أبرز العناوينرأي ومقالات

عبد الماجد عبد الحميد: هل نحن أمة تافهة ؟!


• قفز هذا السؤال إلي ذهني وأنا أتابع في ذهول استجابة مايسمي بالمجتمع الدولي لصرخة السودان وهو ينادي الدنيا كلها بأننا في وضع كارثي لم تشهده بلادنا منذ مائة عام ..

• مشاهد المنازل المدمّرة .. والبيوت المهدمة .. والمزارع الغارقة والناس البسطاء الذين يحملون ماتبقي من حطام بيوتهم ذاهبين إلي المجهول مع تيار السيول الجارف ..هذه المشاهد أدمت قلوب أهل السودان كافة ..
• يجتمع كل أهل السودان علي حب النيل الدفاق .. لا يلومونه علي تمرده النبيل .. يغسلون أحزانهم في لجته .. ينتفعون من مياهه العذبة في سقي زرعهم والضرع ..

• عندما تتجاوز مصائب النيل وكوارثه طاقة حبهم له .. عندها يضعون كل ألوان طيفهم وخلافهم السياسي والعقدي والإجتماعي .. يتجاوزون فوارقهم المادية والإثنية والمناطقية .. يرمونها (وسط البحر) ويلبسون لوناً واحداً لاثاني له .. لون السودان الوجداني والإنساني .. وهذا عين مايحدث الآن ..

• علينا تناسي كل خلافاتنا السياسية .. علينا تجاوز كل خصوماتنا العارضة .. فيضانات هذا العام ليست مسؤولية الحكومة القائمة وحدها .. هذا نتاج تراكم سنوات طويلة من فشل حكومات سودانية متعاقبة لم تحسن التعامل مع فيضان النيل وخروجه عن مساره بطريقة إستراتيجية تلجم تمرد شريان حياة السودانيين وعبوره الضفة الأخرى من سنةٍ لأخري ..
• هذه مصيبة تستوجب جلوس السودانيين جميعاً علي تروس المواجهة لنجدة المكلومين وتخفيف فاجعتهم الماثلة .. هذا ليس وقت التلاوم وتبديد طاقاتنا في التنابز السياسي والشتيمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع !!
• هذا وقت غسل أحزاننا .. وتناسي مواقفنا السياسية علي آخر خط من خطوط فيضان النيل العنيد ..
• إن لم تفلح مصائب الداخل في توحيد وجداننا ورؤيتنا لحل هذه المشكلة العارضة .. فعلينا أن ننظر إلي طريقة تعامل وتعاطي من نسميهم الأصدقاء والأشقاء مع الكارثة التي حلت بنا ..

– مصر أرسلت إلينا طائرتين محملتين بالأدوية والمشعمات وأرفقت معهما عشرين طبيباً مصرياً وكأنها لا تعلم أن عدد الأطباء في السودان يتجاوز ال50 ألف طبيباً .. وطبيبة هذا غير كبار الاختصاصيين الذين يسدون عين الشمس بطول بلادنا وعرضها ..
– دولة الأمارات العربية واستنا ببضع معينات غذائية ودوائية تقل مئات المرات من تلك التي حملتها طائرة طيران الإمارات إلي دولة الكيان الصهيوني في زيارة سرية قالت عنها أبوظبي إنها طائرة تحمل معينات للسلطة الفلسطينية لمواجهة جائحة كرونا وهو مانفته حكومة عباس أبو مازن التي قالت إنها لاعلم لها مسبقاً بالرحلة التي دشّنت رحلات التطبيع مع دويلة إسرائيل عبر الأجواء السعودية !!.

– تخلّت عنّا حاضنتنا العربية والإسلامية .. صارت تتفرج علينا ونحن نعافر وسط السيول وخبوب الطين وبقايا منازلنا ونفوسنا المتداعية بفعل مياه الفيضان وحزن الدواخل المتعبة !!
– رمي المجتمع الدولي في وجهنا ب500 ألف دولار .. نعم فقط 500ألف دولار وضعوها في حساب الهلال الأحمر السوداني دعماً لجهده الإنساني في مواجهة الكارثة .. حدث هذا في مقر الأمم المتحدة التي قال ممثلها إنهم سيواصلون دعمهم لنا في مقبل الأيام !!.

– نعم .. رموا في وجهنا 500 ألف دولار وهو ذاته المبلغ الذي هرب به سائق عربة بنك سوداني قبل أيام قبل أن تفك الشرطة السودانية طلاسم الحادثة وتعيد المبلغ إلي البنك !!
– المجتمع الدولي الذي صفعنا بهذا المبلغ الجبان هو ذاته المجتمع الدولي الذي قدم لأشقائنا في اليمن ( وهم يستحقون كل خير وعون ) 500 مليون دولار (كااااش) لمواجهة وباء الكوليرا اللعين قبل أن يتنادي العالم ذاته لمؤتمر إسفيري جمع أكثر من 8مليار دولار لأهل اليمن السعيد لتعينهم في مصيبة الكوليرا .. والكرونا ..

