رأي ومقالات

وائل طه: وزير الوجع.. اكرم التوم الي اين؟


– لم يجد اي وزير من الطاقم الوزارى الحالي من التهليل والترحيب والاستبشار مثلما وجد اكرم التوم, بعد انتشار صوره في الاسافير و هو يجلس القرفصاء مع الاطفال و المرضي من كسلا حتي النيل الازرق كمثال حي علي الطهرانيه و المثاليه.
– سرعان ما تبددت تلك الصورة الورديه لتحل محلها صورة اكثر قتامه, تبرمت قوى الحريه و التغيير المتعاملين معه وجها لوجه من شخصيه الرجل الفجه الفظه, وصف اكرم بالغير متعاون, المتعالي و النرجسي الحاد الطباع.
(الكورونا)
– تفجر المشهد مع بدايه ظهور الكورونا ليكتشف المواطن مدى بؤس النظام الصحي في السودان, ولكن ارتفعت الامال مع توافد الدعم المادي والعيني من دول الجوار, ملايين الدولارت و اطنان من المعينات الطبيه تم استلامها تحت متابعه اكرم بنفسه.
– وضح جليا عجز وزارة الصحه عن التعامل الفعال مع الجائحه منذ الاسابيع الاولى, ظهر اكرم علي الشاشات الرسميه ممازحا و مستهترا بجمله : نحن قدرنا علي البشير ما بتغلبنا الكورونا!!!
ليعود بعدها بفترة قليله مرعوبا متجهم الوجه معقود اللسان ليبث الرعب في قلوب المواطنيين في تصريحه الشهير : ماعندنا ليكم غير بندول, شخصيا تعاملت مع التصريح باعتباره مشابه لتصريح بوريس جونسون في بريطانيا القائل: “ودعوا احبائكم” واعتبرت انها دعوه تخويفيه لزياده الانتباه والوعي , لكن مع مرور الايام تكشف المشهد عن حقيقه مرة, يبدو فعلا ان الوزير لا يملك غير البندول و طلته البهيه علي شاشات التلفاز قارئا لتقرير الاصابات, مما دفعني للبحث والتقصي عن حقيقه هذه الازمه واذا ماكان لشخصيه الوزير دور فيها.
– في الخامس من مايو الماضي اعلنت الامارات عن دعم للقطاع الصحي في السودان بمبلغ 75 مليون درهم (21 مليون دولار) من مجمل 1.5 مليار دولار اقرتها الامارات في ابريل 2020, تسلمت الامدادات الطبيه السودانيه 153 طن من المساعدات الطبيه بما قيمته 2.7 مليون دولار.
– في 29 مايو تسلم السودان 11 طن من المساعدات الطبيه من الامارات.
في 13 ابريل اعلنت الولايات المتحده الامريكيه عن دعم للسودان في مواجهه الجائحه بمبلغ 13 مليون دولار.
– في 5 ابريل اعلن صندوق الامم المتحده لمكافحه الملاريا والسل عن تخصيص مبلغ 2.8 مليون دولار للسودان في مواجهه الجائحه.
– في ابريل كذلك خصص الاتحاد الاوروبي 80 مليون يورو للسودان.
