مقالات متنوعة

الصحة وأزماتها..!

مساء أمس وأنا أقرأ تصريح وزيرة الصحة المُكلفة سارة عبد العظيم، تذكرت بيت المتنبي الشهير.. :
“لم تُجمع الأضدادُ في متشابهٍ .. إلا لتجعلَني لغرمي مغنمَا”..
تناقضات الأقوال والأفعال، أسهل الطرق لجعل المسؤول محل النقد والحديث..!
ما الذي دعا سارة للتصريح؟ فعلى مدى أسابيع كنا ننتظر منها حلاً للقليل من المشاكل المدهشة التي يعاني منها القطاع الصحي..
تخيلوا أن حديث الوزيرة، “بعدم وجود مؤشرات لانحسار وباء كورونا” وأن منع انتشاره يُعد ضمن أولويات الوزارة، يأتي متزامناً مع أزمات الكوادر الطبية العاملين في مراكز العزل وتهديدهم بالإضراب أكثر من مرة..!
لا أعلم إن رأت سارة مستوى القذارة الذي يحيط بسكن الكوادر بعد انسحاب جميع الخدمات المقدمة إليهم، من عمال نظافة ووجبات وترحيل، فضلاً عن ما هو معلوم بالضرورة من تأخر المرتبات وضعف توفر الملابس الواقية.
 
هل يمكن أن نعلم ماذا تعمل وزارة الصحة بالضبط؟
غريب أن تناشد الوزيرة المواطنين بالتبليغ السريع عن حالات الاشتباه، فالسؤال البديهي، أين نبلغ ومن سيأتي..؟
يتفق مريض مع موظف في وزارة الصحة، أن الرد يأتي بعد ساعات طويلة من المحاولة، وتأتي العربة بعد نحو أسبوع أو أكثر من الملاحقة، و”كله مُسجل”..!
لماذا تتأخر الاستجابة، لأن “عاملين وموظفين” في إدارة الوبائيات الاتحادية يضربون بين فينة وأخرى لسوء الأوضاع الإدارية.
مستشفى يونيفرسال، تُعد من أضخم وأحدث وأجمل المستشفيات في إفريقيا، تكاد تكون مبرأة من عيب، فالأجهزة موجودة، والمبنى مكتمل، ومع ذلك تعجز وزارة الصحة في تشغيله كبقية المستشفيات..!
ما هي مؤشرات الوزيرة المكلفة أن وباء كورونا لم ينحسر..؟ فالتقرير الضعيف المتقطع الذي تصدره وزارة الصحة، لا يشير لارتفاع الإصابات إلا في ولايتين من أصل 18، كما أن نصائحها مازالت في مرحلة “التباعد وغسل اليدين”..!
ما هذه الأقدار العجيبة، في هذا المكان..؟! يبدو أن التدهور الواضح في التعامل مع كورونا، والكوادر العاملة في هذا المجال، يعد حافزاً للمنظمات الدولية، بتقليل دعمها للسودان مستقبلاً.. “يتعبوا فوق كم”..!


لينا يعقوب
السوداني

تعليق واحد

  1. العقليات التي مرة في وزارة الصحة من منذ المنبوذ اكرم يبدو تفكيرهم واحد لعدم الدارية بالمهنية والمهنة لذا تري التخبط والفشل ملازم لهذه الوازرة المهمة في صحة الانسان والحيوان.