رأي ومقالات

الرد على بيان وزارة التعليم بخصوص رفض المجمع لمقررها الذي أعدَّته مجموعة القراي لمادة التربية الإسلامية


الرد على بيان وزارة التعليم بخصوص رفض المجمع لمقررها الذي أعدَّته مجموعة القراي لمادة التربية الإسلامية.
مجمع الفقه الإسلامي والمناهج والمقرارت الدراسية
لا شك أن أمر المناهج والمقررات الدراسية من شأن المجمع باعتبار قانونه كما جاء في خطاب أمين عام المجمع د. عادل حمزة، واكتفى المجمع في البيان المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي على أن المنهج الجديد *لا يصلح* دون تفصيل ولعله ترك التفصيل لأن الخطاب لعامة الناس والأخطاء والملاحظات التفصيلية ترسل للوزارة لتضمينها وإبداء الرأي حولها.
لكن جاء في اليوم التالي خطاب متشنج من وزارة التربية والتعليم رداً على خطاب المجمع وجاء في البيان *”لن تخضع هذه المقررات ولا مبادئ وفلسفة المنهج لمراجعة أو موافقة أو مساومة أي جهة أخرى”*
وهي حقيقة تعنت من الوزارة ورد فعل مستغرب لأن الأصل في المقررات التطوير والتعديل المستمر، والمراجعة من جميع جهات المجتمع ولكن قصدوا المجمع فقط.
وكان الأولى بهم جمع المختصين من كل طرف علمي للمشورة.
وهنا أود التأكيد على الآتي:
*أولاً:* التأكيد على دور المجمع في التأصيل، وأنه المرجعية الرسمية للدولة، وأن أمر المناهج هو من صميم اختصاص المجمع.
*ثانياً:* أن الخطاب الذي ظل ينتهجه د. عمر القراي مدير المناهج مما يشجع على التطرف ويغذي خطاب الكراهية، ويظهر ذلك في التراشق الإعلامي، وتداول الموضوع في المنابر، ومواقع التواصل الاجتماعي.
*ثالثاً:* الانتباه أن الإسلام المعتدل في العالم كله مستهدف، فلا بد من العمل على جمع أهل القبلة والدعوة في السودان، وقد جعل هذا الخطاب الدولة في موقع العداء مع ثوابت الأمة، وعقيدتها.
*رابعاً:* على وزارة التربية والتعليم بأن تعمق المشورة مع الجهات ذات الصلة في الدولة – ومنها المجمع – في مثل هذه القضايا الكبيرة مع الأخذ في الاعتبار توقيت إعلان هذا التعديل وإخراجه الذي لم يكن موفقاً.
*خامساً:* إن المجمع بما يحوي في عضويته من ممثلين للطوائف الدعوية المسلمة ممن يمثل الإسلام الوسطي البعيد كل البعد عن الغلو والتطرف والنأي عن خطاب الكراهية قادر على صياغة ومراجعة مواد التربية الإسلامية بما يحقق مطالب ثورة ديسمبر المجيدة، ويحفظ الأهداف التربوية للمنهج.
*سادساً:* للمجمع دور تاريخي في محاربة التطرف بل وإعادة الدمج في المجمتع للشباب الذين وقعوا في فخ التطرف والغلو، من ذلك دور المجمع في علاج قضية خلية السلمة، وخلية الدندر بالتعاون مع الجهات الأمنية ومنظمات المجتمع المدني.
كما سبق وللمجمع أن صاغ عدة دروس أثارت جدلاً في المجتمع بالمعالجة الحكيمة ودرءاً لآثار الفتنة وجمعاً للكلمة، وقطعاً للطريق على الطامعين والمندسين.
*سابعاً:* للمجمع ذراع فكري هو مركز أبحاث الرعاية والتحصين الفكري يعنى بمحاربة والتطرف والإرهاب، وقد درب أعداداً كبيرة من الدعاة والشباب في فترة وجيزة، وله تعاون مع جهات خارجية وداخلية في هذا المجال.
*أخيراً:* نقترح أن تقوم دائرة الأصول والمناهج وهي أحد أهم الدوائر العلمية في المجمع، بعد التنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، والجهات ذات الصلة في مجلس الوزراء، ويكون مهامها على النحو الآتي:
1- الاطلاع على الدواعي والمبررات التي دعت بوزارة التربية والتعليم بشكل عام وإدارة المناهج بشكل خاص على تعديل منهج القرآن الكريم في رياض الأطفال ومدارس الأساس.
2- التنسيق مع إدارة المناهج بوزارة التربية للخروج بمقرر بديل يحقق مقاصد المقرر وأهدافه.
3- النظر العلمي ومعالجة القضية وتقديم الخيارات المناسبة.
عبدالرحمن صديق عبدالرحمن
باحث دائرة الشؤون الاقتصادية والمالية بالمجمع سابقاً