حيث وصفتها مجموعة الأصم بالمخالفة للاجراءات وأنها فرضت عليها فرضاً من اجل تمرير المؤامرة بسيطرة التيار الحزبي الذي لم تتم تسميته وهو في حقيقة الاتهامات الحزب الشيوعي السوداني باعتبار ان معظم أعضاء السكرتارية المنتخبة لهم ارتباطات به بشكل أو باخر بينما يقول حسن فاروق بأن واقع الأمر يقول إن الاصم وفي إطار سعيه لاستعادة الأراضي التي فقدها وسيفقدها في حال تم التغيير داخل التجمع، عجل بالعملية الانتخابية التي لم تكن من الأولويات ، بجانب أن العملية نفسها تسبقها مطلوبات داخلية قبل الوصول إليها. ما يحدث من معارك الان ربما يضع الاجابة على سؤال ما الذي يمكن ان يقوله التجمع في مؤتمر اليوم ومن الممكن ان ينحو باتجاه تخفيف حدة النزاع والوصول الي تسوية تفضي به نحو اكمال ما بداه من مشوار التغيير كل ذلك ستكون إجابته بعد الثانية من نهار الجمعة.
الخرطوم(كوش نيوز)