معتصم أقرع: نفسانيات الوضع الراهن في السودان
بعد ادارة كارثية لملفات الاقتصاد والسلام والسياسة الخارجية, دخلت شرائح هامة من الشعب في مرحلة مرضية في علاقتها مع الحكم الراهن, بها خليط من سمات متلازمة ستوكهولم و اضطراب عقلي يسمى متلازمة المرأة المعنفة.
متلازمة ستوكهولم هي حالة يطور فيها الرهائن تماهيًا نفسيًا مع آسريهم تنمو بها روابط عاطفية حميمة بين الخاطفين والأسرى رغم لامنطقية الوضع وفي ضوء الخطر العظيم الذي يتعرض له الضحايا .
حسب المصادر, هناك أربعة مكونات رئيسية تميز متلازمة ستوكهولم:
– عدم وجود علاقة سابقة بين الرهينة والآسر.
– إيمان الرهينة بإنسانية الخاطف الذي لا تراه كتهديد وانما كحامل لنفس القيم.
– نمو مشاعر إيجابية لدى الرهينة تجاه الخاطف.
– رفض الرهائن التعاون مع اخرين يحاولون مساعدتهم الا اذا كانوا من أعوان الخاطف ومناصريه.
من ناحية اخري دخلت شرائح هامة من الشعب في حالة نفسية تشبه حالات العنف المنزلي, الذي يتعرض فيه فرد, عادة زوجة, الِي عنف جسدي أو نفسي تنجم عنه استجابات غير صحية.
الحكومة الحالية لا تمارس عنفا ماديا يذكر ولكنها تكثر من العنف النفسي والفكري المرتكز علي الدعاية والكذب والطناش وكسر الوعود والبيع.
يمكن أن يؤدي العنف المنزلي (والسودان بيتنا) الي اضطراب عقلي يسمى متلازمة المرأة المعنفة، تسمى أحيانًا متلازمة الزوجة المعنفة ، وهي نوع ينتمي الِي مجموعة اضطرابات ما بعد الصدمة.
مع متلازمة المرأة المعنفة ، تصاب المرأة بالعجز المكتسب الذي يجعلها تعتقد أنها تستحق الإساءة أو انه لا يوجد بديل وأنها لا تستطيع الهروب من علاقة العنف – وهذا اوضح ما يكون في حالة السودان اذ يري الكثير منا ان الوضع الراهن خطر ولا يمكن الدفاع عنه ولكن لا يوجد بديل لذلك وجب القبول . في كثير من الحالات ، تصور عدم وجود بديل هو السبب في عدم إبلاغ النساء عن إساءة معاملتهن أو تجنب إخبار الأصدقاء والعائلة بما يحدث.
وتماما كرجل العنف زهدت حكومتنا في استرضاء الشعب وبالغت في استغلال احساسه بالعجز وبعدم وجود بديل.
وفي رحلة العنف, تحاول الضحية التعايش مع الأوضاع بتطوير ميكانيزمات نفسية تبرر ما يحدث وتساعدها علي القبول به, منها:
– إنكار تعرضها لسوء المعاملة ، أو تبرير ذلك على أنه زلة عابرة تحدث مرة واحدة وتزول ونعود احباب زي ما كنا.
– الشعور بـالذنب والاعتقاد بـأنها تسببت في الإساءة أو انها تستحقها لان بها عيبا ما.
– الاعتراف الخجول بالعنف ولكن مع التقليل منه أو تبريره.
– الإقرار بحدوث العنف ولكن إنكار العواقب والأذي الذي يترتب عليه.
– فقدان الرغبة في اجتراح حلول تنهي حالة العنف.
وفي حال السياسة السودانية فقد تم استبدال عنف البشير المادي بعنف معنوي قابل للانكار لانه لا يري.
ولكن العنف النفسي والفكري المرتكز علي الدعاية والكذب والطناش والبيع هو اشد خطورة من سياط البشير لانه عنف يصيب العقل والقلب معا.
في كثير من الدول يقر علم النفس والقانون بخطورة متلازمة المرأة المعنفة ولهذا يتم أخذها في الاعتبار كعامل مخفف عندما تقتل النساء شركائهن المعتدين.
وفي سوداننا قد تنفجر الضحية وتقتل المعتدين عمليا أو سياسيا , واذا ما لم يكن ذلك ممكنا قد تحطم الضحية كل ما في المنزل من اصول وتقتل الأطفال ثم تنتحر.
معتصم أقرع