مقالات متنوعة

كوشيب الخطر القادم

لا ابالغ ان قلت لكم انه وبعد تسليم على كوشيب لنفسه الي المحكمة الجنائية الدولية كقائد مليشيا بدافور والمتهم بارتكاب جرائم حرب في الأقليم ، قد يكون الرجل ادخل قيادات المخلوع المدرجة في قائمة الاتهام بارتكاب جرائم حرب في موجة من (الهلوسة والتشنج ) و(طرد النوم) من عيونهم من فرط الصاعقة التي وقعت عليهم منذ اعلان خبر كوشيب الذي اصبح في قبضة المحكمة بمحض ارادته ورغبته الشجاعة
فالرجل يعد خزينة اسرار مغلقة بإحكام ظن شركاء الجريمة انها ستكون هكذا ، حتى ينتهي المطاف بكوشيب بعد رحلة عناء طويلة مابين الهروب والتخفي ويقع في مصير مجهول قد يجعلهم يهربون من أفعالهم وجرائمهم الفظيعة في الإقليم وتسليم كوشيب لن يكون فكرة خطرت على أذكى وأدهى رجل من قيادات المخلوع ، ولكن جاءت الطامة الكبرى التي سيكون وقعها ليس اقل خطورة من سماع حكم بالإعدام لقاتل يواجه تهمة القتل العمد

وساهم كوشيب حسب تقارير صحفية بشكل كبير في عمليات لجوء ونزوح المدنيين نتيجة للهجمات التي نفذتها مليشياته على المجمعات السكنية في محاولة لإخماد حركة الكفاح المسلح في دارفور، وعلى إثر هذه الوحشية التي وثقتها كذلك منظمات حقوقية، أصدرت محكمة الجنايات الدولية في يوم 21 أبريل/نيسان عام 2007 مذكرتي توقيف بحق علي كوشيب، وأحمد هارون وزير الداخلية سابقا، ولحقتهما بمذكرتين بحق المعزول عمر البشير ووزير دفاعه عبدالرحيم محمد حسين، وعبدالله بندة من جانب المتمردين. ويتهم كوشيب، بأنه كان أحد أكبر القادة في تدرج المراتب القبلية في محلية وادي صالح وكان عضواً في قوات الدفاع الشعبي، وقائداً لآلاف من قوات ميليشيا بدارفور من أغسطس 2003 إلى مارس 2004 على وجه التقريب. ويواجه الرجل أيضا اتهام بتنفيذ استراتيجية الحكومة السودانية الخاصة بالقضاء على التمرد في إقليم دارفور غربي البلاد، والتي صاحبتها انتهاكات إنسانية جسيمة، وفق محكمة الجنايات الدولية

وخطوة كوشيب إن ساهمت فيها قيادات من الحكومة الانتقالية بإقناعها له بتسليم نفسه كشاهد ملك تكون من أخطر الخطوات التي تجعل باب الجنائية يُفتح على مصرعيه للمطلوبين لدى المحكمة على شاكلة (مرحبا بكم ) في الوقت عينه تكون أقرب الخطوات في سبيل تحقيق العدالة والقصاص من مرتكبي جرائم ضد الإنسانية في اقليم دارفور وتحقيق بطريقة مباشرة او بغيرها لأهم أهداف ومطالب ثورة ديسمبر الصادحة علناً بتسليم الرئيس المخلوع للجنائية ومعه احمد هارون وبقية القائمة لتتحق عدالة السماء قبل عدالة الأرض

هذا في ماضى وتاريخ المخلوع ونظامه ، ولكن كيف يكون الخبر شكله وصداه و تأثيره على محمد حمدان دقلو ( حميدتي ) رجل دارفور قبل ان تسلط عليه اضواء العاصمة ويسحره بريقها وقبل ان يدخل القصر من اوسع ابوابه وكذلك رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان … ( لعلهم بخير )

فالبشير ومن معه من الذين يقبعون في السجون قد تكون اخبار الجنائية مناما مزعجاً يراودهم يوما بعد يوم ، فالذي يتوسد وسادة الضمير في اول ليلة له في السجون يطوف بيقظته قبل منامه كل ماقام به وما اغترفه من اخطاء بسيطة فلا شك ان العظيم منها كذكرى الجرائم والقتل ، تستدعي نفسها غصباً عنه حتى لو لم يتقبلها برغبة أكيده، فأحياناً الدقائق ما قبل النوم في السجن كلحظة من لحظات الاحتضار في دقائق ماقبل الموت يمر على العين فيها ( شريط فديو ) لكل فعل وقول عندها لاينفع الندم والحسرة على مافات
ولكن كيف تكون صدمة الخبر على ممن هم مازالوا في سكرة السلطة الذين لم يحِن موعدهم لعيشوا تلك اللحظات التي تجمع بينهم والضمير ، فالضمائر غائبة دائما في موائد السلطة ، كيف يحدثون انفسهم بلقاء كوشيب بالمسؤولين هناك ، هل رسموا في مخيلتهم مشهد الوقوف امام منصة القضاء العالمي ، ماذا قال كوشيب في إفادته ، ومن الذي يعتبره كوشيب المسؤول الأول في قتل الأبرياء من المتهم الاول والثاني حسب ترتيب كوشيب ومعرفته ودرايته وإلمامه بالملف ، هل عدالة السماء ستجعل اشخاصاً يقفون أمام محكمة لم تستند على نتائج لجنة نبيل أديب ، القرائن والأدلة واعترافات كوشيب هل قابله للطمس والتلاعب وخاصية النكران ؟؟
كوشيب هو الخطر القادم قد يكون الرجل عقاب الله في الارض لو لم ترتكبوا خطأً لما ارسله الله …الي المحكمة الجنائية .!!

طيف أخير :
خليك بالبيت
الجريدة

صباح محمد الحسن

تعليق واحد

  1. والله انتي الراجية العدالة من ناس بنسودة ديل تعبانة ساكت
    ربنا يعينك