منوعات

هل مهنة الـ “دي جيه” في خطر؟


نشر المنسق الموسيقي “دي جيه” الفرنسي سايمون سيل، في يونيو/حزيران، افتتاحية في صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسيّة عنوانها “أريد أن أعمل كدي جيه، لكن ليس كيفما كان”. الافتتاحية تشير إلى الضرر الذي تعرضت له المهنة بسبب الحجر الصحي، من عدم القدرة على التنقل، إلى إلغاء الحفلات التي يلعب فيها الـ”دي جيه” موسيقاه، ويطالب فيها بتنظيم المهنة، سواء في ما يتعلق بالتنقل وأماكن الإقامة أو تنظيم الحفلات.

تبدو الافتتاحية عند قراءتها للمرة الأولى ساذجة في مطالبها، لكن الأمر يتعدّى ذلك، خصوصاً أن مهنة الـ”دي جيه” قائمة على التجمهر والتلامس والرقص والتجمع التي حرمنا منها حالياً؛ فتهدد عمل هذه الفئة من الفنانين الذين يحتاجون إلى الجمهور كي يتمكنوا من بناء مسيرتهم. لكن الموضوع تحول إلى تهديد لصناعة الموسيقى الإلكترونيّة بأكملها، حسب الافتتاحية التي نشرت في الشهر الماضي في الصحيفة نفسها، إذ وقّع 170 “دي جيه” ومؤلف موسيقى إلكترونية عريضة يطالبون فيها وزارة الثقافة الفرنسيّة بإنقاذ مهنتهم وموسيقاهم “التي أصبحت أشد هشاشة بسبب الأزمة الصحيّة العالميّة”.

تبدأ الافتتاحية بمخاطبة وزيرة الثقافة بوصفها امرأة تحب الموسيقى الكلاسيكيّة والأوبرا، ويحاول بعدها الموقعون رفع قيمة الموسيقى الإلكترونية والتأكيد على دورها المعاصر، وأثرها في السوق، إذ أشارت الافتتاحيةّ إلى أن مبيعاتها تشكل 17 في المائة من السوق الكليّ، وأثر “اللمسة الفرنسيّة” على الموسيقى العالميّة بأكملها، خصوصاً تلك الإلكترونيّة التي تخاطب كل الفئات والألوان والطبقات.

الإشكالية التي يواجهها صناع الموسيقى الإلكترونية والـ”دي جيه” هي عدم اعتبارهم “فنانين” على المستوى القانوني، ما يحرمهم من الكثير من الحقوق، خصوصاً الآن، في ظل غياب الحفلات، إذ طالبوا بافتتاح أماكن استثنائية للحفلات وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي ضمنها. وهنا نلاحظ الأزمة التي يعيشها القطاع الموسيقي، ذاك القائم على الاحتفال والحركة التي تتناقض مع بروتوكولات الصحة العامة المفروضة على الناس والأماكن العامة.

العربي الجديد