تحقيقات وتقارير

الدعم السريع .. ماذا بعد اعتداءاته المتكررة


ضجت الأسافير منتصف هذا الأسبوع وعلى يومين على التوالي بحادثتي اعتداء أفراد من قوات الدعم السريع على طالب بالضرب المبرح وحلق شعره بطلمبة وقود، و(صفع) مذيعة قناة السودان حنان عثمان عند محاولتها دخولها لمقر عملها بالإضافة لمنع وزير الإعلام من دخول مبنى التلفزيون آنفا ، فبرغم حديث قائد هذه القوات الفريق أول محمد حمدان حميدتي مع قواته بضرورة التأقلم مع المدن والتعامل مع المواطنين على أساسها إلا أن الاعتداءات مازالت مستمرة لتخلق حالة من السخط على هذه القوات..

ركل وضرب وتقييد
الطالب بجامعة الرازي محمد حافظ ، تعرض يوم الأربعاء ، إلى اعتداء من قبل قوات الدعم السريع في محطة وقود بالقرب من شركة كنانة بالخرطوم.
وأفاد مقربون من محمد حافظ أنه تعرض للضرب والركل وحلاقة الشعر والتقييد بالحبال بسبب اعتراضه على تجاوز سيارة برادو مظللة للصفوف وتعبئتها بالوقود.

وأظهرت الصور التي تم نشرها في وسائط التواصل الاجتماعي أثار الضرب والتقييد في جسده، وسط إدانة واسعة من قبل عدد كبير من الناشطين.

صفع مذيعة القومي
المذيعة حنان عثمان المذيعة بالتلفزيون القومي تلقت صفعة من أحد أفراد قوات الدعم السريع، وحسب المصادر أنها كانت تنوي الدخول لمباني التلفزيون من أجل تقديم حلقة مباشرة من برنامج (صباح الخير) وقام أحد عساكر قوات الدعم السريع أثناء حراستهم لمباني الإذاعة والتلفزيون بمنعها من الدخول حتى بعد إبرازها بطاقة تؤكد انتماءها للمؤسسة ولكنه أصر على الرفض وحينما تجاوزته قام بضربها في وجهها، ويضيف المصدر قامت المذيعة “حنان ” بفتح بلاغ جنائي ضد العسكري.

مهام الدعم قتالية
الخبير العسكري اللواء /م د. أمين إسماعيل مجذوب قال إن تجاوزات قوات الدعم السريع المتكررة تأتي لقلة التدريب لأفرادها و لأشغالهم أحياناً بعض المهام الخاصة بالشرطة كالذي حدث في التلفزيون وبعض المواقع الأخرى.

وأوضح مجذوب في حديثه لـ(السوداني) أن قوات الشرطة هي قوات مدربة تستطيع أن تتعامل مع المواطنين وأن قوات الدعم السريع غير ملمة بالقانون الجنائي للشرطة، منوهاً إلى أن وجودها بالمدن وبعض المقار الحكومية يتسبب في الاعتداءات.

وأكد مجذوب أن قوات الدعم السريع أنشئت لأغراض قتالية ولا بد أن تدريبها تدريب كامل إذا تم استخدامها في المدن، مرجحاً ابعادها عن كل المهام التي يمكن أن تؤديها قوات الشرطة وأن تؤدي مهامها القتالية التي أنشئت لأجلها.

وأضاف:أحياناً تكون هنالك تجاوزات من الطرفين هنالك بعض الأفراد نسبة تراكمات سابقة وهنا يأتي ما يمكن تقع التجاوزات أو الاعتداءات.

بلاغات ومحاكمات عسكرية
القانوني محمود الشيخ أكد في حديثه لـ(السوداني) أنه عندما يحدث اعتداء على مواطن من قبل فرد بالقوات النظامية يتم فتح بلاغ جنائي لدى الشرطة بالحادثة ضد القوات النظامية موضع الانتهاك لتقوم الشرطة بمخاطبة القوة لرفع الحصانة عن الفرد، مشيراً إلى أنه في فترة ما طلبت قوات الدعم السريع من المواطنين التقدم ببلاغات في أي حادثة انتهاك ضدهم من قواتها، مشدداً على حدوث محاكمات عسكرية داخلية يتم من خلالها معاقبة الأفراد المدانيين بالاعتداء بالتجريد من الرتبة أو الفصل.

مهام واتهامات الدعم
تُعدّ قوات الدعم السريع هي نفسها ميليشيات الجنجويد التي استخدمتها حكومة النظام المباد لمحاربة الحركات المسلحة المناهض للحكومة خلال الحرب في دارفور، وشُكّلت قوات الدعم السريع رسميًا في أغسطس 2013 بعدما تمّت إعادة هيكلتها فأصبحت تحت قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني وذلك في أعقاب إعادة تنشيط ميليشيات الجنجويد من أجل محاربة الحركات بدارفور وجنوب كردفان وولاية النيل الأزرق في أعقاب الهجمات المشتركة من قبل الحركات في شمال وجنوب كردفان في إبريل 2013.

بالإضافة إلى دور قوات الدعم السريع في دارفور؛ عادةً ما يتمّ نشرُ هذه القوات للقيام بدوريات على الحدود مع ليبيا ولجمع اللاجئين الإريتريين والإثيوبيين وذلك في إطار تنفيذ بنود مبادرة مشتركة بين الدول الأوروبية والإفريقية بما في ذلك السودان لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
شاركت قوات الدعم السريع في الحرب الأهلية اليمنية؛ حيثُ انخرطت عسكريًا رفقة القوات الأمنية الأخرى في التدخل الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن.

اتهمت قوات الدعم السريع بفض اعتصام القيادة العامّة بشكلٍ عنيف ما تسبّب في مقتل 100 محتج سلمي على الأقل ومئات الجرحى كما تم اتهام بعضُ عناصرها باغتصابِ النساء والرجال على حدٍ سواء فضلًا عن نهب منازل المدنيين بالخرطوم وفي مدن أخرى في نفسِ يوم المجزرة.
وتُهمت هذه القوات أيضاً بارتكابِ انتهاكات جسيمة أخرى خِلال احتجاجات عام 2019 بمَا في ذلك استهداف الاعتصامات السلمية ومحاولة فضها بأيّ طريقةٍ كانت، والهجمات على المُستشفيات، حيث أفادت اللجنة المركزية للأطباء السودانيين أن قوات الدعم السريع قد قتلت بالرصاص تسعة أشخاص في سوق قرية دليج في وسط دارفور في العاشر من يونيو بذات العام؛ فيما فسّر المدنيون المذبحة كردِ فعلٍ على العصيان المدني الذي دخلَ فيهِ الشعب للضعط أكثر على المجلس العسكري من أجلِ تسليم السلطة للمدنيين.

الخرطوم: هبة علي
صحيفة السوداني