– لم يتفاعل العالم بالكارثة التي حلّت بنا .. كارثة تتجاوز في فداحتها تفجير بيروت الدامي الذي غاب من نفذوا جريمته النكراء وسط غبار حطام عماير بيروت وضجيج طائرات الإغاثة ووفود المجتمع الدولي التي هرعت للتخفيف من مصيبة لبنان وتقديم أكثر من 90 مليار دولار للتخفيف من وقع المصيبة .. بينما يرمون في وجهنا ب500 ألف دولار نجد أكثر منها في خزينة أصغر تاجر عملة بقلب العاصمة السودانية الخرطوم !!.

– لماذا يتأخر العالم عن دعمنا والوقوف بجانبنا في مصائبنا المتتالية .. لماذا يتواطؤون علي خنقنا بحبل العقوبات الأمريكية التي لاتزال تلتف حول رقبتنا رغم سقوط البشير وذهاب عهده وحضور حكومة جديدة نصف وزرائها من حملة الجوازات الأمريكية والنصف الآخر من الناشطين في المنظمات الدولية التي كانت تسارع إلي الحديث بإسمنا في الضراء .. واليوم تصمت ذات المنظمات وتتواري عن دعمنا في كارثة السيول والفيضانات التي لم يشهدها السودان منذ مائة عام ..
• مايحدث لنا هذه الأيام يكشف عن أزمة حقيقية في طريقة تعامل العالم الخارجي معنا كسودانيين يجمعهم وطن إسمه السودان وإن تفرقت بهم دروب الآيدولوجيا وألوان الطيف السياسي والإثني ..

• لماذا يتأخر العالم عن مواساتنا ؟!
• نحتاج كسودانيين للبحث عن إجابة لهذا السؤال بعيداً عن مواقفنا وقناعاتنا وأرائنا في شأن السياسة والإقتصاد ..
• ربما يرانا الآخرون أمة تافهة لا تستحق أكثر من 500 ألف دولار في وجه كارثة حلّت بديارنا بعد مائة عام وأحدثت خراباً ودماراً قالت كل قنوات العالم ووسائل إعلامه إنه الأكثر مأساوية بين كل الكوارث التي شهدتها الكرة الأرضية في تاريخها الماثل !!
• أعيدوا التأمل في عنوان سطورنا هذه !!.

عبد الماجد عبد الحميد


‫10 تعليقات

  1. كل الدنيا ودول العالم تعيش ازمات طاحنه ان كان بسبب كروانا او الضايقه الاقتصادية العالمية التي يعيشها الجميع في ارجاء المعموره من قدم لنا عونا مهما كان يجب ان يشكر علي ذلك، نحن امه تافهة لاننا رهنا قرارارنا لاتفه من حكمنا لثلاثين سنه وكل يعلم ذلك، لا نريد ان نلوم الغير علي معناتنا ولا يجب ذلك ولا نريد صدقه من احد او عطيه من اراد ان يقدم فشكرا له، يجب ان تكون المصائب هزه ورده لتغيير طريقة التفكير النمطي الذي تربينا عليه ، حان الوقت ان نغيير تفكيرنا وذلك باننا امه يجب ان تنفض ركامها وتبعث من جديد وتبدل من حال السكون الي حال الحركة ومن وهدة انتظار الغير الي المبادره لتشكيل مجتمع سوداني ودوله نفتخر بها

  2. ياعبدالماجد المجتمع الدولي تربطه المصالح..عشان كده مابسمع ليك..,كلم عشيرتك (بني كوز) خليهم يرجعوا القروش السرقوها كان ماتافهين والله تحل مشكلة أفريقيا كلها…

    1. الكيزان في حدقات عيوننا ..
      الكوز يمثلني .. وافديهو بعيوني

  3. شكرا على هذا المقال الذي يثبت أن السودان في قلوب كل السودانيين، الحل هو في يد السودانيين وحدهم بالجلوس والاعتراف والحقيقة والمصالحة والنهضة، ما يدمرنا الآن هو كيدنا لبعضنا البعض فيجب أن يجلس الجميع ويتواضعوا لبعضهم البعض ونتصالح جميعنا ونصنع وعاءا يجمعنا ولا يفرقنا فلا أحد يملك السودان ولا أحد يحبه أكثر من الآخر ولن يأتينا من الخارج سوى الفتنة والخراب والسم.. فلننفض جميعا أيادينا من الأجنبي لنبقى.

