تحقيقات وتقارير

زيارة بومبيو.. السودان أمام ملفي السلام مع إسرائيل ورفع اسمه من “قائمة الإرهاب”


يصل وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى السودان، اليوم الثلاثاء، في زيارة رسمية ليوم واحد، يبحث خلالها مع المسؤولين السودانيين، عددا من الملفات بين البلدين على رأسها العلاقات مع إسرائيل.

وغادر بومبيو، إسرائيل، صباح الثلاثاء، متوجها إلى السودان، في أول رحلة رسمية مباشرة بين تل أبيب والخرطوم، وذلك في اليوم الثاني من جولة على الشرق الأوسط تتمحور حول تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.

وأكدت وكالة أنباء السودان الرسمية، أمس الإثنين، أن المسؤول الأمريكي سيجري مباحثات مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

صحف عالمية: اتفاق وشيك بين دولة عربية وإسرائيل.. وكورونا يفتك بسوريا مع انهيار النظام الصحي
رغم حملهم الجنسية.. ميانمار تمنع سياسيين روهينغا من خوض الانتخابات العامة
وقالت الوكالة إن المباحثات ”تتعلق بدعم أمريكا للانتقال الديمقراطي في السودان، وموضوع العلاقات مع إسرائيل ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعم أمريكا للسلام في السودان“.

وزيارة بومبيو للسودان هي الأولى لوزير خارجية أمريكي، منذ العام 2004، حين زار كولن باول البلاد.

وقال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الجمعة الماضية، إن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بات وشيكاً، وتوقع حذف السودان من القائمة السوداء في غضون أيام، بعد 27 عاماً من إدراجه بالقائمة، بسبب استضافة السودان لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.

ويرجح أن يناقش المسؤول الأمريكي مع قادة الحكومة الانتقالية في السودان، التطبيع مع إسرائيل وخطوات السلام، التي بدأت بلقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق من العام الجاري بمدينة عنتبي اليوغندية.

ابتزاز أمريكي

ويرى الخبير الدبلوماسي السفير علي يوسف، أن القضية الأهم بين الخرطوم وواشنطن، هي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

واعتبر أن عدم رفع اسم السودان من القائمة ”عملية ابتزاز من أمريكا غير لائقة بالشعب السوداني، خاصة بعد الثورة وتغيير نظام الحكم في البلاد“، مؤكداً أن الشعب السوداني ”يستحق منذ اللحظة الأولى رفع اسمه من القائمة السوداء“.

وقال يوسف لـ“إرم نيوز“: ”من الواضح أن قرار رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بالنسبة لأمريكا، رهين مصالح لأمريكا وأهدافها الاستراتيجية في المنطقة والشرق الأوسط وأفريقيا“

خطوتان مؤجلتان

وأكد الخبير الدبلوماسي ”أهمية زيارة بومبيو، في الوقت الحالي، كونها تأتي قبل فترة قليلة من الانتخابات الأمريكية، وباعتبارها جزءا من حملة ترامب الانتخابية“.

ورأى يوسف أن ”الوضع السياسي في البلاد والخلاف البائن بين مكوني السلطة العسكرية والمدنية، سيجعلان من الصعب على القيادة السودانية في الوقت الراهن اتخاذ قرار للاعتراف بإسرائيل برغم أنه لا اعتراض كبيرا على الخطوة“.

وأضاف: ”لذلك أستبعد التوصل إلى قرار واضح ومباشر لصالح الاعتراف بإسرائيل، وذات الأمر ينسحب على ملف رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، لكونه مربوطا بصدور تشريع من الكونغرس الأمريكي“.

أوراق ضغط جديدة

وأبدى أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية، البروفيسور عبده مختار، تخوفه من ”أوراق ضغط“ جديدة يحملها بومبيو لابتزاز السودان، وأوصى الحكومة الانتقالية بـ“أن لا مساومة في الحقوق وعدم القبول بالابتزاز الأمريكي لقبول التطبيع مع إسرائيل“.

