مقالات متنوعة

كلمة (حمدوك) مُعايدة أم مُغالطة؟


جاءت كلمة السيد رئيس مجلس الوزراء بالأمس في معايدته على العاملين بمجلس الوزراء فاحصة ومختصرة وفاضحة لمعاناة الرجل في إدارة الدولة وذلك من فحوى تقييمه لما تم خلال عام منذ توقيع الوثيقة الدستورية. وأظن شخص يعتبر أن تعيين الولاة إنجازاً لا أظنه سيهتم بالرغيف والملح وشخص رغم كل هذه الحُطام يعتبر أن حكومته أنجزت العديد من المهام هكذا قالها (كلام) دون أن يُسمي تلك المهام! فهذا رئيس وزراء ليس لديه ما يقدمه وشخص يعتبر أن هذا العيد يمر والبلاد تمرُ بكثير من التحديات وكأنه يقول أن العيد السابق لم تكن به تحديات وكُنا بخير وشخص مازال يُطالبنا بالتباعد الاجتماعي بسبب (الكورونا) قطعاً هو لا يعيش بين شعبه ولا يعلم أن (45) راكباً (ينحشرون) داخل عربة (الهايس) الواحده لإنعدام المحروقات لا يمكنهم التباعد وقطعاً أن (حمدوك) لا يعيش بين شعبه ولم ير شمسه ولا زمهريره. وشخص يُرسل الأماني حالماً بأن أجمل هدية يُقدمها لشهداء الثورة المجيدة هي بناء وطن يسع الجميع! لم يأتِ (بطوبة) واحدة منذ عام ناهيك عن بنائها قطعاً هو شخصٌ يحلم ولا يعمل. وشخص يُحدثنا (إنشاءاً) يجترُ كلمات لا تُشبعُ بطوناً جائعة ولن تأتي ببنزين فقطعاً يُحاولُ دغدغة المشاعر بالعبارات الجوفاء. وشخصٌ مازال مُقتنعاً أن السودان عاد للأسرة الدولية سمّاها (عودة بقوة) ولا ندري عن أي عودة يتحدث (حمدوك) ومازال إسم السودان قابعٌ ضمن قائمة الدول الداعمة للارهاب وما زال الابتزاز المادي والصلف الأمريكي يُمارس على السودان صباح ومساء وما زال المُبتزون (يعِدُون) بنشوة دولارات المُدمّرة (كُول) وبالخارج ينتظرُ ذوي ضحايا سفارتي (دار السلام) و(نيروبي) وما زال السفير الامريكي يُقهقهُ هازئاً أن المشوار أمام السودان مازال طويلاً فعن أي عودة يتحدث (حمدوك) ويبشرنا بها ولم يعد الوطن بعد لأسرته الداخلية ونسيجه الاجتماعي، تفعلُ به لجان المقاومة الأفاعيل والحكومة في صمتها المعيب! فأيهُما أولى رضاء الغرب عنّا أم وحدة الوطن .
قال السيد حمدوك أن جهود حكومته ستتواصل لمُعالجة الضائقة المعيشية! وهل بدأت حكومته أساساً فى حلها حتى يتواصل مسعاها ولم تعقد مؤتمراً إقتصادياً واحداً منذ مجيئها؟ ثم لم ينس السيد (حمدوك) أن يُطمئن بأن المُعاناه ستكون لفترة (قصيرة) وبعدها سنعبر وسينصلح الحال! (تاني سنعبر)؟ وبأي مركب وبأى خطة وبأي فهم؟ لم يُحدد! إذاً لا جديد بإختصار لدى السيد (حمدوك) في معايدته الأخيرة. ولم تعُد كونها (ونسة) مع زملاء عمل داخل مرفق حكومي لا ترقى (برأيي) أن يُدعى إليها الاعلام من أساسه. ثم أشار السيد حمدوك إلى الاستقبالات الحافلة التي وجدها الولاة الجدد بولاياتهم! لا أدري هل من ضمن تلك الولايات كسلا والقضارف وشمال كردفان فعن أي احتفالات واستقبالات حافلة يتحدث وما زال الحزب الشيوعي متحفظاً ومحرضاً على تعيين الولاة وحزب الأمة خارج (اللعبة) والمكون العرقي والإثني بالولايات يتحفظ وبشدة وصلت (حدّ) إغلاق الطرق القومية وإحتلال مكاتب الدولة والتهديد بالانفصال فعن أي استقبالات حاشدة ومن أي كوكب يتحدث حمدوك؟ وفي ختام كلمته أكد على ضرورة الاسراع في تكوين المجالس التشريعية لإستكمال هياكل السُلطة الانتقالية (أهو كلام) يُضاف إلى (سنعبر وسننتصر).
قبل ما أنسى: ــ
أظن لو أن السيد حمدوك إكتفى بالمُعايدة على العاملين معه بمجلس الوزراء وإنصرف في سبيله لكان أوفق لهُ من مُغالطة واقع مُتردي لم يعُد خافياً على أحد.

صبري محمد علي
الانتباهة


تعليق واحد

  1. ده راجل …………………….!
    بلا حمدوك بلا فشلوووك بلا ………………..!