رأي ومقالات

نزار العقيلي: (فرقة حمدوك المسرحية)


بعض الاصدقاء يسألونني عن حقيقة إستقالة وزيرة المالية هبه و البعض الآخر يتساءلون ، لماذا لا يتقدم وزراء الحكومة الانتقالية باستقالتهم بعد أن عجزوا تماما عن تحقيق مطالب الثورة و الثوار و اصبح عجزهم و فشلهم بائن بينونة كبرى ، و في الحقيقة يا اصدقائي ، يجب ان تعلموا بأن وزراء حكومتنا المبجلة ليس بمقدروهم فعل شئ ، مثلهم مثل الممثل الفاشل على خشبة المسرح حين يجتهد بكل ما يملك من موهبة و إبداع مسرحي و لا يجد القبول من المتفرجين و يفشل في إسعادهم و إضحاكهم لن يستطيع تقديم إستقالته من المسرحية بسبب عدم إسعاد الجمهور ، و لن يستطيع ان يقوم بتغيير دوره في المسرحية السمجة هذه ، و حتى اذا شعر بالإكتئاب و الفشل الشديد و تململ الجمهور و قرر عدم الاستمرار في أداء دوره فأن (مخرج) المسرحية سيلوح له بعقوبات العقد المبرم بينهم .

لا تتوقعوا إستقالات من ممثلين فاشلين إستعانوا بهم مخرج و منتج لأداء أدوار في مسرحية هزلية تستمر عروضها لفترة طويلة ، و الخاسر الاكبر فيها هو الجمهور الذي وقف في شباك التذاكر طويلا” و دفع الكثير للحصول على تذكرة عبور للمقاعد الامامية .

إنظروا لشخصية حمدوك ستجدون شخصية ( سيوسيو ) بذات الهدوء و الرزانة و ادوار ( الهمبول ) الذي يقف خلف نسيبه ( جبريل ) صاحب سوط العنج الشهير و الذي تطابق شخصيته شخصية ( حميدتي ) ، إنظروا لمدني عباس ستجدونه مرتديا” ثياب ( البلولة ) بكامل غبائه و عناده ، إنظروا للسيدة أسماء التي تقمصت دور الراحل الفاضل سعيد في شخصية ( بت قضيم ) و اسعدتنا بالضحك طيلة فترة توليها حقيبة الخارجية حتى انتهى دورها ،

إنظروا للسيد فيصل محمد صالح و لملامح وجهه حين ضيق و ( ذنقة ) ستجدون الطيب شعراوي ماثلا” امامكم بكل ادوار شخصيته الضعيفة و المهزوزة و المتوترة ، إنظروا لولاء البوشي حين تغضب و ستجدون ( فضيلة ) حاضرة بكل سزاجتها و حماقتها و براءتها ، إنظروا للسيد مدير شركة مواصلات ولاية الخرطوم محمد ضياء الدين و ستجدون ( فضيل ) بكل عنطزته و فلسفته و جهله ، إنظروا للسيد وجدي صالح الممثل الكبير و البارع جدا” و صاحب البطولة في المسرحية ستجدون ( كبسور ) المجتهد في اللاشئ و المهوس بالبلاغات الفارغة .

لا تنتظروا يا سادتي إستقالات من هؤلاء مهما كانوا يتألمون لآلامكم و اوجعاكم ، فهم مسيرين و ليسوا مخيرين ، ممثلون وليسوا حقيقين ، ثلة لا حول لها و لا قوة ، فالأمر بيد المنتج الذي مول هذه المسرحية و بيد المخرج الذي يظهر أسمه على مقدمة المسرحية و لا نعرف له مكانا” .

نزار العقيلي