بسم الله الرحمن الرحيم
ليعلم الجميع أن معهد إسلام المعرفة(إمام) ، مثله مثل أي كلية أو معهد بجامعة الجزيرة، لا يمنح أي درجة علمية. الذي يمنح هو جامعة الجزيرة من خلال سلسلة إجراءات تتم عبر مؤسساتها المختلفة، ابتداء من الكلية، أو المعهد، مرورا بعمادة الشؤون العلمية، فعمادة الدراسات العليا سابقا والكلية حاليا، فلجنة الدراسات العليا لينتهي الأمر بمجلس أساتذة الجامعة، وهو السلطة الوحيدة المخول لها منح، أو منع الشهادة عن الطالب. إذن، معهد إسلام المعرفة مهمته هي التأكد من أن طالب الدراسات العليا المسجل به قد أوفى بشروط الجامعة في الحصول على الدرجة العلمية من تدريس، واختبارات وامتحانات وكتابة الرسالة… إلخ.
إني أشهد الله، وقد كنت عميدا للمعهد فترة دراسة الرئيس السابق عمر البشير، أن هذا الرجل تواضع، وهو في عز سلطانه، وجاء إلى قاعة الدراسة وجلس بين ستة عشر طالبا، ممسكا بقلمه وكراسته ليدرس خمسة عشرة مقررا تمتد لثلاثة فصول دراسية ويلتزم التزاما صارما بكل لوائح الجامعة الأكاديمية، ويجلس للامتحان الموضوع لكل طلاب دفعته. وقد نجح فيها جميعا بالمستوى المطلوب للتأهل للدرجة العلمية.
قال في أول محاضرة يحضرها: أنا جيتكم لأنه درب الشريعة راح لينا، وقلت أشوف عندكم لينا شنو.
لقد كانت دراسة الرئيس عمر البشير مصدر إزعاج شديد لأجهزته الأمنية، ولكنه لم يأبه لذلك بل كان يصرفهم ويحضر خفيفا، إلا من رفيق، للدراسة.
يا ترى كم رئيس جمهورية في العالم، قديما وحديثا، يتواصع للعلم وهو في عز سلطانه ويأتي طائعا للجلوس في قاعة الدرس، ملتزما بلوائح الجامعة التي لم يجامله فيها أحد.
لقد استحق عمر البشير شهادته بجدارة من جامعة الجزيرة، وحق لجامعة الجزيرة أن تفخر بتلك التجربة المتميزة، ولكن ماذا نصنع مع الحشف وسوء الكيل.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
بروفيسور محمد الحسن بريمة إبراهيم
العميد المؤسس لمعهد إسلام المعرفة (إمام)
أغسطس ٢٠٢٠م
مؤسس مركز (إمام): توضيحات حول درجة البشير العلمية
اشهد ان البشير جلس وسط الطلاب وحمل دفتره وقلمه