– تتعدد الامثله علي الدعم المالي والعيني مما يبرز تساؤل مهم : لماذا يقول الوزير انه لايملك غير البندول؟ هل كان الجلباب اكبر من الدرويش؟
(الأطباء)
– تفجرت خلافات مثيرة للدهشه بين الوزير و مدراء العديد من الادارات في وزارة الصحة مما دفع الاخيرين للاستقاله المسببه : “غياب الرؤية الشاملة لكيفية إدارة الصحة في العهد الجديد وفقا لأولويات وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة وعدم وضوح في أدوار ومسؤليات كل مستوى تنفيذي وغياب المساءلة وضعف قيادة وحاكمية وزارة الصحة على القضايا المختلفة بما فيها إدارة الوباء الحالي وضعف التنسيق مع الجهات الخارجية الحكومية وغير الحكومية”، و”عدم المؤسسية في إتخاذ القرار وغياب الشورى والديمقراطية”
الاطباء المستقيلين هم :
1. د. علاء الدين نقد- مدير ادارة التنمية والمشروعات 2 ابريل
2. ب. ابوبكر – مدير المعمل القومي الصحي
3. د. هبة سرالختم- مدير الادارة العامة للصحة العالمية 6 مايو
4. كمال ابراهيم السيد- مدير المكتب التنفيذي الوزاري 6 مايو
5. كمال الدين قاسم عشري- مدير مكتب الوزير 6 مايو
6. د. عماد ابوريد- الامين العام لمجلس الادوية والسموم 10 مايو
7. خالد حامد بخيت- مدير الادارة العامة للاعلام والعلاقات العامة 10 مايو
8. نوال حسين محمد شنان الاعلام الالكتروني 10 مايو
9. د. الفاتح عثمان فتح الرحمن- مدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم 12 مايو
10. د. محمد حسن عوض مدير الادارة العامة للشؤون الادارية والمالية 12 مايو
11. د. نجوى يحيى مدير إدارة تعزيز الصحة 19 مايو
الإستقالات
1. د. محمد على الحسين- مدير الادارة العامة للتخطيط والسياسات 19 مايو
2. د. شذى سيد أحمد- مدير الادارة العامة للرعاية الصحية الاولية 19 مايو
3. د. هيثم عوض الله- مدير الادارة العامة للجودة
4. د. امل عبده- مدير الادارة العامة للموارد البشرية الصحية
5. د. تهاني امين- نائب مدير الادارة العامة الطوارئ والوبائيات
و قبلهم إستقال د. أسامة أحمد مدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم.
– من بين تلك الاستقالات, لفت انتباهي استقاله غريبه و عجيبه, استقاله د هشام الجاك مدير مستشفي حاج الصافي, اودع الدكتور العديد من الطلبات المتلاحقه كالاتي :
1- بتاريخ 23 مايو, حوجه لعربه خدمات, معنون لمدير اداره الطب العلاجي ولايه الخرطوم.
2- تاريخ 23 مايو, حوجه لدفار لنقل الاوكسجين, معنون لمدير اداره الطب العلاجي ولايه الخرطوم.
3- بتاريخ 25 مايو, حوجه لتعيين اطباء صيادله, معنون لمدير اداره الطب العلاجي
4- بتاريخ 25 مايو, حوجه لتعيين مسؤول مكافحه العدوى, معنون لمدير ادارة المستشفيات.
5- بتاريخ 24 مايو, حوجه لتعيين عمال نظافه, معنون لمدير ادارة المستشفيات.
6- بتاريخ 25 مايو, حوجه لعدد 20 مكيف, معنون لمدير اداره الطب العلاجي
7- بتاريخ 28 مايو, حوجه لاجهزة معامل, معنون لمدير ادارة المستشفيات.
8- بتاريخ 28 مايو, حوجه لجهاز اشعه X-Ray , معنون لمدير اداره الطب العلاجي
9- بتاريخ 28 مايو, حوجه لوجبات للكادر في مركز العزل, معنون لمدير ادارة المستشفيات.
10- تاريخ 31 مايو, حوجه لاجهزة طبيه مختلفه, معنون لمدير اداره الطب العلاجي
11- تاريخ 31 مايو, حوجه لادوات طبيه مختلفه معنون لمدير اداره الطب العلاجي
12- تاريخ غير واضح, حوجه لدعم مالي, معنون لمدير اداره الطب العلاجي ولايه الخرطوم.
(مرفق صور الطلبات)
الغريب في الامر ان د هشام دفع باستقاله بتاريخ 23 مايو (نشرت في الفيس قبل ان تودع للوزارة كما يقتضي العرف المهني) مسببه بنقص الدعم مادي و الفني بالطرق الرسمية من وزارة الصحة و عدم مقدرة المستشفى على تلبية طموحات المواطنين و العاملين , من بعدها ارسل سيلا من الطلبات بصورة شبه يوميه (12 طلب في 7 ايام) معنونه جميعها لمدير ادارة الطب العلاجي و الذي رد بدوره تفنيدا لتلك الادعاءات بالقول ان جزء منها تم تلبيته وجزء اخر منوط بجهات اخرى توفيره.
