موزيلا تهيمن على سوق متصفحات الإنترنت
بعد أن قامت مؤخرا ً بإطلاق نسخة تجريبية من برنامج 3.5 Firefox، في رابع تحديث للبرنامج حيث تم إدخال تحسينات على أدائه وزيادة سرعته، عادت شركة موزيلا Mozilla لصناعة البرمجيات إلى الساحة بقوة مرة أخرى، لتفرد سطوتها وهيمنتها على سوق المتصفحات الإلكترونية رغم قصر عمرها ، مقارنة ً بشركات عملاقة أخرى. وفي تقرير مطول لها حول حالة النجاح التي تعيشها الشركة، تكتب صحيفة النيويورك تايمز الأميركية تحت عنوان ( فايرفوكس .. مستقبل مليء بالتحديات في الانتظار ) وتلفت وفي البداية الانتباه إلى حالة التألق التي ظهرت عليها الشركة، وكذلك متصفحها فايرفوكس طيلة فترات كبيرة من العقد الحالي، بعد أن استطاعا أن يحققا توازناً عملياتياً مع شركة مايكروسوفت ومتصفحها إنترنت إكسبلورر.
وتابعت الصحيفة بالقول أن فايرفوكس، وهو سليل المتصفح نتسكيبNetscape Navigator هذا المتصفح الذي ساعد في إحداث قفزات نوعية في ثورة الإنترنت هو عبارة عن متصفح ماهر وآمن، وهو ما لا يتوافر في متصفح الإكسبلورر. وبحسب ما ذكرته شركة Net Applications المنوطة بتتبع أسهم سوق المتصفحات، تبين أن موزيلا تمثل نحو 22 % من سوق المتصفحات، في حين يمثل إكسبلورر مايكروسوفت نسبة تصل إلى 66 %. وعلى عكس الوضعية التي كانت عليها شركة موزيلا في الماضي، حيث كان ينبغي عليها العمل في إطار ما تحدده العملاقة مايكروسوفت، نمت الآن الأجواء التنافسية الخاصة بموزيلا على نحو متشعب.
إضافة إلى ذلك، باتت ساحة قتال المتصفحات الإلكترونية أكبر بكثير وباتت تشتمل الآن على الهواتف الجوالة. هذا ويعتبر متصفح إكسبلورر 8 الخاص بمايكروسوفت، وسافاري 4.0 الخاص بأبل، وكروم التابع لغوغل، وأوبرا، وفايرفوكس، هم أكبر خمس متنافسين في مجال المتصفحات التي يمكن الاستعانة بها في أجهزة الكمبيوتر المكتبية. في حين تعتبر المتصفحات التي تعتمد على تقنية الـ Webkit المتصفحات الرئيسية بالنسبة لعالم المحمول. وفي تعقيب له حول تلك الأجواء التنافسية التي يشهدها السوق الآن، قال “جون ليلي” الرئيس التنفيذي لشركة موزيلا :” العالم يختلف كثيراً الآن عما كان عليه منذ عام، فحن لدينا الآن ثلاثة متصفحات جديدة وهناك مجال أوسع للتنافس وهو ما يتيح للمستخدم إمكانية الحصول على قدر أكبر من التكنولوجيا”
هذا ولم يصدر عن ليلي ردة فعل صريحة بشأن الحقيقة التي تؤكد على نجاح موزيلا في الاستيلاء على حصة كبيرة من السوق، متفوقة ً بصورة كبيرة على إنترنت إكسبلورر الخاص بمايكروسوفت، واكتفي ليلي بالقول :” إذا قلت ذلك، أعتقد أنه سيكون أمرا ً غير مريحا ً، لأن منافسينا يمتلكون أضعاف وثلاثة أضعاف ما نمتلكه من موارد وطاقة بشرية، من المعروف أنها تعمل بلا هوادة”. فيما رأت الصحيفة من جانبها أن تطبيقات الشبكة العنكبوتية التي تعتمد على المتصفحات يمكن أن تتواجد على أية أساس مثل الأجهزة الكمبيوترية المكتبية أو الهاتف الجوال. وهو ما يجعل من مسألة السيطرة على المتصفح أمر مهم بشكل عشوائي بالنسبة لشركات مثل غوغل ومايكروسوفت وأبل.
في حين قال مارك أندريسين، الذي قامت أول شركاته وهي شركة نتسكيب للاتصالات (Netscape Communications ) بتقديم الشبكة العنكبوتية إلى الملايين عن طريق متصفحها “نتسكيب” في أثناء إحدى الاجتماعات التي عُقِدت العام الماضي. هذا ويعول ليلي على عدة عوامل سيكون من شأنها أن تحافظ على تقدم فايرفوكس في الصدارة على حساب منافسيها. أولها، أن المتصفح قد تم تطويره على يد مجموعة حية من مطوري فايرفوكس. وثانيهما، هو أن الشركة قامت بحشد تأييد الأشخاص الذين يقومون بتطوير إضافات المتصفح مثل التمديدات والمواضيع، التي تسمح للمتصفح بالتكيف مع متطلبات واحتياجات قاعدة منوعة من المستخدمين. والأكثر أهمية من هذا وذاك، هو ما قاله ليلي عن أن فايرفوكس تدعم الويب المفتوح، وذلك في الوقت الذي يمتلك فيه منافسيها أجندات عمل خاصة بهم.
وحول بدء تركز الأنظار على سرعة وأداء المتصفحات، خاصة ً مع ظهور المتصفح كروم الخاص بشركة غوغل، اعترف ليلي بوجود ما أسماه “الضغط التنافسي”، منوهاً في الوقت ذاته بأنه ذلك كان نتاجا ً طبيعيا ً، وأضاف :”يتطلع فريق موزيلا إلى المحافظة على سرعة ورشاقة وتخصيص المتصفح الخاص بشركتهم، وهو ما بدا جلياً قي التحديثات التي أضيفت مؤخرا ً على النسخة التجريبية من برنامج 3.5 Firefox، في الوقت الذي يعملون فيه بجد لإصدار النسخة القادمة من المتصفح التي تحمل رقم 3.6 إما في نهاية العام الجاري أو في خلال العام المقبل”. كما أشار ليلي إلى أنهم يبذلون قصارى جهدهم أيضاً في هذه الأثناء من أجل توسيع نطاق عمل فايرفوكس ليطول عالم الهواتف المحمولة الذي يوليه مسؤولو الشركة اهتماماً كبيراً.
المصدر :ايلاف