رأي ومقالات

هؤلاء وقد مس حميدتي خليتهم فسيجعلونه يعرف أن الله حق وتلت التلاتة ستمائة


#ولد_ابوك_ما_تجغ_النقار
صادفت مرة في زيارة لبورت سودان ؛ دعوة عشاء ملوكية ؛ أعدها نفر من رجال الأعمال الكبار ؛ كان ذلك في عهد ولاية محمد طاهر أيلا على البحر الأحمر ؛ حضر المناسبة لفيف من القيادات السياسية الذي كانوا في زيارة للثغر ؛ رايت ليلتها مجموعة من الأسماء الفاخرة ؛ وأعني الوصف ؛ وسمعت فواصل من التملق والمداهنة التي كادت ان تنبت اللحى ؛ على دقون البعض الى السرة ؛ رميت أرقام مشروعات ذات أصفار لم تستوعبها أذني ؛ وأنكرتها مشاهداتي في اليوم التالي وانا أجول بين عمال المؤاني ! وجوه سمراء غائرة الأعين ؛ كان بعضهم يعد وجبة ما في ركن ؛ بينما اكتفى أحدهم بنظرة ساخرة ؛ كان يقف بطريقة ما على ساق واحدة ؛ ولا أعرف أين دس الاخرى ؛ لم يكن الرجل مصابا لكنه وقف بهيئة غاضبة مع شعر اشعث مجعد ؛ ضاعف فضولي لمصداقته والثرثرة معه فغرس في حيرتي أشواك سخرية لإذعة من شكل الوفد الرأسمالي السلطاني ؛

وشهدت بعدها ذات المحافل بذات الوجوه ؛ وحينما هبت رياح ديسمبر ؛ حرت حينما تحول ذات الرجال الي ( دسيس men) فدعموا الإعتصام ؛ ولبسوا لامة الثورة ؛ لم يتخلف عن ذلك العياشة او صناع المكرونة ؛ من حاز إستثناء الجمارك او فتحت له خزائن البنك المركزي ؛ بل حتى من ورد اسمه في محاكمة البشير في قصة الاموال لاحظت ؛ ان وروده في المحاضر جرى مثل ذبابة بانف احدهم ؛ هشاها ؛ واطلق عليها الإعلام البف باف ! للمال في هذه البلاد سطوة ونفوذ ؛

قد يحاسب اعلامي على كلمة وموقف ولكن رجال البزنس عاطفة النضالات لهم غفورة ! هم في كل العهود (امورهم واضحة) وفيهم رشاقة يحسدهم عليها صبي رشيق في ميعة الفتوة ؛ والأغرب من هذا انهم طوروا قدراتهم فبخلاف عشور التجارة يمكن لهم ان يسدوا الافق امام الدبلوماسية ويتجازون محاذير المقاطعات السياسية ؛ قد تجد بلد غربي يشتم السودان حكومة وشعبا لكن له (زول) يخصه بالتواكيل ! تجارتهم ضخمة ؛ ليست مما ينفع ادومة وتيراب ومحمد صالح ؛ او كوة وسماعين وجاويش ومحمود ! كلا تجارتهم نخبوية وسوقهم وسيم الزبائن ؛ لذا تتضخم ارصدتهم والشعب في ضيق لقطعة خبز او مزعة لحم او جالون جازولين يسد به رمق نوبة ري لزرع جف وضرع هلك ؛ هؤلاء وقد مس حميدتي خليتهم فسيجعلونه يعرف أن الله حق وتلت التلاتة ستمائة .

يا ود ابوك ما تجغ النقار هؤلاء ملة من الناس يأكلون في صف ويصلون في اخر و(ظروفهم) تهد قناعات البنادق والبيارق ؛ لطالما حولت إسلامي الى شيوعي نصف كم ولطالما حولت إشتراكي الى مؤمن بالسوق الحر المتوحش ولطالما حولت أجرب الى مفكر وفقيه. هذه امبراطورية شر متنفذة ونابها ازرق على قول المصريين وهم اخطر من كيزان وتمرد.

محمد حامد جمعه


تعليق واحد

  1. هل انت محمد حامد جمعة الامنجي الكان بصادر الصحف بعد طباعتها مباشرة؟؟؟
    طيب ما انت جزء من المتحولين أخلاقيا باتجاه ريح المصالح ..لصالح من كنت تخسر الناشرين المليارات و لا تمنع الصحف عن الطبع بل تعمل عامدا على توريطهم بالطباعة!!! اي نفسية حاقدة مريضة هذه و جاي تركب الموجة و تكلمنا عن الأخلاق؟ ؟؟