تحقيقات وتقاريرمدارات

الأضاحي .. المواطن خارج السوق


شهدت أسواق المواشي ارتفاعاً غير مسبوق هذا العام وسط اتهامات لتجار المواشي باستغلال الوضع ورفع الأسعار بشكل غير مقبول، بينما يرى تجار المواشي أن الأمر ليس بيدهم، بل إنهم أكثر المتضررين من ارتفاع الأسعار حيث تراجعت المبيعات بأكثر من 60%، وأشاروا إلى أنهم يتكبدون خسائر فادحة لعدم تمكنهم من نقل الماشية من الولايات.

الارتفاع الكبير بدأ مع اقتراب عيد الأضحى حيث تتراوح أسعار الخراف القشاشي ما بين (10 – 15 ) ألف جنيه، أما الدعول يبدأ سعره من 20 ألف جنيه . وشكا تجار من أن ارتفاع تكلفة الترحيل انعكس سلباً على أسعار الخراف، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، حيث تجاوز سعر جوال العلف مبلغ 5 آلاف جنيه، وأرجع التاجر محمد حمد لـ(آخر لحظة) ارتفاع الأسعار إلى ندرة الوقود والرسوم والجبايات المحلية، وارتفاع أسعار الأعلاف ما يؤدي إلى ركود كبير في أسواق الماشية.

وقال التاجر علي الحاج إن الآلاف من المواشي تشهد تكدساً كبيراً منذ أكثر من أسبوع بمناطق الإنتاج، بسبب عدم توفر الوقود للشاحنات لترحيلها، ما اضطر أغلب المصدرين لشرائه من السوق الأسود بمبالغ مختلفة، ما يزيد من التكلفة، فضلاً عن المصاريف الأخرى أعلاف ومياه، وأجور للعمالة وتسبب ذلك في تضاعف أسعار الخراف، وأضاف أن المواطن البسيط لن يستطيع شراء الأضحية هذا الموسم، وشكا من عدم قدرتهم على ترحيل المواشي لتصدير كميات كبيرة للخارج في ظل العقبات التي تواجههم، منها إلغاء موسم الحج هذا العام نسبة لانتشار فايروس كورونا مما أسهم في زيادة التكلفة على المصدرين، وطبقت حكومة ولاية الخرطوم في الموسم المنصرم مشروع بيع الأضحية بالوزن للمواطنين من خلال مراكز مخصصة بسعر الكيلو، وذلك لضبط الأسعار وتسهيلاً للتعامل المباشر بين المنتجين والمستهلكين من محدودي الدخل لتوفير الأضاحي دون تدخل السماسرة الذين يرفعون الأسعار.

وقال مقرر شعبة الماشية السابق خالد علي محمد خير إن أسعار الخراف تشهد هذا الموسم ارتفاعاً في مناطق إنتاجها بشمال كردفان، حيث يبلغ سعر الرأس الواحد من الضأن الحمري والكباشي (5500) جنيه، مشيراً إلى أن سعر الرأس يصل للمستهلك النهائي بالداخل بمبلغ يتراوح ما بين (10-15) ألف جنيه، وأشار إلى أن التكلفة العالية للضأن أخرجت البلاد من المنافسة في سوق الهدي منذ 15 عاماً، وأصبحت السعودية لا تلجأ للسودان لتوفيره، بعد أن تحولت لاستيراده من دول أخرى.

بالمقابل أﻛﻤﻠﺖ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺧﺮﺍﻑ ﺍﻷﺿﺎﺣﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ، ﻭﺃﻫﺎﺑﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ باﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﺮﺍﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﺍﻑ ﺍﻷﺿﺎﺣﻲ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﻛﺸﻮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، وستقوم ﻣﺤﻔﻈﺔ ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ بتوﺭﻳﺪ ﺧﺮﺍﻑ ﺍﻷﺿﺎﺣﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﺄﻗﺴﺎﻁ تصل ﻟﻤﺪﺓ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺷﻬﺮ، تسلم ﻟﻤﻨﺎﺩﻳﺐ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﻣﻮﺍﻗﻊ، ‏ﻣﻮﻗﻌاﻦ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﻣﻮﻗﻊ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ ﺑﺤﺮﻱ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﺃﻣ ﺪﺭﻣﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ،‏ وأكدت الولاية ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻗﺪ ﺑﺬﻟﺖ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪ ﺃﻗﺼﺎﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ.

من جانبه أكد تاجر المواشي محمد عثمان أن التجار أبدوا جاهزيتهم والاستعداد لترحيل الخراف إلى الخرطوم، واشتكى من مشاكل كثيرة تواجه تجار المواشي تتمثل فى الترحيل، حيث قال إن العربة الواحدة تكلف حوالي (100-130) ألف جنيه، وتسع حوالي (110-200) رأس، إلى جانب الرسوم والجبايات في الطريق والتى تصل إلى (1000) جنيه للرأس الواحد، أما بخصوص الأسعار فقال إن سعر الخروف الكبير بحوالي (15) ألف جنيه، أما المتوسط يتراوح سعره ما بين (10-14) ألف جنيه، وعزا ارتفاع الأسعار لانسياب الصادر إلى السعودية وتوقع زيادات أكثر في الأسعار مع اقتراب عيد الأضحى.

* آثار تضخمية من جانبه قال الخبير والمحلل الاقتصادي د.محمد الناير إن ارتفاع أسعار الأضحية هذا العام لن تكون بمعزل عن ارتفاع كل السلع والخدمات نتيجة لسياسات الدولة الاقتصادية التي أدت إلى آثار تضخمية، وبالتالي تجار الماشية لن يكونوا بمعزل عما يحدث في السوق بصورة عامة وسيرفعون الأسعار بصورة كبيرة، والزيادة إذا قارناها بالعام الماضي، تفوق نسبة 100%، وأضاف أن هذا سيلقي عبئاً أكبر على المواطن ونتوقع أن يقبل على الأضحية عدد قليل جداً وكثير جداً من شرائح المجتمع الأخرى لن تستطيع أن تضحي هذا العام، والدولة لا يعنيها الانفلات في أسعار السلع والخدمات، وكان من باب أولى أن تسهل انسياب خراف الأضاحي إلى الخرطوم، لتباع بأسعار مخفضة مما سيهزم استغلال التجار للمواطن.

وتوقع الخبير والمحلل الاقتصادي د.محمد عبد المنعم ارتفاع الأسعار بشكل كبير لتتراوح ما بين (14-25) ألف جنيه، وأشار إلى أنها لن تكون في متناول معظم الأسر وقليل من ستكون لديه القدرة لشراء الأضحية.

تقرير: كوكب الزين
الخرطوم: (صحيفة آخر لحظة)