تحقيقات وتقارير

بعد ان وصل سعر البرميل (200) جنيهاً في .. الاطراف قطوعات المياه .. أزمة تتجدد وغياب رسمي !


مواطن: مخجل جداً أن يعاني المواطن قطوعات المياه والكهرباء في بلد كالسودان تتوافر فيه الأنهار شرقاً وغرباً

مواطنون: معاناتنا مع المياه والكهرباء وصلت مرحلة من البؤس والشقاء

تمضي الأيام والحال كما هو، معاناة متجددة يعيشها سكان ولاية الخرطوم مع ندرة المياه وتلوثها وانقطاع التيار الكهربائي، فالعاصمة الخرطوم تعيش أزمة خانقة هذه الايام يشكوا منها جل سكان احياء الخرطوم بسبب انقطاع التيار الكهربائي وندرة المياه وتلوثها، وبحسب حديث المواطنين باماكن متفرقة من العاصمة، قال مواطنون استطلعتهم (الجريدة) انهم ظلوا يعانون من قطوعات المياه منذ مطلع الصيف الحالي، واصفين الوضع بالسيء في الوقت الذي صب فيه عدداً من المواطنين جام غضبهم على الجهات المختصة، التي فشلت في توفير المياه بالرغم من أنهم يقومون بتسديد فواتير المياه مع بداية كل شهر متزامنة مع فاتورة الكهرباء، ووصل بهم الأمر مبلغا لدرجة جعلتهم يقومون بشراء برميل المياه بقيمة (200) جنيها في بعض المناطق الطرفية بشرق النيل.
وشكا المواطنون بمعظم أحياء العاصمة من تدهور خدمات المياه بعد انقطاع الإمداد لأيام في بعض الأحياء أو وصولها زائدة العكورة، وقالوا إن الأمر وصل مبلغا سيئاً والنساء بتن يردن المياه من خارج الحي من أحد الصهاريج القريبة من المنطقة رغم انهم يدفعون فاتورة المياه مقدما مع فاتورة الكهرباء ولايحصلوا على الخدمات المعنية.

مزيداً من المعاناة

وتعيش أحياء بالكلاكلة وامدرمان وبعض مناطق شرق النيل وبحري من انقطاع الإمداد المائي منذ أكثر من شهرين لاسباب مجهولة الأمر الذي جعل بعض المواطنون يقوموا بشراء مياة الصهاريج عبر (الكوارو) بقيمة (150-200) جنيها واحيانا يصل الى (220) خاصة في منطقة الحاج يوسف حيث يصعب الحصول على المياه ويتدافع المواطنين نحوا(الكوارو) التي تجلب المياه من الصهاريج في اوقات الأزمة لبيعها باسعار باهظة يصعب على المواطن شرائها خاصة مع الأزمة الاقتصادية بسبب جائحة (كورونا).

رحلة البحث عن قطرة ماء

ويروي المواطن خاطر السعد من سكان الحاج يوسف شرق معاناته لـ(الجريدة ) قائلاً: معاناتهم مع المياه والكهرباء وصلت مرحلة من البؤس والشقاء يصعب وصفها، واضاف: ( كما نعاني من تذبذب التيار الكهربائي وندرة المياه وتلوثها ويمعن المسئولون بالاسراف في تجاهلنا، ولا نجد اجابات، واضاف نعاني معاناة شديدة مع انقطاع المياه والكهرباء ولا ندري لمن نلجأ ليرفع عنا هذه المعاناة، واضاف ننتظر قدوم المياه حتى منتصف الليل ولا تأتي إلا عبر الموتور، وتسائل خاطر كيف يستقيم الوضع وتمضي الحياة بدون مياه..؟ و لماذا هيئة الكهرباء والمياه في حالة عجز مستمر عن توفير الخدمة بصورة افضل، واردف (حقيقة مخجل مخجل جدا ان يتحدث الناس في القرن الحادي والعشرين عن أزمة في المياه والكهرباء، في بلد مثل السودان تتوافر فيه الأنهار شرقاً وغرباً وعلى الرغم من ذلك يعاني الناس فيه من العطش).

الحاصل شنو؟

الحاصل شنو (قروش الموية وبندفعا في وقتها مع الكهرباء طيب ليه القطوعات ؟) هكذا ابتدر خالد شرف الدين الذي يقطن بمنطقة شرق النيل حديثه، وواصل قائلا: في كل عام نواجه شح المياه من دون ان تتحرك الجهات المنوط بها لاصلاح الوضع، فبسبب تلك القطوعات اضطر بعض المواطنين الى شراء المياه بمبلغ قدرة (150) جنيها للبرميل الواحد، بالرغم من أن المواطن يقوم بسداد فاتورة المياه مقدما مع الكهرباء، ولكن لم تتخذ الدولة اجراءات مشددة في محاربة شح المياه في الوقت الذي اصبح فيه المواطنون يصطفون لساعات طويلة امام الصهاريج من أجل الحصول على قطرة ماء، واضاف شرف الدين أن مشكلة المياه تكمن في عدم كفاءة الخطوط التي تنقل المياه لعدم الجودة لأن هنالك عددا من المواطنين يشكون من تعطل تلك الخطوط، وناشد هيئة المياه إلى الوقوف على أمر الأعطال أولاً حتى لا تتجدد الأزمة مرة أخرى.

بحري الحال يغني عن السؤال

ولعل محلية بحري هي من اكثر المحليات التي تواجه اشكالية انقطاع التيار الكهربائي والمائي خاصة في فصل الصيف، اذا اصبح مواطني بعض احياء بحري الطرفية، في حالة بحث دائم عن الماء بالرغم من التزامهم بدفع الاشتراكات الشهرية حسب حديث المواطنين رغم ذلك إلا أن المياه في حالة انقطاع مستمر منذ بداية فصل الصيف.

توقعات باستمرار الأزمة

وتوقع خبراء استمرار الأزمة ما لم تبذل الحكومة مزيدا من الجهد للاستفادة من مياه النيل، وما لم يتماشى العمل في مرفق المياه مع التوسعات العمرانية المطردة، وتوقعوا استمرار معاناة سكان الخرطوم من شح إمدادات مياه الشرب، وقال مصدر بهيئة المياه أن الازمة قد تستمر طوال فصل الصيف، ما لم يتم توجيه المزيد من الموارد المالية للاستفادة من مياه النيلين الأزرق والأبيض، وأنتقد الجهات المختصة في أنها تعتمد على المحطات القديمة رغم عدم قدرتها على خدمة الأحياء القديمة والتوسعات الحضرية الجديدة، وأضاف أن أغلب شبكات المياه التي تخدم الأحياء المختلفة تتسم بكثرة الأعطال لقدمها من جهة، ولزيادة الضغط عليها من جهة أخرى، وناشد المصدر المختص الجهات المختصة بالاستجابة للاحتياجات الفعلية لمياه الشرب بالعاصمة، واعتماد خيار حفر المزيد من الآبار الجوفية لخدمة الأحياء البعيدة والطرفية.

استعراض: عرفة خواجة
صحيفة الجريدة