مقالات متنوعة

أظن الرسالة وصلت

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
(أطلع بره ما دايرنك .. كرهتونا .. جوعتونا) إرتجت ساحة الحرية بالأمس في وجه ممثل قوي الحرية والتغيير الأستاذ إبراهيم الشيخ عندما أعتلى المنصة لإلقاء كلمته إنابة عن (قحت) ولم تتوقف الهتافات المقاطعة حتى أكمل الرجل كلمته وخرج أو أخرج من الساحة تحت حراسة أمنية مُشددة رغم أنه حاول في ثنايا الكلمة المخنوقة بالهتافات المناوئة أن يؤكد أنهم يستشعرون معاناة الناس والمسؤولية الكبيرة لإزالة آثار الدولة العميقة (حائط مبكى القحاتة). وأضاف أن الشعب يستحق أن ينعم بخيراته وأن تنبت الارض قمحاً ووعداً وتمني هكذا قالها والهتافات المناوئة تعلو وقال إن تاريخاً جديداً سيكتب ومظاهر سالبة ستذهب وردد بكائية حمدوك العاجزة (سنبنيهو البنحلم بيهو) (بالكلام ساكت طبعاً) ثم أخرج الرجل تلاحقه الهتافات.
أظن الرسالة قد وصلت للحرية والتغيير أن تلملم (باقي هديماتا) رسالة كانت عفوية وقوية وعبر الهواء الطلق (ما دايرنكم) فهل سيوصلها إبراهيم الشيخ أم سيكتفي بما حملته الوسائط ومقاطع الفيديو والحشود التى لم تمنعها تحذيرات وزارة الصحة من الاحتفال بالسلام وحق لها أن تحتفل وترسل رسائلها وتبث أمنياتها الطيبة للقادمين الجدد بسودان الرفاهية والسلام والمحبة والعيش الكريم.
لا أعتقد أن بقي (للقحاته وش) يقابلوا به الشعب بعد رسالة الأمس (جوعتُونا وكرهتُونا) فهل الأرض التي ستنبت قمحاً وتمني التي (دندن) بها ود الشيخ ستنبت هكذا بالأغاني أم بالعمل والمعاول؟ وهل هو مقتنع بما قاله وهو يعلم أن رئيس وزرائنا لم يزُر تفتيش واحد من مشروع الجزيرة أو الولاية الشمالية منذ عام ونصف وزيادة فكيف ستنبت هذه الأرضُ والحكومة قاعدة والشعب قاعد والطموح قاعد واليأس متسلط على أمانينا.
كيف سنبنيه ومنا من (يدس) البنزين وتناكر الجاز والدكاكين وغرقان في النعمة حتى أذنيه وجاره جائع إلى جواره وهو يعلم؟ أظن أن السيد إبراهيم الشيخ (دقس) وبلع الطعم عندما قبل بترشيح (قحت) له أن يلقي كلمتها لأنهم كانوا يعلمون النتيجة سلفاً لذا نأوا بأنفسهم عن هذه الفضيحة و(لبسوها) إياهُ ولم تشفع له كلمات السيد (حميدتي) التي قالها في حق الرجل أنه معتدل و(ما بكسر التلج) إلا أنه من عاشر قوماً أربعين يوماً صار منهم وإن لم يكسر الثلج فقد يأتي لهم بالشاكوش والإزميل. ولو كنت محله لما دخلتُ في هذه الزاوية الضيقة التي وثقتها كاميرات الهواتف والتاريخ (وما دايرنك وكرهتونا) كان أحرى أن يلبسها الشيوعيون لا أن يتجرعها حزب المؤتمر السوداني في شخص ود الشيخ! ومع هلامية هذا الحزب وسلبيته وضعفه وهروبه من المشاركه في الحكومة إلا أنه يظل الأخف ضرراً بالشعب جراء صمته و(طيبته) وإذا حضر لا يُستشار وإن غاب لا يُفتقد ومع ذلك استطاع الشيوعيون أن يعلقوا عليه قميص الدم الكذب بالأمس و(برأيي) يستاهل لأنه إرتضى أن يكون مطية لليسار ولم يسجل له تاريخ الفترة الانتقالية موقفاً مشرفاً واحداً حيال جميع النكبات والجراحات التي عاشها الوطن خلال الفترة الماضية و ظل هو الحائط القصير الذي يسهل إرتقاءه كما يُقال.
أعتقد أن الشعب في انتظار الاعلان والاعلان السريع عن تشكيلة الحكومة الجديدة وكله أمل أن تكون خيراً من سابقتها وما رسالة الأمس إلا أمل صدحت به الحناجر والهتافات نحو غدٍ مُشرق فهل سيكون قادة الثورية بقدر التحدي ويبدأوا بمعاش الناس وصيانة الوحدة الوطنية ورتق النسيج الاجتماعي والدعوة للمصالحة الوطنية الشاملة وإعلان العفو العام عن المعتقلين السياسيين كما أعلنها البرهان عن حملة السلاح أم سيجلسوا (فرّاجة) بالكراسي الخلفية لـ (قحت) يرفعون أصابعهم كما تريد المنصّة؟ ما من أحدٍ إلا إستبشر وإبتهج وتنفس ملء رئتيه بالأمس وغنى للوطن إلا الشيوعيين فوحدهم هُم الذين ساءهم ما تم لأنهم باختصار أصحاب أجندات ولا هم لهم بالوطن والمواطن وآخرين لمّا يلحقوا بهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيء مازالوا صامتين ينتظرون أن ترسي المركب على بر السلامة ثم يقرروا لم نسمع لهم حساً ولا ركزا يا سيدي حتى الحركة الاسلامية بولاية الخرطوم بالأمس (صدمت) الرأي العام ببيان مؤيد ومبارك للسلام وقادتها في غياهب السجون والحراسات ولكن لم يمنعها ذلك من أن تسمع صوتها للوطن المحتفل بالخارج وتغني له فأين البقية فهل ما زالوا يبحثون عن الدولة العميقة بعد رسالة الأمس؟
قبل ما أنسى: ــــ
تناولت الأخبار يوم أمس الاول (يعني قبل إحتفال السلام بيوم) أن وزير الصناعة والتجارة السيد مدني عباس مدني قد تقدم بإستقالته للسيد رئيس الوزراء ولكن الأخير لم يرد عليها بالقبول أو الرفض! (طيب) يا سيد مدني ماااتصبر شوية ياخ ما أصلو المأذون حا يوزع القسائم بعد بكرة واللاّ عاوز تقول أنا إستقلت ولم أُقال؟ (غايتو لكن جنس جِرسة).

صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. الكلمات دي:…( أن وزير الصناعة والتجارة السيد مدني عباس مدني قد تقدم بإستقالته) تعدل كل الصحف والقنوات الاخبارية والمواقع الصحفية والاعمده والمقالات وما لم استطيع ان اقوله…… لقوة التصاق هذا الرجل بهذا المكان الحساس والذي فقد حساسيته ولم يعد يستشعر ما يحدث للناس في حياتهم اليومية…. اللهم حكم علينا خيارنا