تحقيقات وتقارير

ما الذي أظهرته مصر من قدرات عسكرية مقابل الدعم التركي في ليبيا

لعب الدعم العسكري الذي قدمته تركيا لحكومة الوفاق الليبية مؤخرا بموجب اتفاقية نوفمبر2019 الدفاعية بينهما دورا محوريا في تغير مجريات الواقع القتالي لصالح حكومة الوفاق ضد قوات شرق ليبيا بقيادة الجنرال خليفة حفتر التي كانت تستهدف إحتلال طرابلس وفرض واقع جديد في الصراع الليبي .

وتقول مصادر متنوعة ان ما كانت تفتقده قوات حكومة الوفاق هي السيطرة الجوية بوجهيها الدفاعي والهجومي وهو ما تحقق لها بشكل واضح وسريع نتيجة لنشر منظومات الدفاع الجوي التركية التي شكلت الحماية للمدن والتجمعات المدنية والعسكرية ، وكذلك فاعلية إستخدام طائرات الدرونز الهجومية المسيرة وخاصة طراز ( بيرقدار ) الذي طورته تركيا مؤخرا بشكل كبير ، وأسهمت هذه الطائرات في قطع خطوط امداد القوات المتجه صوب طرابلس وكذلك استهدفت المتحركات من الدروع والسيارات العسكرية ، وكان لها دور فاعل في استيلاء قوات الوفاق علي قاعدة ( الوطية ) الاستراتيجية رغم التواجد والدعم الروسي غير الرسمي عبر شركة ( ڤاغنر ) ..

وبحسب موقع ( سبوتنيك ) الروسي فإنه تلاحظ ظهور ثلاثة طائرات روسية خطيرة تابعة للجيش المصري خلال تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس للوحدات المقاتلة للقوات الجوية بالمنطقة العسكرية الغربية – بحضور قادة الجيش المصري وزعماء قبائل ليبية – هي مقاتلات ( ميغ 29 ) ومروحيات ( كا 52 التمساح ) و مروحيات ( مي 24 ) القتالية ، ذلك في إشارة علي ان مصر تستعرض ايضا قدراتها في السيطرة الجوية التي أصبحت المحور الحاسم في معارك القتال .

وتقول مجلة ( مليتري ماغازين ) في تقرير سابق لها ان مصر ومنذ العام 2013م تولي اهتماما بتسليح جيشها وخاصة من انواع هذه المقاتلات الروسية .

وبحسب موقع ( مليتري فاكتوري ) الأمريكي فإن الطائرة ( ميغ 29 ) تقوم بأدوار قتالية إضافة الي مهام الإعتراض والهجوم الأرضي ، ويتنوع تسليحها بين القنابل المخصصة للهجوم الأرضي وصواريخ ( جو-جو ) ومثبت بها مدفع رشاش عيار 30م .

اما مروحية ( كا 52 التمساح ) فيصفها موقع ( روشن هيليكوبتر ) انها تمثل الجيل التالي من المروحيات الهجومية التي يمكنها مهاجمة الدبابات والاهداف الارضية وتشكيلات القوات البرية والمروحيات المعادلة ، وتعمل النسخة البحرية منها علي متن حاملة الطائرات ( ميسترال ) التي يمتلكها الجيش المصري ..

والطائرة الثالثة التي ظهرت في العرض المصري امس هي المروحية الهجومية ( مي 24 ) وبحسب ( مليتري فاكتوري ) ايضا فإنها مروحية هجومية دخلت الخدمة في العام 1973 لكنها خضعت لتحديثات هائلة وأصبحت رقمية بعد تطوير 90% من اليكترونيات الطيران التي تشمل انظمة الطيران والملاحة ، وانظمة الإتصالات والتحكم ، وانظمة مراقبة الأسلحة . ويمكن للطائرة تنفيذ 6 مهام عسكرية تشمل الهجوم الأرضي والدعم الجوي للقوات البرية ، والنقل العسكري ، وإخلاء الجرحي ، والإستطلاع ، والمهام الخاصة .

ويعتبر مراقبين ان الخطوة المصرية الأخيرة والتي تمظهرت في الإستعدادات القتالية والإعلان عن ان التدخل المصري في ليبيا بات مشروعا وظهور زعماء قبائل ليبيين في العرض العسكري أمس بقاعدة ( براني ) بمثابة دعم مصري مباشر ومعلن لسلطة شرق ليبيا مقابل الدعم التركي المباشر لحكومة الوفاق ، بدافع هواجسها تجاه عمقها الامني من الناحية الغربية وإضعاف اي تقدم عسكري للوفاق شرقا يحتمل ان يلقي بظلاله عليها ، ومنع تسلل من تصفهم بالعناصر الإرهابية المناوئة ، بعد الإنتكاسة الكبيرة التي منيت بها قوات الجنرال خليفة حفتر ، ولا يعني ذلك بالضرورة فتح جبهة مواجهة مباشرة مع تركيا علي الأرض الليبية .

تقرير : مجدي عبدالعزيز
صحيفة السوداني