يبقي ان نعلم عزيزي القارئ ان د هشام ينتمي لرابطه الاطباء الاستراكيين راش التي ينتمي لها اكرم, يحق لنا هنا التساؤل ما اذا كانت هذه الاستقاله و سيل الطلبات المحموم التي تبعتها كانت فعلا مقصودا للضغط على مدير ادارة الطب العلاجي المعروف عنه خلافاته مع اكرم ؟
هل انشغل اكرم بتصفيه حسابات شخصيه داخل الوزارة و ترك هذا الشعب يعاني مع مراكز عزل ضعيفه الاعداد و مستشفيات مغلقه في وجه المرضى برغم حجم الدعومات الكبيرة التي وصلت السودان ؟
في ظني ان الامر كذلك, الدليل هو انتشار خطابه المعنون لوزارة الماليه في اروقه الميديا في خرق واضح لابسط قواعد العمل الوظيفي وفي ظني انها كانت محاوله لكسب و حشد الدعم للوزير المتهالك المحاصر, من قبلها سربت ايضا انباء عن خلافات اكرم مع نائب رئيس اللجنه الطبيه العليا بسبب تغيب الاخير عن اجتماعات اللجنه, و من بعدها راح مناصروه يهتفون بحياته لانه يحارب مافيا الدواء وانا لا اعلم للرجل حربا الا كما هي حرب دون كيشوت : مع الطواحين الهوائيه.
(الدواء)
– كانت ثالثه الاثافي كارثه انعدام الدواء التي تسبب فيها أكرم أيضا بشكل مباشر، بعد استلامه لكرسي الوزارة في 5/9/2019 جلس أكرم في اجتماعات مطوله مع الجهات المسؤوله عن الدواء، مصنعين و موردين، حيث تم عرض المخزون الدوائي كاملا مع عرض احتياجات المخازن الحكوميه والعامه من كل دواء مع شرح كافي لكل مشاكل تصنيع و استيراد الدواء.
– في فبراير من هذا العام دعت لجنه صيادله السودان المركزيه لمؤتمر جامع و تمت دعوة كل الشركاء في موضوع الدواء كوزارة الصحه و بنك السودان والمجلس القومي للصيدله والسموم و وزارة الماليه واعضاء من مجلس السياده، قدمت في المؤتمر أوراق عديده انصبت علي إيجاد حلول لاشكال الدواء في السودان، تم اقتراح خطط اسعافيه قصيرة المدي و خطط طويله المدى اعدت علي أيدي خبراء بهدف حل المشكله للأبد، كما تم أيضا رفع الصوت والتحذير بأن السودان يتجه لحاله ندرة شديده في الدواء قد تصل الي انعدام كامل. وكالعاده تغيب أكرم عن حضور المؤتمر ولم يوفد حتي اي ممثل لوزارة الصحة في تمادي غريب و استهتار منقطع النظير لكل تلك الجهود المبذوله.
– أشعلت ندرة الدواء حربا مفتوحه بين أكرم وبين وزير الماليه من جهه، وبين أكرم وبين شعبهة مصنعي و مستوردي الدواء حيث كال السيد الوزير الاتهامات للاطراف الأخرى بالخيانه و اللصوصيه و وصفهم بانهم مافيا تقتات من عرق المواطن، نسي أكرم ان اكبر قرار خاطئ كان إلغاء التسعيرة المتفق عليها بدون إيجاد حلول مرضيه للاطراف الأخرى وكانت النتيجه توقف المصانع المحليه و امتناع الشركات عن استيراد الدواء في خطوة اقل ما توصف بالجريمه، توفي الكثير من المواطنين بسبب هذا الوضع وهم يزحفون من مستشفي لمستشفي بحثا عن حبه او حقنه تنقذ الأرواح ولا يجدون.
– بعد ما تيقن أكرم من أن المعركه مع شركات الادويه خاسرة لا محاله قرر توجيه سهامه الاعلاميه لوزير الماليه متهما له بالتصرف في أموال الدعم الطبي ولعمرى انها بئس المناورة من رجل محدود الذكاء عصبي المزاج نرجسي الأفعال يلوم الجميع الا نفسه ويالفداحه الثمن الذي سندفعه نحن في سبيل معاركه العبثيه.