  4. والله الواحد يستغرب من كتاب ومثقغين وسياسيين وخبراء استراتيجينن لم يتكشفوا أننا أمة وشعب تافه الإ الآن. فعلا نحن لا نستحق أكثر من 500 الف دولار. اذا أنت أعطيت طفلا صغيرا قطعتين من الحلوى فهو لا يصدق من شدة الفرح أما أذا اعطيته صندقا صغيرا من الحلوى فهو أكيد سيطير من الفرح. طيب إذا مثلا دولة من هذه الدول أرسلت طائرة عليها طنين من المواد الغذائية ورأت في المطار كبار المسئولين السودانيين في استقبالها في المطار ويلتقطون الصور مع سفراء تلك الدول فهذا يكفي أن هذا الشعب لا يستحق أكثر من 3 طن. أما إذا أرسلت طائرتين فقد يكون رئيس الوزاء في أستقبالها. أولا لماذا نحن نصرخ كل عام – لقد تعود العالم على صراخنا وهذا هو سر ضعب الإستجابة والتجاوب مع مشاكلنا. ثانيا إذا كان العالم يتفرج علينا ونحن نتقل بمشاكلنا من عاصمة لأخرى وآخر الموضوع حسب كلام أحد قادة الفصائل المسلحة أنهم قطعوا شوطا في التفاوض واقتسام السلطة والثروة وأنهم الآن يبحثون عن من يمول مستحقات السلام تخيل وأنت وأخوك تتقتلا ويقتل بعضكم بعضا ثم تحاولوا أن تتصالحوا ولكن تبحثا عن رجل أو طرف ثالث يعوض الطرف المتضرر. أي سخف هذا وأي انحطاط هذا وأي تخلف هذا وأي نتانة هذه . وأنت الآن تتسال في بلاهة هل نحن شعب تافه هل هو سؤال إستنكاري أم تبحث له عن اجابة فعلا

  5. الحمد لله، فنحن لسنا بأمة تافهة ولا حتي في نظر المجتمعات الخارجية، بل نحن أمة أخافت كل زي سلطان في بلده، وأصبح همه فشلنا لكي لا يصحي شعبه مثل صحوتنا. لذلك علينا التعاون والتكاتف مع بعضنا لإجتياز المحن، ولا نبني آمالنا عليهم. وندعو الله علي مدمري البلد الذين همهم إستغلال الظروف والمحن، وتدمير الإقتصاد لكي يستمروا في ملئ جيوبهم.

    ندعو الله أن نستفيد من هذه المحن ونتعلم الدرس القاسي، كي نعرف كيف نحافظ علي بلدنا، وأن لا ندع مجالا لأي إستغلالي أن يبقي وسطنا، وأن نفضحه وننبذه، ونغير ما بأنفسنا من الأنا إلي نحن. أن نولد من جديد متكاتفين متعاضددين ضد أي إستغلال لنا أو لبلدنا. إذا لم نبدأ بأنفسنا فلا ننتظر من الغير أن يتغيرو.

  6. كووولكم بتعرضوا بر الدارة
    الحكاية ومافيها دي خطة وضعتها امريكا وطبعا من وراءها اسراءيل عام 1970 لتقسيم البلد الى خمسة دويلات عرقية بعد 50 سنة
    مستعملة في ذلك
    1:— عقيدة الصدمة (ميلتون فردمان)
    2:-‘- الجيل الرابع من الحرب(الحرب الصفرية)راجعوها في الشبكة.
    3:— كيف تهزم بلد بدون حرب
    الناس دي يااهلنا بيشتغلوا بالعلم وخلاصة خلاصة الابحاث في موضوع ولو تراه صغيرا
    ناس بتخطط مئات السنين للمستقبل من وراء مؤسسات راسخة في البحث العلمي في كل شيء مهما صغر وهذه المؤسسات ذات روح وطنية عالية لايستطيع اي رئيس ان يتخطاها اولاينفذ ما(تامره)
    هل سمعتم يوم ربكا
    قرر حل ال سي ااي اي
    اوغيرها
    ممنوع ان يراس اي دولة في العاام فرد يحمل جنسيتين
    ممنوع تدخل اي زول في شؤون دولتهم
    لكن دا كله مسموح بل مطلوب بشدة للتقرير في شؤوننا
    نحن شتات لاوطنية لنا ولسنا امة ووطننا عبارة عن انداية
    بالمناسبة اين ثامبو ام..بكا

  7. الم تعلم المثل البقول .
    علي قدر العزم تأتي العزائم
    انظر الي اهل الحكومة اليوم يأتي اليك الرد
    500الف دولار دا مبلغ حقير من مجتمع دولي علي مقاس حكومة قحت الحقيرة .
    شابكين الناس اصدقاء السودان ورجعنا للمجتمع الدولي ابطلنا قوانين اللواط والدعارة والخمور والزنا عشان خاطر المجتمع الدولي ..الان ادرك اصدقاءوالسودان ان قحت اكبر نكرة يجب التعامل معها بحقارة.