وطن للبيع في مزاد علني .. !!
🔅✍ عرف التراث المصرى العديد من القصص والحكايات ، في شكل مسلسلات جميعها لها وقع خاص على المواطنين ، من حيث الشهرة والمعرفة ، ولكن تظل قصة عواد الرجل الذى باع أرضه صاحبة الشهرة الأكبر ،، التى قدمت فى أوبريت ثم مسلسلات أبدع كلماته الشاعر الراحل مرسى جميل عزيز ” عواد باع أرضه ياولاد .. شوفوا طوله وعرضه ياولاد .. ياولاد غنولوا .. على عرضه وطوله ياولاد ..
الأرض أرضنا عن أبونا وجدنا، وبكره ولا بعده لولادنا بعدنا كلمات الأوبريت ورغم أنها مستوحاة من قصة حقيقية ؛فإنها ظلمت عواد الأصل الذى لم يبع أرضه ، بل وقف مدافعًا عنها ضد ظلم مفتش الدائرة ، الذى استباح لنفسه سرقة أرضه ، فقاومه حتى لفظ النفس الأخير من حياته ، هذا هو عواد مصر لم يفرط أو يبع شبرًا واحدًا من أرضه ، ولكن فى بلادنا السودان ظهر عواد من نوع آخر ، عواد على استعداد تام لبيع الأرض والوطن مقابل أن يستمر فى الحكم ، حتى ولو كان ذلك على حساب الشعب السوداني ، عواد تسرى دماء الخيانة فى شرايينه ، مبديًا ترحيبه لبيع ما تبقى من أرض الوطن لمن يدفع أكثر ، فطلب البعثة الأممية وقوات دولية لحراسة حكمه فقط ليحكم وتحكم قحت ؟ و يتولى حكومة تدعى ظلمًا وبهتانًا أنها حكومة ثورة ديمقراطية غير منتخبة وهم قد سرقوا الثورة ؟
دويلة وليست دولة تتحكم في مصير سوداننا .. السوداني كمال حمزة هو الذي بني الإمارات وعندما نحن كنا دولة بسيادتها لم تكن الإمارات موجودة ولم تكن لديها عملة والأن نحن نرهن مصير بلادنا كلها للإمارات ؟ يسافر حمدوك لأكثر من ١٣ دولة للبحث عن من يشتري السودان ورهن البلاد للبعثة الأممية والقوات الدولية ؟ السعودية والإمارات يتحكمان في مصير البلاد وهم الذين يقرران التطبيع مع إسرائيل ام لا ؟ وصار البلاد في مزاد علني لمن يدفع أكثر وفي مفاوضات التطبيع السوداني الإسرائيلي والإمارات تلعب دور الوسيط وإمريكا السمسار وإسرائيل مشتري والسودان مبيوع ؟ إشتراطات برفع العقوبات مقابل التطبيع مع إسرائيل ، طلبات بدفع مبالغ خمسة أو ثلاثة مليار دولار ويتم التفاوض حول المبلغ ؟ وإمريكا تدعي مساعدة السودان وبالمقابل تطالبها بدفع تعويضات عن جرائم لم يرتكبها السودان ولكن إعتراف من باع السودان جعل الامريكان يتمسكون بتجريم السودان وإرغامها علي دفع تعويضات ؟
حكومة قحت تسعى جاهدًا للبحث عن خائن ليوقع معه اتفافية مشبوهة وتطبيع كامل ومتكامل مع إسرائيل مقابل مبالغ مالية ٣ مليار دولار .. والإمارات تطمع في الميناء والسعودية تطمع في الغذاء والثروة الحيوانية وأمريكا تطمع في المعادن والبترول وهكذا يتم بيع الوطن والضايع هو المواطن المسكين المغلوب علي أمره .. ويتم بيع وطنه .. الشاعر هاشم صديق عندما كتب قصيدته بعنوان ” المحاكمة ” في العام ١٩٨١ م كأنه يشهد أو يعرف ما يحدث اليوم .. ونترككم مع جزء من كلماته ..
كرهت تفاهة الثوار
وكت يبقى النضال قعده
كَرِهت قصايد الحفلات
عن (الثورة) وعن (الجبهة)
كرهت معَارِك الاحقاد
تحيل اسم البلد لعبه
كرهت تطاول الأولاد
والساقطين من النقّاد
وصوت ((فنان)) ملوّث
بي هوى الأسياد
وسَاقِط من ضمير الكلمه
والمبدا
وحامل راية الأوغاد.
أموت يا وطني
بي خنجر مكايد الحاشيه
والطاغيه
ولا الشايلين إسم ثوار
وهم من عُصبَه المافيا ؟!
أقوم يَا وطني من جرحى
أشوف بي رؤية العافيه
جروحك في المزاد للبيع
وإسمك في خُشوم لاهيَة
وأحسك غابه من أشواك
عليك قَدَم البِحِس حافية
إبراهيم بقال سراج
*الإربعاء . 23 . 9 . 2020 م*