تحقيقات وتقارير

أجور أساتذة الجامعات .. أزمة تهدد الاستقرار الأكاديمي

24 مدير جامعة حكومية، وقفوا الثلاثاء أمام مجلس الوزراء تعبيراً عن رفضهم لتعامل وزارة المالية معهم.
رئيس الحكومة د. عبدالله حمدوك استقبل (5) من ممثلي مدراء الجامعات، الذين سلموه مذكرة مطلبية تلتها مديرة جامعة الخرطوم د. فدوى عبدالرحمن علي طه.

حمدوك أمن على ماجاء في المذكرة من مطالب، لكنه لم يحدد سقفاً زمنياً لتنفيذها، رغم أنه استجاب لمقابلة أساتذة الجامعات في أقل من 24 ساعة، تأكيداً على الدور الكبير الذي يقومون به.

تأخر المرتبات
عقد مدراء الجامعات الحكومية نهاية الأسبوع الماضي اجتماعاً بقاعة بروفسير دفع الله الترابي بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم برئاسة مدير جامعة الخرطوم فدوى عبدالرحمن، ناقشوا مسألة تأخر المرتبات العاملين بمؤسسات التعليم العالي وحقوق المبتعثين واستنكروا تعامل وزارة المالية وما وصفوه بالحجج الواهية وغير المقبولة والنظرة غير السليمة تجاه مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدين في الوقت نفسه حرصهم على مستقبل الطلاب وأسرهم.

وخرج الاجتماع بضرورة رفع مذكرة لرئيس الوزراء لشرح الوضع الحالي بالجامعات والمطالبة بإحقاق الحق وإنفاذ ما التزم به مجلس الوزراء حول القضايا التي تهم التعليم العالي ومنسوبيه.

مديرو الجامعات خلال اجتماعهم بجامعة الخرطوم أكدوا تضامنهم مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتجمع أساتذة الجامعات السودانية التي كانت وماتزال تنافح عن حقوق منسوبي التعليم العالي بكافة الوسائل.

مدير جامعة الخرطوم فدوى عبدالرحمن أكدت في حديثها لـ (السوداني) أن موكب مديري الجامعات الحكومية إلى مجلس الوزراء لم يكن وقفة احتجاجية بل كان داعماً للحكومة الانتقالية ورئيس الوزراء وحرصاً من ألا يستغل المتربصون بالثورة تأخر صرف الرواتب لإحداث زعزعة بالجامعات، مشيرة إلى الموكب كان بخصوص تأخر صرف المرتبات، وقالت إن وزارة المالية هي السبب، لافتة إلى أن رئيس الوزراء استقبل مندوبي المديرين الذين جلسوا معه بترحاب ووعد بحل المشكلة.

أوضاع مزرية
مدراء الجامعات الحكومية قالوا منذ قبولهم التكليف إن المرتبات مستقرة واستمر الحال حتى بعد تطبيق الهيكل الراتبي الجديد، إلا أنهم منذ شهر سبتمبر أصبحت المرتبات تتأخر بحجة أنه دعم وليس فصل أو كغيرها من الوزارات، وحلاً لهذا الاشكال تم الاتفاق بين وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي مع وزيرة المالية المكلفة لصرف مرتبات الفصل الأول، إلا أنهم تفاجأوا للمرة الثانية بدون مبرر مقبول للتأخير، مشيرين إلى دور وزيرة التعليم العالي لإزالة العقبات حرصاً منها على استقرار الجامعات، لكن دون جدوى.

مدراء الجامعات أشاروا إلى وجود عقبات تحول دون تفهم وزيرة المالية المكلفة لمهامها تجاه الجامعات، ودفع هذا الأمر بعض المتربصين بالثورة بإعلان الإضراب في بعض الجامعات، واعتبروا ان الخطوة تنذر بنسف الاستقرار الأكاديمي والأمني في كل الجامعات والبلاد، خاصة وأنها تمر بمرحلة مفصلية من عمر الفترة الانتقالية.

خلال المذكرة أكد مديرو الجامعات أن وزارة المالية أوقفت منذ يناير المنصرم تحويل استحقاقات المبعوثين بالخارج مما يجعلهم يعيشون أوضاعاً مزريه تمس كرامة المواطن، مشيرين إلى موقف المالية من صندوق رعاية الطلاب بعد تبعيته لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي منذ إبريل الماضي وظنوا أن هناك عداء بينهما على الرغم من أن قانون صندوق رعاية الطلاب ينص على إنشاء حساب خاص يتم فيه توريد مستقطعات دعم الصندوق وغيرها.

وقالوا إن هذا النهج الذي تتعامل به وزارة المالية تجاههم ما يجعلهم يعتقدون أنها تتجاهل أهمية التعليم العالي والبحث العلمي وموقع المعرفة في مشروع نهضة البلاد ودورها في تحقيق أهداف وقيم الثورة، وأضافوا: لا يمكننا مطلقاً القبول بتنازل حكومة الثورة عن الصرف على الجامعات، إذ إنها رأس الرمح في التحول الديمقراطي وتحقيق السلام والتنمية بالبلاد.

إقالة الوزيرة
أستاذ العلوم السياسية عبدالله الدومة دعا فى حديث لـ(السوداني) رئيس الوزراء إلى حسم ما اسماه بـ (الفوضى) التي تقوم بها وزيرة المالية المكلفة، وقال إنه يجب إقالتها قبل التعديل الوزاري المرتقب، مشيراً إلى أن الإجراءات التي تقوم بها تجاه أساتذة الجامعات يمكن أن تؤدي إلى عدم استقرار الأوضاع بالجامعات وبالتالي البلاد ككل.

الدومة أشار إلى ضعف مرتبات أساتذة الجامعات، ولا يمكن أن يتأخر صرفها، وقال كيف يستطيع الأستاذ أن يصل إلى الجامعة ولا يملك (حق المواصلات)، محذراً من أن يتم استغلال الأمر من أنصار الثورة المضادة.

أستاذ الاقتصاد بالجامعات السودانية عبدالعظيم المهل أشار في حديثه لـ (السوداني) إلى أن أساتذة الجامعات لم يصرفوا مرتب الشهر الماضي حتى الآن، وقال “منذ إبريل تم تقديم قوائم بالأسماء حسب الدرجات الوظيفية والهيكل الراتبي المجاز من قبل الدولة”، وأضاف: “يجب أن يكون مرتب الأستاذ الجامعي أفضل لأنه خارج الخدمة المدنية، كما أنه يتم إغراؤه للعمل خارج السودان بمرتبات تصل إلى 20 ألف دولار”، وقال إن الأستاذ الجامعي مظلوم منذ النظام البائد وأن العقلية التي تتعامل معهم لم تتغير حتى الآن.

المهل قال إن مرتب الأستاذ الجامعي بالسودان قبل زيادة المرتبات كان 60 دولاراً، وبلغ بعد الزيادة 200 دولار ولا يوجد التزام بصرفها في موعدها، واعرب عن قلقه من استمرار هذه الوقفات الاحتجاجية لاساتذة الجامعات لانها تؤثر على استقرار العام الدراسي، مشيراً إلى أن الاوضاع بصورة عامة تصب في مصلحة نسف العام الدراسي وطالب بحل مثل هذه المشاكل التي تواجه أساتذة الجامعات والطلاب.

تقرير: وجدان طلحة
صحيفة السوداني