– المؤسف حقيقه هو دفاع الزملاء في الحزب الشيوعي عن الرجل، خصوصا لجنه الصيدله، اعتقد ان لاشئ أضر السودان مثل هذا الاصطفاف الأعمى لمجرد انه زميل، كيل الاتهامات لمعارضي أكرم لن يجعلهم كيزانا و مافيا ولكن سيفسح الطريق لاكرم لمزيدا من الدمار، نتمني ان نرى منهم موقفا ينصف هذا الوطن والمواطن اولا.
– في خضم تلك الأحداث، قام د أكرم بتاريخ 10/5/2020 باعفاء الأمين العام للمجلس القومي للادويه و السموم في قرار من المرجح انه جاء نتيجه لخلافات ادرايه في موضوع الدواء.
(الإعلام)
– بعد كل ما ذكر, و في ظل غياب و تغييب متعمد و واضح لأي معلومه من وزارة الصحه، اعتذر اكرم امس عن لقاء معلن علي شاشه سودانيه 24 للحديث عن الخلاف مع وزارة الماليه لنفاجئ بالوزير لايف في صفحه الرابطه النوبيه يكيل الاتهامات للاطباء و مدراء الادارات ويصفهم بعدم الكفاءه بل بعدم الامانه في تعدى لفظي صارخ وغير مقبول علي الاطلاق, معظم هؤلاء الطباء تم تعيينهم في عهد اكرم وكلهم استقالوا بسبب سياسه الوزير الاداريه كما جاء في اول البوست, اتهامهم بعدم الكفاءه يمكن استيعابه ولكن كيف نفهم اتهام الوزير لهم بعدم الامانه ؟
يا سيد اكرم عدم الامانه تجلى في تعييناتك لاصدقائك من الزملاء و منسوبي رابطه الاطباء الاشتراكيين كما حدث مع د نهله جعفر بدون طرح الوظيفه المنافسه العامه, عدم الكفاءه تتجلي في غيابك عن اجتماعات الوازارة و تعطيلك للعمل بسبب شخصيتك النرجسيه الفجه.
تشدق الوزير بكلام اقل ما يقال عنه انه انتقامي و حانق (مرفق الفيديو) بالقول انهم غير اوفياء للقضيه ولا ادرى اين هي القضيه ان لم تكن حياه المواطن و نحن نموت بسبب سياساته الرعناء, نتمني للوزير حسن الاختيار من حاضنته الوظيفيه في مقبل التعيينات كم لمح وقال متشفيا بوجود الكثير من الكفاءات التي سيتم تعيينها لملئ تلك الفراغات.
– بعد كل ما ذكر من الواضح ان اكرم مشغول بعمليه تمكين جديده : احلال واستبدال, مضايقه الموظفين حد الاستقاله وابدالهم بمن تراه الحاضنه مناسبا, ومن الواضح ايضا صدق الاحاديث التي تتكلم عن تعامله الشخصي المسئ و المعطل للعمل.
– احب ان اقول انني لست من دعاه اقاله اي وزير, كنت و مازلت اقول ان اي ضعف في اداء الحكومه الانتقاليه سيترك فراغا لتمدد الشق العسكرى و دونك عزيزي القارئ قوافل حميدتي الطبيه المشهورة اكثر من اداء وزارة الصحه.
– تلمس الاعذار في الميديا لكسب الدعم لن يفلح هذه المرة, حشد الهتيفه و الصفيقه لدعم الوزير لن تنجينا من الموت, الحل هو ضغط الجهاز التنفيذي و وضع وزارة الصحه تحت المجهر للخروج من مسرح العبث لرحابه الدوله المدنيه التي تعتمد علي النظام وليس الأهواء الشخصيه، وعلي الكفاءه وليس المحسوبيه.
ختاما اقول للسيد الوزير ومن يقف خلفه : لصيق الطين في الرجلين ما ببقى نعلين، و نحن تاني ما بنخت الخمسه فوق الاتنين حتي ينصلح العوج.

وائل طه