وقال مختار لـ“إرم نيوز“، إنه ”لا يستبعد أوراق ضغط أمريكية جديدة على السودان للحصول على مزيد من التنازلات من أجل التطبيع مقابل رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب“.

خطوات التطبيع

ورجح المحلل السياسي، الدكتور أسامة بابكر، أن ”يكون الغرض الأساسي من زيارة بومبيو للسودان هو التطبيع مع إسرائيل“، مؤكدا أن ”التطبيع مع السودان سيتم بخطوات سريعة لجهة مساعي الخرطوم للتطبيع“، على حد قوله.

لكنه استبعد مقابل ذلك رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، مشيرا إلى الحوافز الأمريكية لنظام عمر البشير مقابل توقيع اتفاق السلام الشامل بين الحكومة والحركة الشعبية عام 2005، والذي أدى بالنهاية لفصل جنوب السودان في 2011 دون إيفاء واشنطن بوعد الحوافز لنظام البشير.

ورأى بابكر في حديثه لـ“إرم نيوز“، أن ”التطبيع مع إسرائيل لن يخرج الحكومة الانتقالية من الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، لكنه سيقدم ملف رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب دون شطب اسمه بالنهاية إلا بعد عشرات السنوات تدريجيا“.

وأكد المحلل السياسي أن ”التطبيع بين السودان وإسرائيل سيتم بخطوات سريعة، وسيشمل دولا عربية أخرى، لجهة أن المنطقة العربية مهيأة ولا توجد عقبة توقف التطبيع“، بحسب رأيه.

مصلحة متبادلة

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، مجاهد بشير، أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي للسودان هي الأولى من نوعها لمسؤول أمريكي بهذا المستوى منذ سنوات طويلة، وتعكس تسارعا في مسار تحسين العلاقات السودانية الأمريكية.

وترتبط الزيارة بحسب مجاهد بثلاثة ملفات رئيسية، ”الأول تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل الذي يبدو أنه يشهد عملاً متواصلاً ومكثفاً ويحقق مصلحة للحكومة الانتقالية من خلال مساعدتها على الاندماج في المجتمع الدولي، ورفع السودان من قائمة الإرهاب، والحصول على مزيد من الدعم السياسي والمالي“.

وأشار بشير في حديث لـ“إرم نيوز“، إلى أنه ”من جانب الحكومة الإسرائيلية، يحقق التطبيع مع السودان وغيره من دول الشرق الأوسط، مصالح استراتيجية ومكاسب سياسية وانتخابية للقيادة الإسرائيلية الحالية“.

حلفاء المنطقة

وقال المحلل السياسي مجاهد البشير إن ”الملف الثاني على ما يبدو يتعلق بترتيبات أمريكية لاتخاذ موقف موحد من الحلفاء في المنطقة بشأن قضايا مثل إيران وليبيا واليمن… والسودان يمكن أن ينضم إلى هذه الجهود، خاصة في الحالة الليبية“.

وأضاف: ”نحن هنا بالتالي أمام تنسيق لمواقف وسياسات إقليمية في ظل السياسات والمصالح الأمريكية“.

أوضاع السودان

“الطاقة الذرية” ترد على مزاعم إيران بشأن البرنامج النووي السعودي
اشتباكات وإحراق مبان.. تصاعد الاحتجاجات في ويسكونسن الأمريكية واستدعاء “الحرس الوطني” (فيديو)

ويذهب بشير إلى أن ”الملف الثالث المرتبط بالزيارة هو الوضع السوداني الداخلي والأزمات التي تعاني منها الحكومة الانتقالية، وبالتأكيد فإن الإسراع برفع السودان من قائمة الإرهاب وتقديم الدعم المالي سيكون على رأس قائمة المطالب السودانية، بما يعزز موقف الحكومة الانتقالية إزاء الضغوط المتزايدة، ويعطي متنفسا ولو مؤقتا لرئيس الوزراء والمكون المدني خاصة“.

ورجح أن تسرع الزيارة جهود رفع السودان من قائمة الإرهاب، وبالتأكيد تشكل دعماً سياسياً كبيراً للحكومة.

إرم نيوز