مقالات متنوعة

جربوا الصوفية


أظن السؤال الذى أصبح مشروعاً و من حق اىُ سوداني أن يسأله هو (من يحكم السودان) الحرية والتغيير أم الشيوعي أم لجان المقاومة أم تجمع المهنيين أم مجلس الوزراء أم المجلس السيادي فكلهم يدعى أنه صاحب الثورية والشرعية ، بالأمس كتب أحد الصحفيين عن وجود وظيفة رئيس مجلس وزراء شاغرة ويدعو أصحاب المؤهلات والكفاءآت للتقدم بأوراقهم . وبالأمس كتبت صحيفة (متاريس) الالكترونية تحت عنوان (لجان المقاومة تحذر الجيش من المساس بثوار الحتّانه) ! قالت الصحيفة أنه بيان صادر عن مقاومة الخرطوم شرق وأن محررها اطّلع عليه واصفاً البيان بتوعد الجيش أن الرد سيكون عظيماً ولن يتم السماح بمس شعرة واحدة منهم (ثوار الحتانة) في إشارة لحادثة ثالث أيام العيد التى وجهت فيها إساءات عنصرية لعضو مجلس السيادة الفريق أول كباشى خلال زيارة إجتماعيه للصحفى الاستاذ جمال عنقرة بمنزله بحي (الحتّانة) جنوب أم درمان . والتى شرع الجيش بعد بيانٍ غاضب في تحريك دعوي قضائية ضد المتهمين واصفاً إياهُم بالمعروفين لديه .
إذاً في ظل هذا الوضع الهلامى حق لنا أن نتساءل هل توجد حكومة بالخرطوم؟ أم أن الحكومة هى لجنة إزالة التمكين؟ هل توجد شرطة و مباحث وأمن أم لجان مقاومة ؟ هل يوجد قضاء ونائب عام و وزارة عدل أم أنها قد تنازلت عن جميع صلاحياتها لجهةٍ ما ؟ هل يوجد مجلس وزراء أم مجموعة (واتساب) فأين الحكومة إذاً ؟ (برأيي) قد كثرت العثرات وتكرر الاستفزاز الممنهج للمكون الامنى بالبلاد في ظل ضبط النفس ولين الجانب الذى ظل يمارسه الجيش والاجهزة الامنية الاخري وفى المقابل يزداد التمادى من الجانب الآخر بالتغرير بالشباب و إستخدامهم كوقود تحت مسميات والقاب الثورية والكنداكات وتسفية كل ما هو إسلامى إبتداءاً من كلمة (كوز) ككلمة (السدنة) التى سوقت لها إنتفاضة ابريل 1986م التى أصاحت بحكم نميري ترادفها كلمة (فلول) بشمال الوادي التى أطلقتها الانتفاضة التى اطاحت بحكم حسنى مبارك . أعتقد أن هذه الكلمات لن تغير من الواقع شيئاً و إن توهموا ذلك فالاسلاميون موجودون و المايويون لهم حزبهم والنازيون في المانيا ما زالوا يقفون أمام المحاكم و أنصار حسنى مبارك و القذافي لا يمكن التقليل من شأنهم وتأثيرهم . إذاً جميع تلك العبارات (كيزان ، فلول ، سدنة) لن تغير من الافكار و تظل (قش خريف) لن تدوم و سُرعان ما سيكتشف من علفها من (القطيع) أنها لم تضف له شيئاً و لا شحما ولم تزده إلا هزالاً ورهقاً بعد أن إستهجنها عامة الناس وإنتهت صلاحيتها . و (برأيي) أن حالة الهلع ومُحاولات الاستفزاز التى يُمارسها الحزب الشيوعي ستزدادُ كلما مضت الفترة الانتقالية الى نهاياتها ولن يتوقفوا سيبحثون عن فعل مضاد وإحتراب ولو يمثلونها فيما بينهم لإثارة نوع من الفوضى بالشارع وما محاولة صبُ الزيت على قضية تعيين الولاة إلا واحدة من محاولاتهم المفضوحة بزعم انه لم تتم إستشارتهم ولم يتم التوافق مع أصحاب الشأن بالولايات إذا أين كان الشيوعيون قبل الاعلان فهل يٌعقل و أن السيد حمدوك الشيوعى وهو رئيساً للوزراء أن يفعل كل ذلك وصديق يوسف لا يعلم؟ أم هو تبادل أدوار ! أعلنها يا حمدوك من هناك و(سنشعللها) نحنُ من الشارع ! اليس هذا هو واقع الشيوعيين اليوم يمُارسون كل الافعال و الافعال المُضادة حكومة و مُعارضة في سبيل جر البلد للفتنة و الاحتراب ! هو سبيلهم الوحيد لتمديد الفترة الانتقالية و الغاء صناديق الاقتراع التى يفرُون منها فرار الصحيح من الاجرب . إذاً الهدف الشيوعي لم يعُد خافياً على أحد فيما تبقى من الفترة الانتقالية وهو تفكيك الجيش وزرع الفتنة القبلية وقد بدأت بوادرها ثم الاحتراب الطائفى والقبلى ليذهب كيان الوطن . نعم هذه أمنياتهم ولكنها ستخيب وتذهب أدراج الرياح (برأيي) .
نعم كان يُفترض أن تنطلق مبادرات مجتمعية للخروج من أزمة حكم الفترة الانتقالية تخفف الضغط قليلاً عن الجيش كالتى دعى لها الشيخ (الياقوت) و أظن لو تمّ توسيع ماعُونها عبر ما سُمى (بأهل القبلة) وشمل شخصيات ذات وزن ومريدين كأزرق طيبة والشيخ عبد المحمود (طابت) وشيوخ أبو حراز و الشريف أحمد الصديق الهندي وغيرهم من أهل الثقل الدينى والمجتمعى والقبلي فقد تثمر المبادرة ومما قد يدعو للتفاؤل أن جميع من يجلسون على هذه (السجادات) هم من حملة الشهادات الجامعية والشهادات العليا ولن تعجزهم صياغة مبادرة وطنية خالصة تجمع الصف الوطني وتجنب البلد شر التمزق . و لكن في ظل غياب مثل هذه المبادرات يجد الجيش نفسه (مجبوراً) أن يُمسك بالعصا (يهُشُ بها) ليطّلع بمهامه الوطنية في الحفاظ على امن وسلامة الوطن وصولاً لصناديق الاقتراع بنهاية الفترة الانتقالية وحتى ذلك الحين تظل كل الاحتمالات واردة وكلمة (لربما) قد يكثر تداولها بين المحللين السياسيين في توقعاتهم ، ونسأل الله السلامة والنجاة لوطننا .

قبل ما أنسي : ــــ

جربوا الصُوفية قبل ما الهوا يقلب !!

صبري محمد علي


تعليق واحد

  1. لايجرب المجرب معظم الصوفية إن لم تكن كلها كانت رافدأ من روافد الانقاذ إلا القليل منهم كمثال ( الشيخ الورع أزرق طيبة وهو شيخا كامل الدسم دينيا .زهد وورع صفاء ونقاء ). والشعب السوداني يحفظ لأزرق طيبة مكانته لوقوفه ضد الظلم والفساد . في الوقت الذي كانت فيه معظم الصوفية إن لم تكن كلها غارقه في وحل الانقاذ الأسن البغيض . اما مبادرة الشيخ الياقوت فإن من يسوقون لها هم فئة مشبوهة ملفوظة تلاحقهم لعنات الكوزنه أينما حلو ويمثلون الجانب السلبي للمبادرة التي صارت تطابق مقولة هي في البئر وقع فيها الفيل.,