في وداع “ستونة”.. أطلق عليها الرئيس السوداني لقب “المجروس” واتّهمت حكيم بسرقة إحدى أغانيها
عن عمر يناهز 58 سنة، رحلت مساء أمس الاثنين الفنانة السودانية ستونة، عقب تعرضها لأزمة صحية دخلت بسببها العناية المركزة.
وعرفت الفنانة الراحلة بتعدد مواهبها، وقدمت العديد من الألبومات الغنائية، وشاركت بالتمثيل بالمسرح والسينما، وكسبت صداقات عديدة مع نخبة من النجمات بعد نقشها رسوم الحناء على كفوفهن، وأبرزهن الفنانة المعتزلة شيريهان، ويسرا وليلى علوي.
وبعد مشاركتها الفنان محمد هنيدي في فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، اتفقت مع المخرج السوداني سعيد حامد، على أن تقيم ليلة حنّاء بالطقوس السودانية لـ”هنيدي” عند زواجه.
ولدت ستونة في أحد ضواحي الخرطوم في 26 يوليو 1962، وكانت ترتيبها السادس بين 9 أشقاء، وانتقل إليهم عشق الغناء من والدتها التي اشتهرت بالغناء في الأعراس السودانية.
عرفت ستونة طريقها للمهرجانات الفنية في السودان، عندما كانت طالبة في المرحلة الثانوية، وشاركت بالغناء في حفل ثورة مايو، في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري، قبل اعتمادها بالإذاعة السودانية، ولقبت وقتها بابنة الإذاعة.
مع تواصل نجاحها، وبعد تخرجها في كلية الفنون الجميلة قسم التصوير، كونت ستونة فرقتها الخاصة، وشاركت في حفلات مراكز الشباب، ومنها انتقلت للغناء بأشهر نادٍ يجمع كبار فناني السودان “نادى الجنوب”، لتشارك في حفلات يحييها عبد الكريم الكابلي، وسيد خليفة، ومحمد وردى، ومحمد الأمين.
ومع ارتفاع أسهمها ذاعت شهرة الفنانة ستونة، ونالت إعجاب ودعم الرئيس الراحل جعفر نميري، وأطلق عليها على سبيل المداعبة لقب “مجروس الأغنية”، تشبيها بإحدى ماركات سيارات النقل الثقيلة، ليصبح اسمها فيما بعد “ستونة المجروس” وفقا لما ذكره لـ”مصراوي” شقيقها عازف الإيقاع عبد الله.
وقدمت ستونة بالسودان 3 مسرحيات منها مسرحية “عروس حسب الظروف”، التي شهدت خروجها للمرة الأولى من الخرطوم، إذ انتلقت لعرضها بالإمارات والكويت، وشاركت خلال تواجدها بعدة حفلات غنائية، قبل حضورها إلى مصر عام 1990 بصحبة زوجها الأول عازف الأُرج الراحل أحمد عبد الكريم، وشقيقها عبدالله.
وبدأت ستونة رحلتها الفنية بالقاهرة، بعد تعرفها على الفنان النوبي الراحل علي كوبانا، ومن مقر قهوته الشهيرة في منطقة عابدين، عرفت الطريق لأفراح الجالية السودانية في مصر، والنوبيين، وذاع صيتها، قبل أن يقوم المخرج أشرف لولي باختيارها للمشاركة مع سمير غانم بإحدى حلقات “عريس حول العالم”، ثم مع الفنانة نادين في فوزاير “منستغناش”.
عن طريق الفنان على كوبانا اشتركت ستونة، في مهرجان أغاني حوض النيل في ألمانيا بثلاث أغنيات “الأسمراني”، و”ساعي البريد”، وأغنية نوبية تراثية بعنوان “اتو كولن دشكان”، وبسبب الأغنية الأخيرة رفعت دعوى قضائية ضد حكيم طالبته بتعويض قدره مليون دولار، بعد إعادة تقديمه لنفس الأغنية بعد تمصير كلماتها وطرحها بعنوان “شكا”، واتهمته بتشويه أغنيتها.
بعد تعرفها على المخرج انتصار عبد الفتاح، شاركت معه في بطولة 3 مسرحيات، وهي (ترنيمة تو) و(مخدة الكحل) و(فاوست) ثم قدمها المخرج السوداني سعيد حامد لتشارك مع الفنان محمد هنيدي، في فيلم “صعيدي في الجامعة الامريكية” ، وقدمت به أغنيتها الشهيرة “شوكولاتة”.
وشاركت ستونة مع زوجها الراحل أحمد عبد الكريم وشقيقها عبد الله مع الفنان عادل إمام بأفلام “هاللو أمريكا” و”أمير الظلام”.
وتزوجت ستونة للمرة الثانية منذ عدة أعوام من الشاعر كمال يعقوب، ولم تنجب منه، وفجعت في يوليو الماضي بوفاة شقيقها “محمد”.
مصراوي