الجابرهم علينا شنو..؟
يُنظر إلى الاعتراف الذي أدلى به وزير التربية محمد الأمين التوم في منتدى الزميلة (التيار) بالشجاع فيما يراه البعض بالمحزن..!
أقر التوم أن وزارته طلبت من سفارات ألمانيا واليابان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية منحها ورقاً لطباعة الكتاب المدرسي، وأنها لم تجد استجابةً إلا من سفارة واحدة قامت بمنحهم 30 ألف دولار، ورفضتها الوزارة وقررت إعادة المبلغ..!
ينتقد البعض طريقة “الشحدة” أو التسول الذي تنتهجة الحكومة من ناحية عامة لإنجاز مهامها، أو بالأدق واجباتها، فيما يمتدح البعض المسؤولية التي يتحلى بها الوزير لمحاولته معالجة أزمة تواجه وزارته بشتى الطرق.
لكن الأسئلة التي تفرض نفسها، إلى متى تظن الحكومة السودانية أن المجتمع الدولي سيدعمها إلى ما لانهاية..؟ لماذا تظن الحكومة أن العالم ينظر للسودان كأنه “جنة” ومصدر إلهام وقوة..؟ ما هي مصالح الدول الأخرى عربية أو غربية في السودان وفي دعم الحكومة الانتقالية بصورة مزعجة وباتت لا تُطاق..؟
ولنذهب أبعد من ذلك.. هل حاولت الحكومة الانتقالية تعزيز علاقاتها ومصالحها مع الدول سياسياً واجتماعيا وثقافياً لتزيل حرج المطالب المتكررة..؟
لماذا لم تفكر في طرق ووسائل لبناء الثقة أولاً وتعزيز ما تم ثم تتجه إلى “الشحدة”..؟!
لا أفهم أن يأتي مسؤولون ووزراء جدد فتبدأ علاقاتهم مع الآخرين بشحدة ومطالب وعقد مؤتمرات اقتصادية سُميت بـ”أصدقاء السودان” لإعلان التبرعات و”ختت الصندوق”، وتنتهي إلى حد مُطالبة الآخرين بطباعة كتاب مدرسي للتلاميذ..؟!
الطريقة التي تدير بها هذه الحكومة علاقاتها مع الدول الأخرى غير مقبولة البتة، فالإنسان الطبيعي لا يحب أن يُكَوٍن علاقة مع شخص كثير المطالب – ولن أقول كثير التسول- ولا تظهر عليه آثار ما تم منحه، كما أنه لا يكتفي بطلب واحد أو اثنين، فضلاً عن أن الذي يوجه الطلب ليس جهة واحدة مثل وزارة المالية أو حتى الخارجية، إنما مختلف المؤسسات، وتتم بلا مؤسسية ولا دراية، ثم بعد ذلك كله يتم إحراج السفارة التي تستحي من الرد بالرفض فتقدم ما تقدر عليه من مبالغ مالية، وبعد هذا كله يتم إعادة المبلغ بعبارة “معليش ما عايزين”..!
السيد وزير التربية والتعليم معروف عنه النزاهة والشفافية، لكن ما الذي كان يتوقعه في دولة تفتقر إلى المؤسسات..؟
هل تذهب السفارة للتنسيق مع المطابع وتتفق معهم..؟ وفي حال قررت أن تدعم مالياً طباعة 5 آلاف كتاب، ألا يقلل ذلك لك التكلفة..؟
بحسب ما ورد في الأنباء أن السفارة قدمت 30 ألف دولار، أي نحو 7 مليارات جنيه سوداني بسعر السوق الموازي، أليس من الأولى أن تدعم تلك الدولة تلاميذها الفقراء في المدارس..؟
أتمنى فقط أن أعرف.. الجابرهم علينا شنو..؟!
لينا يعقوب – صحيفة السوداني
اصلا نحن من ما تكون هذا السودان معروفين بالشحدة. المسئولين من أفقر خلق الله في إبتداع الطرق والوسائل واستحداث الموادر التي تعينهم على تسيير أمور وزارتهم والشعب من أتعس الشعوب حيث أنه لا يستطيع أن يصبر لي بكره. أسي كنت بقرأ لواحد بينتقد في والي سمال كردفان أنه لم يفعل شيء ولم يسأل نفسه ما تم تعيينه أصلا. بصراحة نحن شعب يجيد الشحده وفصاحة على الفاضي والله كشعب وليس كأفراد ما عندنا ذرة كرامة. لو كان في كرامة كان الشعب يعلنها من أول يوم هو الاعتماد على أنفسنا لمدة سنتين ناكل كسرتنا دي ونتداوى بالقرض ونلبس ما عندنا ونركب ما تيسر